تتزايد المؤامرات حيث تقع السلطة بينما يخفت بريق المؤامرة طالما بعدت السلطة وقد ظلت السلطة تتغذى على المؤامرات منذ العصور القديمة في الوقت الذى تصاعدت فيه تلك المؤامرات في عصر الإمبراطورية الرومانية وكذلك في العصور اليونانية القديمة وكذلك ظهرت فى التاريخ العربى ومن ذلك العصر المملوكى وهنا مع جرائم الصراع على السلطة.
أيبك يتخلص من أقطاي
قتل أقطاي على يد عز الدين أيبك وهو داخل سراي القلعة حسبما ذكر جرجى زيدان في كتابه، ثم خشي الوقوع في شر أعماله فأمر بإقفال القلعة وأبواب المدينة، ولبث يتوقع الحوادث فلم تمض برهة حتى جاء الأمراء الصالحيون تحت رئاسة بيبرس، وتجمهروا على أبواب القلعة، وطلبوا الفارس أقطاي وهم يحسبونه مأسورًا، فرمى إليهم برأسه من على السور، فلما علموا بقتله ارتاعت قلوبهم فعمدوا إلى الفرار نحو باب القراطين ففتحوه، وساروا قاصدين سوريا، وبقي منهم شرذمة قبض عليهم، وأودعوا السجن.
مقتل أيبك
عَزَم عز الدين أيبك على تزوج ابنة صاحب الموصل بدر الدين لؤلؤ، فأمرت شجر الدر جواريها أن يمسِكنَه لها فما زالت تضربُه بقباقيبِها والجواري يَعركنَ في أنثَيَيه حتى مات وهو كذلك، وقيل بل أعدت له شجر الدرِّ خمسة ليقتلوه منهم محسن الجوجري، وخادم يعرف بنصر العزيزي، ومملوك يسمى سنجر، فلما كان يوم الثلاثاء ركب الملك المعز من الميدان بأرضِ اللوق، وصَعِدَ إلى قلعة الجبل آخِرَ النهار، ودخل إلى الحمام ليلًا، فأغلق عليه الباب محسن الجوجري، وغلام كان عنده شديدُ القوة ومعهما جماعة، وقتلوه بأن أخذه بعضهم بأنثييه وبخناقه، فاستغاث المعز بشجرة الدر فقالت اتركوه، فأغلظ لها محسن الجوجري في القول، وقال لها: متى تركناه لا يبقي علينا ولا عليك ثم قتلوه.
مقتل شجرة الدر
يذكر ابن تغر بردى فى "النجوم الزاهرة (الجزء السادس ص 648)" إن شجرة الدر بعد مقتل أيبك ومحاولة مماليك الأخير قتلها أقامت فى البرج الأحمر فى قلعة الجبل، وكان يحميها الملوك الصالحية، وكانت زوجة أيبك وابنه المنصور يحرضان ضدها إلا إنها وجدت مقتولة مسلوبة خارج القلعة، فحملت إلى مكان دفنها بقرب من مشهد السيدة نفيسة، ودفنت هناك.
أما المقريزى فى "السلوك لمعرفة دول الملوك (الجزء الأول ص 394)"، إنه لما تولى ابن المعز أمر السلطنة، حُملت شجرة الدر إلى أمه فضربها الجوارى بالقباقيب إلى أن ماتت وألقوها من سور القلعة وليس عليها سراويل وقميص، فباتت فى الخندق أياما، إلى أن حملت ودفنت فى مشهدها النفيسى.