اكتشف فريق أثري من المعهد الكتالوني لعلم البيئة القديمة البشرية والتطور الاجتماعي (IPHES) رأس حربة حاد مصنوع من عظم حصان، يعد هذا اكتشافًا ثوريًا، لأنه أول رأس حربة من هذا النوع يتم العثور عليه على الإطلاق، أثناء الحفر في ملجأ صخري في أبريك روماني، وهو موقع يعود إلى العصر الحجري القديم الأوسط لإنسان نياندرتال ويقع بالقرب من برشلونة بإسبانيا، وفقًا لما نشره موقع "ancient-origins".
تم العثور على رأس الحربة العظمية خلال موسم التنقيب الأخير في أبريك روماني، وهو موقع تخييم احتله إنسان نياندرتال منذ 110.000 إلى 39.000 سنة مضت، حتى النقطة التي انقرضت فيها الأنواع.
تم تأريخ رأس الحربة إلى حوالي 50.000 سنة مضت، وهو مجرد واحد من عشرات الآلاف من القطع الأثرية التي تعود إلى إنسان نياندرتال والتي تم استردادها أثناء عمليات التنقيب في أبريك روماني على مدى العقود الثلاثة الماضية.
يشير شكل السلاح العظمي إلى أنه كان يستخدم كسلاح صيد، لكن الأمر تطلب فحصًا دقيقًا لخصائصه الخارجية للتأكد من ذلك.
وكتب علماء الآثار في معهد IPHES في مقال عن اكتشافهم نُشر في مجلة Scientific Reports : "تشير علامات التأثير الخطية المجهرية، وكسر التأثير في الطرف، وكسور الإجهاد الداخلية المحتملة إلى استخدامه كرمح".
وأظهرت دراسة أخرى أن نقطة العظم تم تشكيلها بحيث يتم لصقها على عمود خشبي، كما هو متوقع إذا تم استخدامها لصنع رمح يدوي.
تم العثور على أدوات عظمية مرتبطة بأنواع من البشر البدائيين في عدد قليل من المواقع، حيث عُثر على أمثلة في جنوب أفريقيا وتنزانيا وإثيوبيا يعود تاريخها إلى مليوني و1.8 مليون و1.4 مليون سنة على التوالي.
كانت أقدم الأدوات العظمية التي تم العثور عليها في مواقع التنقيب عن البشر البدائيين في أوروبا عمرها 500 ألف سنة، وقد عُثر عليها في بوكسجروف بإنجلترا.
تم العثور على مجموعة متنوعة من الأدوات والأسلحة المصنوعة من عظام الحيوانات والتي صنعها الإنسان الحديث ( الإنسان العاقل ) في العديد من المواقع.
كما تم العثور على أدوات عظام إنسان نياندرتال ، بما في ذلك العظام المشقوقة والمنحوتة لاستخدامها كمكاشط للجلد، ومطارق، وأوتاد، وأدوات حفر، وما إلى ذلك. ومع ذلك، لم يكن هناك حتى الآن أي دليل يشير إلى أن إنسان نياندرتال صنع أسلحة صيد من العظام.
وقالت باولا ماتيو لومبا، المؤلفة المشاركة في الدراسة، : "تشير الأدلة التي عثر عليها حتى الآن إلى أن سكان نياندرتال استخدموا الرماح ذات الرؤوس الحجرية".
تُظهِر الحالة المعروضة هنا استخدام مادة أخرى استُخدِمَت لنفس المهمة، كان لدى إنسان نياندرتال من أبريك روماني وفرة من المواد الخام الحجرية المتاحة في البيئة بالإضافة إلى العظام المكسورة للوصول إلى النخاع، لذا فإن استخدام أداة العظام يُظهِر مرونتهم في الاختيار من بين الموارد المتاحة لهم."
صحيح أن سكان نياندرتال الذين عاشوا في منطقة برشلونة الحديثة كانوا يحصلون على الكثير من عظام الحيوانات، وقد تم العثور على بقايا الخيول البرية والغزلان والماعز بكثرة في أبريك روماني، حيث يبدو أن هذه كانت الحيوانات التي كان نياندرتال يصطادونها عادة للحصول على الطعام، وعندما تم كسر هذه العظام للحصول على النخاع المغذي، كانت لتترك وراءها شظايا عظمية ذات حواف حادة للغاية، والتي ربما تم تشكيلها بشكل أكبر على شكل رؤوس رماح.
رأس حربة عمرها 50 ألف عام
أخبار متعلقة :