الإلحاد لفظ انتشر وصار معناه معروفا على الرغم من كثيرن لا يعرفون متى بدأت في التاريخ ولا متى تحولت إلى ظاهرة، ولم يكن الكثيرون من العرب يعرفونها قبل القرن العشرين حين اندفعت الفلسفة والفكر الغربى إلى الذائقة العربية، وفى خضم عصف ما بعد نهاية الحرب العالمية الثانية كان كثير من الشباب يفكرون في معنى الحياة ومنهم الكاتب الكبير الراحل مصطفى محمود.
وكان أن اندفع مصطفى محمود في ذلك التيار غير انه تراجع عنه وألف كتابا شهير ضد الإلحاد يحكى فيه عن الرحلة والمسيرة والكتاب هو رحلتى من الشك إلى الإيمان.
رحلتي من الشك إلى الإيمان هو كتاب فكري ألفه مصطفى محمود عام 1970 لنقد الإلحاد كفكرة فى الإساس وهو كتاب موجه فى الإساس إلى الشباب وحديثى السن والتجربة ويعرض الكتاب العديد من المواضيع والتساؤلات الفكرية والمتعلقة بخلق الإنسان، والجسد والعقل ويتحدث الكتاب بشكل تفصيلي عن رحلة مصطفى محمود الطويلة من الشك وصولاً إلى الإيمان.
ومما قاله مصطفى محمود في كتابه: "تبدأ عبادة الله بمعرفة الله ومقامه الأسمى، وتبدأ معرفة الله بمعرفة النفس ومكانها الأدنى".
"إذا خفيت عنا الحكمة في العذاب أحيانا ... فلأننا لا ندرك كل شيء ولا نعرف كل شيء، ولا ندرك من القصة إلا تلك المرحلة المحدودة بين قوسين اسمها الدنيا ... أما ما قبل ذلك ومابعد ذلك فهو بالنسبة لنا غيب محجوب ... ولذا يجب أن نصمت في احترام ولانطلق الأحكام".
"يقول لنا المفكر الهندي وحيد الدين خان: إذا كان الظما إلى الماء يدل على وجود الماء فكذلك الظمأ إلى العدل لابد أنه يدل على وجود العدل ... ولأنه لا عدل في الدنيا ... فهو دليل على وجود الآخرة مستقر العدل الحقيقي".