بوابة المساء الإخباري

التطرف.. حادثة قابيل وهابيل أول واقعة عنف بشرى على الأرض ونواة الإرهاب الأولى - المساء الاخباري

يبدو العنف والتطرف، سمة إنسانية موجودة في النفس البشرية منذ بداية الخليقة، فقد عرف الإنسان الأول جريمة القتل منذ بداية وجوده على كوكب الأرض، فكان قتل قابيل لهابيل شقيقه بسبب الغيرة، أول واقعة سفك دماء أخ لشقيقه منذ هبوط آدم وحواء بحسب المعتقدات الدينية، ومنذ هذا الوقت، لم ينته ذلك الفعل، وظل الأشقاء يتقاتلون بسبب الحكم أو النساء أو المال.

ويتم تصنيف واقعة قاتل نجلي آدم (أبي البشر) إلى أنها أقدم حادثة إرهاب ظهرت على وجه الأرض بين ابني آدم قابيل وهابيل، وتسجل كتب التاريخ أن هذه أول حادثة يتمثل فيها أول عمل يحتسب من الإرهاب على وجه الأرض في مفهومه الواسع فأول عنف وعمل إرهابي.

قابيل وهابيل هما شخصيتان ذكرتا في العهد القديم، وهما أول ابنين لآدم وحواء، كان قابيل عاملاً بالأرض أما هابيل فكان راعياً للغنم، وفي يوم قررا أن يعبدا الله فقدما قرابين. يقول الكتاب: وحدث من بعد أيام أن قابيل قدم من ثمار الأرض قرباناً للرب، وقدم هابيل أيضاً من أبكار غنمه ومن سمانِها، فنظر الرب إلى هابيل وقربانه، ولكن إلى قابيل وقربانه لم ينظر، فاغتاظ قابيل جداً، وسقط وجهه. ولم ينظر الرب إلى قربان قابيل لأنه كان مخالفاً لما كان يتطلبه وهو الذبيحة الدموية أما هابيل فقد فعل.

وتعد هذه الواقعة المذكورة فى الكتاب المقدس، جاء ذكرها فى القرآن الكريم، هى أول جريمة قتل عرفتها الإنسان، وتحولت على مدار التاريخ الدينى والبشرى إلى رمزا للخير والشر، فكان قابيل رمز للشر والظلم، وتم الرمز إلى هابيل على أنه رمز الخير والإصلاح.

هكذا عرف الإرهاب والسلوك المتطرف طريقه إلى الإنسان، فلم يكن ظاهرة جديدة، بل عرفها الإنسان منذ بدايته، ولم يخلوا عصر بعد ذلك من تطرف تصرفات الإنسان، وتحول هذا السلوك العدواني من قابيل إلى أخيه هابيل إلى نزعة إنسانية مستمرة، دائما ما يلجأ إليه البعض نتيجة بعض التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسة، وهو سبب اندلاع جميع الحروب على مر العصور، واستمرار المعارك العسكرية في كل مكان في العالم.

وبحسب دراسة بعنوان "الأبعاد الإجتماعية والإقتصادية المؤثرة في تشکيل ثقافة العنف لدي الشباب في مصر" للباحثة ريها محمد علي مبروك، نشرت مجلة كلية الآداب جامعة بنها، فأن العنف ليس حالة ظريفة طارئة بقدر ما هو أحد أکبر مظاهر الوجود الإنساني، حيث يبرز أو يخفت انطلاقا من الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للمجتمع، ولفتت الباحثة إلى أن مشكلة العنف ليست وليدة اليوم، وإنما هي مشکلة قديمة منذ بدء الخليقة، ولكن ما يثير الدهشة ازدياد وانتشار العنف واستخدام القسوة والمبالغة، وأيضاً اتجاه العنف إلي أنماط غير مألوفة تتسم بالتحدي والقسوة واللامبالاة.

وأوضحت الباحثة ان العنف سلوك لا يمكن التنبؤ ببدايته ونهايته، ودوافعه متعددة، ومما ساعد على ذلك انتصار ما يسمى (بثقافة العنف) والتي تجسد اتجاهات المجتمع نحو العنف، مثل تمجيد العنف في الروايات ووسائل الإعلام واعتناق معايير اجتماعية تقوم على أفکار مثل الغاية تبرر الوسيلة، وأيضاً إذکاء قوانين التنافس في التعاملات الاقتصادية والاجتماعية علي النحو الذي يجعله القانون الأساسي للبقاء، مما يزيد معه العنف وبالتالي تصبح النتيجة النهائية وجود ثقافات اساسية أو فرعية تمجد العنف وتقره شريعة بينها ويبرز نماذجه في المجتمع.

أخبار متعلقة :