حلو الكلام.. نامي لأنام ! المساء الاخباري ..

حلو الكلام.. نامي لأنام !

الإثنين 22 يوليو 2024

رئيس مجلسى الإدارة والتحرير

عبدالرحيم علي

رئيس التحرير

داليا عبدالرحيم

رئيس مجلسي الإدارة والتحرير

عبدالرحيم علي

رئيس التحرير

داليا عبدالرحيم

ثقافة

الإثنين 22/يوليو/2024 - 12:50 ص
محمود درويش
محمود درويش
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أَلبعوضةُ، ولا أَعرف اسم مُذَكَّرها، أشَدُّ
فَتْكًا من النميمة. لا تكتفي بمصّ الدم، بل
تزجّ بك في معركة عَبَثيّة. ولا تزور إلاّ في
الظلام كَحُمَّى المتنبي. تَطِنُّ وَتَزُنُّ كطائرةٍ
حربية لا تسمعها إلاّ بعد إصابة الهدف.
دَمُكَ هو الهدف. تُشْعل الضوء لتراها
فتختفي في رُكْنٍ ما من الغرفة والوساوس، ثم
تقف على الحائط... آمنةً مسالمةً كالمستسلمة.
تحاول أن تقتلها بفردة حذائك، فتراوغك
وتفلت وتعاود الظهور الشامت. تشتمها
بصوت عال فلا تكترث. تفاوضها على هدنة
بصوت وُدِّي: نامي لأنام ! تظنُّ أَنك
أَقْنَعْتَها فتطفئ النور وتنام. لكنها وقد
امتصت المزيد من دمك تعاود الطنين إنذارًا
بغارة جديدة. وتدفعك إلي معركة جانبيّة
مع الأَرَق. تشعل الضوء ثانية وتقاومهما،
هي والأرق بالقراءة. لكن البعوضة تحطُّ
على الصفحة التي تقرؤها، فتفرح قائلًا في
سرّك: لقد وَقَعَتْ في الفخّ. وتطوي
الكتاب عليها بقُوَّة: قَتَلْتُها... قتلتُها ! وحين
تفتح الكتاب لتزهو بانتصارك، لا تجد
البعوضة ولا الكلمات. كتابك أَبيض !. البعوضة،
ولا أعرف اسم مُذَكَّرها، ليست استعارة ولا
كنايةً ولا تورية. إنها حشرة تحبُّ دمك
وتَشُمُّه عن بُعْد عشرين ميلًا. ولا سبيل
لك لمساومتها على هدنة غير وسيلة واحدة:
أن تغيِّر فصيلةَ دمك !

 

محمود درويش

الاقسام


© 2021 Albawabhnews All Rights Reserved.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق حريق يلتهم سطح عقار في السيدة زينب بالقاهرة.. صور .. بوابة المساء الاخباري
التالى شهيدان ومصابون في قصف الاحتلال منزلا في دير البلح - بوابة المساء الاخباري