تعتبر التغيرات المناخية من أكبر التحديات التي تواجه العالم اليوم، حيث تؤثر بشكل مباشر على الزراعة والإنتاج الغذائي لأن هذه التغيرات تؤدي إلى تقلبات في درجات الحرارة، وتغيرات في أنماط الأمطار، مما يؤثر على محاصيل الخضروات والفواكه.
حيث أكد الدكتور محمد علي فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ بوزارة الزراعة، أن تغيرات المناخ خلال هذا الصيف كانت خارج الحدود والتحمل إضافة إلى عوامل أخرى مثل ارتفاع مستلزمات الإنتاج، مفيدا بأن التغيرات المناخية تسببت في ارتفاع أسعار الخضروات والفاكهة بنسبة 80%.
وأضاف الدكتور محمد على فهيم، خلال تصريحات تلفزيونية ، أن ارتفاع درجات الحرارة الصيف الماضي كانت بشكل غير مسبوق، مشيرًا إلى أن لديهم اجراءات استباقية لمواجهة التغيرات المناخية بزراعة أصناف تتحمل هذه التغيرات المناخية الشديدة.
وأوضح رئيس مركز معلومات تغير المناخ بوزارة الزراعة، أنه ليس هناك تقاوي تتحمل الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة، مشيرا إلى أن محصول الطماطم تأثر بنسبة 50% بسبب التغيرات المناخية وكل المحاصيل الزراعية في جميع دول العالم تأثرت بالتغيرات المناخية.
تلف المحاصيل
وفي هذا السياق يقول حسين عبد الرحمن أبو صدام نقيب الفلاحين، تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى تقليل إنتاجية المحاصيل، مما يزيد من تكلفة الإنتاج. في بعض الحالات، يمكن أن تؤدي الظروف الحارة إلى تلف المحاصيل، مما يقلل المعروض في السوق، وتابع أبو صدام تؤدي التغيرات في هطول الأمطار إلى فترات جفاف أو فياضانات، مما يؤثر سلبًا على زراعة المحاصيل موضحًا أن قلة المياه تؤدي إلى انخفاض المحاصيل، بينما الفيضانات تؤدي إلى تلفها.
وأضاف أبو صدام، أن ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة يساعدان على انتشار الآفات والأمراض التي تؤثر على المحاصيل، مما يتطلب استخدام مبيدات حشرية و أسمدة إضافية، مما يزيد من تكاليف الإنتاج.
زيادة تكاليف النقل
وفي نفس السياق يقول الدكتور جمال صيام الخبير الزراعي، أن تغير المناخ يؤدي إلى زيادة تكاليف النقل بسبب الظروف الجوية السيئة، مثل العواصف والفيضانات مؤكدًا أن هذه الزيادة تنعكس على أسعار الخضروات والفواكه في الأسواق، بالإضافة إلي تؤثر التغيرات المناخية على الإنتاج في دول أخرى، مما يؤدي إلى نقص في الإمدادات العالمية مؤكدًا أن هذا النقص يدفع الأسعار للارتفاع في جميع الأسواق.
وأضاف صيام، تؤدي هذه العوامل مجتمعة إلى زيادة أسعار الخضروات والفواكه، مما يؤثر على القدرة الشرائية للمستهلكين، خاصة في البلدان التي تعتمد بشكل كبير على الزراعة المحلية، وأوضح صيام تتطلب مواجهة آثار التغيرات المناخية استراتيجيات فعالة، بما في ذلك تحسين تقنيات الزراعة، وتعزيز القدرة على التكيف مع المناخ، وتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة. من الضروري أيضًا دعم المزارعين لتحسين استدامة إنتاجهم.