يصادف اليوم ذكرى ميلاد القائد المملوكي السلطان سيف الدين قطز، لقب سيف الدين قطز بالملك المظفر، وكان قد تولى الحكم في عام 657هـ الموافق 1259م، ويعد هو بطل معركة عين جالوت وقاهر التتار المغول، كما أنه أحد أبرز ملوك مصر، ورغم قوته إلا أنه لم يكمل في الحكم عاما واحدا، وفي تلك الفترة استطاع إعادة تعبئة وتجميع الجيش الإسلام، واستطاع وقف زحف التتار الذي كاد أن يقضي على الدولة الإسلامية بالكامل، فألحق بهم قطز هزيمة كبيرة في معركة عين جالوت الفاصلة، ولاحقهم بعدها حتى حرر الشام بأكملها من هيمنتهم وسلطتهم.
قتل سيف الدين قطر على يد الظاهر بيبرس، الذي خلفه في الحكم. تمت عملية القتل في 24 أكتوبر 1260، بعد 50 يومًا فقط من معركة "عين جالوت"، أثناء عودته من دمشق إلى القاهرة، وتحديدًا في منطقة بين الجعافرة والصالحية.
دوافع بيبرس لاغتيال القائد المملوكي سيف الدين قطز
تتباين وجهات نظر المؤرخين حول دوافع بيبرس لاغتيال قطز. يرى ابن أيبك الدواداري أن بيبرس قد قام بذلك بسبب هروب بعض المماليك البحرية من معركة "عين جالوت"، بينما يربط المؤرخ بيبرس الدواداري الأمر بضلوع قطز في مقتل أمير فارس الدين أقطاي خلال صراعه مع سلطان أيبك.
من جانبه، يعزو تقي الدين المقريزي الأزمة إلى رفض قطز تسليم حلب لبيبرس. الأسباب وراء مقتل سيف الدين قطز تكون أكثر تعقيدًا، حيث تعود إلى أيام سلطان أيبك وصراعاته مع المماليك ومقتل زعيمهم أقطاي.
يقترح الدكتور قاسم عبده قاسم أن سبب القتل كانت الرغبة في الثأر من قطز نظرًا لدوره في أحداث مهمة سابقة. رابطة الخشداشية كانت قوية، وهي العامل الذي دفع بيبرس وزملاؤه للسعي نحو الانتقام.
بشكل عام، يتضح أن مقتل قطز كان نتيجة لتاريخ من الصراعات والانتقامات بين المماليك، ويعكس تعقيد العلاقات السياسية والشخصية في تلك الحقبة.