يعيش الأوكرانيون حالة من الترقب قبيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، حيث يخشى الكثيرون من أن يؤدي فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب إلى تغيير سياسة واشنطن تجاه بلادهم، بما في ذلك وقف أو تقليص المساعدات العسكرية والمالية الحيوية التي تعتمد عليها أوكرانيا في حربها المستمرة ضد روسيا.
وفي الوقت الذي يعاني فيه الجيش الأوكراني من نقص في الرجال والذخيرة، تتزايد المخاوف من أن تتلقى روسيا تعزيزات إضافية مع وصول قوات كورية شمالية لدعم جهودها الحربية.
السفير الأوكراني السابق لدى الولايات المتحدة، أوليغ تشمتشور، أبدى قلقه من تداعيات فوز ترامب المحتمل، قائلاً: "انتصار ترامب سيشكل تهديداً خطيراً لأوكرانيا"، وأوضح أن ترامب وفريقه "لا يؤمنون بانتصار أوكرانيا" ويسعون لإنهاء الحرب بسرعة حتى يتمكنوا من التركيز على مواجهة الصين.
وتشير العديد من وسائل الإعلام الغربية إلى أن سياسات ترامب قد تكون متوافقة مع مصالح موسكو، فتقارير تلمح إلى أن خططه قد تشمل تسوية تمنح روسيا الاحتفاظ بالسيطرة على أجزاء من الأراضي الأوكرانية المحتلة مقابل وقف الحرب، وهي خطوة من شأنها تقويض سيادة أوكرانيا، وفقاً لمحللين.
رغم ذلك، يؤكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده لن تتنازل عن أي جزء من أراضيها المحتلة.
وقال زيلينسكي: "أوكرانيا لن تعترف بهذه الأراضي على أنها روسية، مهما كانت نتائج الانتخابات الأميركية". لكنه أقر في الوقت نفسه أن تراجع الدعم الأميركي قد يؤدي إلى "مزيد من الخسائر" أمام القوات الروسية.
على الأرض، يواصل الجيش الأوكراني مواجهته ضد القوات الروسية، على الرغم من التقدم الكبير الذي حققته روسيا في الشهر الماضي حيث سيطرت على ما يقرب من 478 كيلومتراً مربعاً من الأراضي الأوكرانية.
وفي منطقة دونيتسك، يعبّر الجنود الأوكرانيون عن قلقهم من تقليص المساعدات الأميركية، حيث قال أحدهم: "المهم هو أن تواصل الولايات المتحدة مساعدتنا، بغض النظر عن نتيجة الانتخابات".
وعلى الرغم من هذه المخاوف، يؤمن بعض الجنود بأن ترامب، المعروف برغبته في إظهار قوة الولايات المتحدة، لن يتخلى عن دعم أوكرانيا تماماً، خاصة أن سمعة واشنطن ومكانتها على المحك في هذا الصراع.
تراقب أوكرانيا الانتخابات الأميركية عن كثب، في ظل هذا الوضع الحرج، مع محاولة الحكومة الأوكرانية بناء علاقات إيجابية مع الفائز في السباق الرئاسي، سواء كان دونالد ترامب أو منافسته كامالا هاريس، لضمان استمرار الدعم العسكري والمالي الضروري لمواجهة روسيا.