في اللحظات الحاسمة من الانتخابات الأمريكية، يبقي عنصر المفاجأة، سيد الموقف.
واقع الحال، يشهد توازنا وشبه تعادل في الاستطلاعات والتوقعات، بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب، ومنافسته الديمقراطية كمالا هاريس، فلمن تكون الغلبة؟.
مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وفي ظل دعم الولايات المتحدة، الغير محدود للعدوان الإسرائيلي المستمر علي غزة ولبنان. لمن يصوت العرب؟
واقع الحال، هناك حالة من الانقسام تعيشها الجالية العربية، في الولايات المتحدة بشكل عام وسببها الغضب من السياسة الأمريكية، تجاه إسرائيل وعدوانها الغاشم والغير مبرر علي غزة ولبنان أغلبهم متفقون علي استخدام أصواتهم من أجل تحسين مصير المنطقة العربية. ولكن كيف؟ هنا تختلف الآراء والتوجهات، فالبعض يريد أن يقول للحزب الديمقراطي، الذي ينتمي إليه جو بايدن، وتمثله المرشحة هاريس، إنه لن يفلت بدعم الإبادة ويحصل علي أصواتهم. بينما يري آخرون، أن الحزب الجمهوري، الذي يمثله ترامب، سيكون أسوأ بالنسبة للمنطقة العربية.
أما الفئة الثالثة، فترفض التصويت لأي من الطرفين. ويبدو أن مناصري ترامب، كانت أسبابهم إما تتعلق بالسياسة الداخلية، أو بنظرة "جندرية" وإقليمية. والسؤال الجوهري هنا، هل فعلا أصوات العرب، يمكن أن تؤثر أو تحدث فارقا بشكل أو بأخر في الانتخابات الأمريكية؟.
ولاية ميتشجان، تعد من الولايات "المتأرجحة" بمعني، لم تدعم حزبا معينا بشكل مستمر في السابق. ومن ثم، فهي أحيانا تكون ديمقراطية، وأحيانا أخري جمهورية. والولايات المتأرجحة، عادة تكون هي الحاسمة في الانتخابات، ويخصص المرشحون أغلب أوقاتهم لإقناع هذه الولايات بأنهم الخيار الأفضل. في ولاية ميتشجان، يعيش أكثر من 300 ألف عربي أمريكي، إذ أتي إليها في أوائل القرن العشرين، من لبنان وسوريا، ليعملوا في مجال تصنيع السيارات.
ومن ثم أصبحت ميتشجان، مقصد المهاجرين العرب، بعد كل أزمة أو حرب، تتسبب في الهجرة علي نطاق واسع. كل هذا جعل من العرب الأمريكيين، في هذه الولاية تحديدا كتلة انتخابية مؤثرة.
وحتى الآن، نتائج استطلاعات الرأي، متقاربة جدا بين هاريس وترامب، في الولاية. وما زال مصيرها بين الأزرق والأحمر مجهولا. فهل ترفع هذه الولاية أصوات العرب، وتفرض تغييرا عاجلا أو آجلا في السياسات الأمريكية في المنطقة العربية؟