تتأهب دار المزادات العالمية «سوذبيز» بمدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، لإقامة مزادها المقبل في 6 ديسمبر 2024، والذي ستعرض فيه ساعة رولكس داي ديتمن، مملوكة للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وتحمل توقيعًا خاصًا من الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
ساعة الزعيم جمال عبد الناصر
وصنعت ساعة الزعيم الراحل عبد الناصر من الذهب الخالص في عام 1956، وأهداها له الرئيس الراحل محمد أنور السادات عام 1963 م، وكان وقتها نائبًا لرئيس الجمهورية، وتعد من أبرز مقتنياته الرئيس عبد الناصر، ومحفور على الجزء الخلفي منها وبخط بارز: «السيد أنور السادات 26 - 9 - 1963».
وتعد ساعة الرئيس الراحل عبد الناصر، أول ساعة تعرض اليوم والتاريخ بالكامل باللغة العربية، وهي محفوظة في علبة أويستر قوية مقاومة للماء، وتُعد الساعة المفضلة لدى المشاهير والرؤساء وقادة الدول، وتُعرف في العديد من الدوائر باسم «رولكس بريزيدنت».
ودائمًا ما كان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر يرتديها في معصم يده، وظهر بها في العديد من المراسم والمناسبات التاريخية، ويمكن رؤيتها في الصور خلال اللحظات الحاسمة، وأيضا في العديد من الاجتماعات واللقاءات الدبلوماسية التي كان يجريها الزعيم الراحل.
حفيد جمال عبد الناصر يعرض ساعته للبيع
وتباع ساعة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، في المزاد الذي سيقام بمدينة نيويورك، مرفق بها رسالة موقعة شخصيًا من حفيد الزعيم الراحل: جمال خالد جمال عبد الناصر، فضلًا عن مجموعة من طوابع البريد يعود تاريخها إلى ما بين أعوام 1960 إلى 1977، لعرضها في المزاد العالمي ومن المقرر أن يتراوح ثمنها من 30 إلى 60 ألف دولار، وفقا للموقع الرسمي لدار المزادات.
يذكر أن الرئيس الراحل عبد الناصر، كان لا يهتم بالممتلكات المادية، ورفض أن يخصص له منزلًا خاصًا كملكية خالصة له ولأسرته، ولكن تلك الساعة كانت من مقتنياته الثمينة، التي تمثل أهمية كبرى بالنسبة له، إذ أهداها له صديقه الراحل محمد أنور السادات، والذي تولى حكم مصر بعده، وكان الزعيم يحرص دائما على ارتدائها.
قصة إرث ساعة جمال عبد الناصر
وتوفى الرئيس جمال عبد الناصر في 28 سبتمبر 1970 م، وتم التبرع بالعديد من ممتلكاته إلى متحف جمال عبد الناصر بالقاهرة، ولم يتبقى لعائلته سوى هذه الساعة، التي تم توريثها لابنه ثم حفيده الذي يعرضها حاليًا للبيع في مزاد دار المزادات العالمية «سوذبيز» بنيويورك.
وقال حفيد الراحل جمال عبد الناصر في تصريحات صحفية: «إنه بعد وفاة جده بفترة وجيزة، أعطت جدته الساعة لوالده، لأنها أرادت أن يحتفظ بها باعتباره الابن الأكبر»، موضحًا في رسالة لدار المزادات مرفقة بالساعة: «قبل بضع سنوات من وفاة والدي في سبتمبر 2011، أراني الساعة لأول مرة وأعطاها لي».
وتابع حفيد عبد الناصر، في الرسالة المرفقة لدار المزادات: «عندما كبرنا، علمنا مدى تواضع الرئيس ناصر، ورفضه العيش في حياة مترفة من الثروة والمادية، وكرس حياته لحركة التحرير في النصف الثاني من القرن العشرين، ولتوحيد العالم العربي، وتعزيز جمهورية مصر العربية التي تأسست حديثًا، وأخيراً تحقيق السلام في المنطقة بقبوله خطة روجرز للسلام قبل وفاته، فلم يمتلك جدي بيتًا قط، وتوفي دون أن يترك وراءه ممتلكات وثروات، وبعد أن ضحى بالكثير من الإغراءات والإسراف باعتباره واحدًا من أكثر الزعماء العرب نفوذاً في التاريخ الحديث، يمكننا أن نفهم كيف ولماذا اعتز بهذه الهدية من صديق عمره».
قيمة ساعة جمال عبد الناصر
ووفقا لـ جيف هيس، رئيس قسم الساعات العالمي في سوذبيز، فتكمن أهمية ساعة جمال عبد الناصر، في كونها ساعة عريقة لأحد الرؤساء من رولكس داي ديت، وتقديم هذه الساعة لا يتعلق فقط بالقطعة نفسها، بل يتعلق أيضًا بالنسيج الغني للتاريخ الذي تمثله، فهي تجسيد للصداقة الشخصية بين الزعيمين جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات، والإرث الضخم، الأمر الذي يجعلها قطعة أثرية فريدة لهواة الجمع والمؤرخين على حد سواء.
اقرأ أيضاً
«من الأرشيف».. كواليس القرارات الحاسمة في عهد الزعيم جمال عبد الناصرجمال عبد الناصر.. .الزعيم الذي لا يزال حيا في ذاكرة المصريين والعرب