قال الدكتور أحمد نبوي، أستاذ بجامعة الأزهر الشريف، القمار سواء كان تقليدي أو إلكتروني له أضرار كبيرة على الفرد والمجتمع.
القمار من المحرمات الكبرى
وأوضح الأستاذ بجامعة الأزهر، في تصريح له: "القمار أو الميسر، كما سماه الله تعالى في القرآن الكريم، هو من المحرمات الكبرى التي حذرنا منها الله سبحانه وتعالى في قوله: 'إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ'، وبالتالي فالقمار ليس فقط محرمًا، بل هو من أعمال الشيطان، ونحن مطالبون بالاجتناب التام له".
حكم المراهنات والمسابقات
وأضاف: "القمار ليس محصورًا في الصورة التقليدية المعروفة، بل أصبح الآن يشمل أشكالًا جديدة مثل المراهنات والمسابقات التي يتم الترويج لها تحت مسميات مختلفة، مثل 'المسابقات الإلكترونية'، ودي حاجة بنشوفها بشكل كبير في ألعاب الإنترنت، حيث يتم دعوة الأطفال والشباب للمشاركة، على أساس أنهم يدفعون مبالغ صغيرة مقابل فرصة للربح، ولكن في الحقيقة، هذه الألعاب ما هي إلا شكل من أشكال القمار".
وأوضح أن الجوائز في مثل هذه المسابقات تأتي من المبالغ التي يدفعها المشاركون، وفي النهاية يُوزع المال على قلة من الفائزين، مما يعني أن الغالبية العظمى من المشاركين في النهاية يواجهون خسارة، وهذا لا يختلف عن القمار التقليدي".
وأكمل: "حتى لو الشخص كان يعلم أنه سيدخل لعبة أو مسابقة وهو يدفع مالًا، ومع ذلك يمكن أن يكون في البداية سعيدًا بالفكرة، لكن هذا في النهاية يؤدي إلى أضرار خطيرة، الأمر يبدأ من رغبة في التسلية واللعب، ثم يتحول إلى إدمان مشابه لإدمان المخدرات. وعندما يدخل الشخص في هذه الدوامة، يبدأ في خسارة المال والنفسية، ومع تزايد الخسائر، يدخل في حالة من اليأس والإحباط، وقد يصل إلى التفكير في الانتحار أو ارتكاب جريمة مثل السرقة لتعويض ما خسره."
وقال: "وجدت أثناء بحثي أن هناك ما بين 15 ألف إلى 20 ألف تطبيق في السوق الإلكتروني يشجع على هذا النوع من الألعاب، وتستهدف بشكل خاص الأطفال والمراهقين، يبدأ الشخص بدفع مبلغ صغير مثل 10 جنيهات أو 10 دولارات، ويتوقع أن يحصل على مكاسب أكبر، ولكنه في النهاية يجد نفسه في دوامة من الخسائر، وفي مرحلة ما، قد يبدأ في استخدام بطاقة الائتمان الخاصة بالعائلة أو حتى سرقة المال لمواصلة اللعب".
وأكد أن هذا النوع من الإدمان ليس أقل خطورة من إدمان المخدرات، بل ربما يكون أخطر، لأنه يبدأ تدريجيًا، ويتسلل إلى الشخص دون أن يشعر، ويبدأ المدمن في العزلة عن أسرته وأصدقائه، وتصبح حياته الاجتماعية مدمرة، فلا يهتم إلا بلعبة القمار، ولا يشارك في الحياة الأسرية أو الاجتماعية. وكل هذا يؤدي إلى تفكك شخصيته وتدمير حياته.
وشدد على ضرورة الوعي بخطورة القمار وأشكاله الحديثة، قائلاً: "القمار لا يضر فقط الفرد بل المجتمع ككل.. هو يؤدي إلى فساد في النفوس وتدمير للأسر والمجتمعات. ونحن مطالبون بأن نكون حريصين على تحصين أنفسنا وأبنائنا ضد هذه الآفات، وأن نحرص على نشر الوعي بخطر القمار على المجتمع".