قال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها اليوم السبت إنه تجرى حاليا خطط تمهيدية لعقد اجتماع بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
موقف الحرب الروسية الأوكرانية
وجاءت تصريحات سيبيها خلال مؤتمر صحفي مع جوزيب بوريل، المسؤول الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، وفقا لوكالة بلومبرج للأنباء.
وذكر سيبيها أنه تم تأسيس "حوار" بين زيلينسكي وترامب، بعد أن تحدث الجانبان هذا الأسبوع، وأحجم سيبيها عن القول ما إذا كان اجتماع سيُعقد قبل أو بعد تنصيب ترامب في يناير".
في هذا الصدد قال احمد التايب الكاتب الصحفي والمحلل السياسي إن السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية فى ظل ولاية ترامب الجديدة ستشهد تحولا كبيرا نحو ملفات الصراع خاصة ملف الحرب الروسية الأوكرانية، لكن هذا التحول لن يكون بالسهولة التى يتخيلها البعض، لأن ترامب لم يحدد الطريقة التي سينهي فيها الحرب في أوكرانيا، وكل التصريحات فى الهواء وتتماشى مع طبيعة ترامب الجدلية، لكن هناك أمور كثيرة معقدة من المؤكد ستجعله غير مطلق الحركة في تحقيق الوعود أو تلك التصريحات كما يتخيل البعض.
واضاف خلال تصريحات لــ"صدى البلد" : أعتقد أن حديث واتصال الرئيس الأوكرانى زيلنسكى يأتى فى إطار إعطاء رسالة للتعاون وبناء جسر ثقة، لأن بات المهم إيجاد صيغة مناسبة لتخطى حاجز الخوف لدى أوكرانيا من تخلى ترامب عنهم، وتركهم فى وجه روسيا دون حماية أمريكية.
وتابع : ظنى أن زيلنسكى لديه تخوف آخر، وهو أنه أوروبا قد تنشغل بمشاكلها مع ترامب وتهتم بملف حلف الناتو، وبملف الاقتصاد سواء من تخوفهم بزيادة التعريفة الجمركية من قبل الولايات المتحدة بعد تصريحات ترامب واهتمامه باقتصاد أمريكا أولا.
واردف: تخوف زيلنسكى من انشغال أوروبا بتعزيز قدراته العسكرية والاقتصادية لحماية نفسها أولا ما يجعلها تقبل أى صيغة بشأن الحرب على أوكرانيا أو على الأقل تخفف من دعمها لأوكرانيا ما يصب فى مصلحة روسيا .
مكالمة ترامب وزيلينسكي
ويشار إلى أنه بعد إعلان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه قدم التهنئة للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في مكالمة "ممتازة"، الأربعاء، في أعقاب فوزه على الديمقراطية كامالا هاريس بالانتخابات الرئاسية الأميركية، تكشفت تفاصيل جديدة.
فقد أفاد مصدران مطلعان لـ"أكسيوس"، الجمعة، أن المكالمة الهاتفية حملت في طياتها مفاجأتين: الأولى تمثلت في مشاركة الملياردير إيلون ماسك، أما الثانية فهي أن زيلينسكي كان مطمئناً إلى حد ما بما سمعه من ترامب.
يأتي ذلك فيما تبحث إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الآن عن طرق للحصول على أكبر قدر ممكن من المساعدة العسكرية لأوكرانيا قبل 20 يناير، وهو الموعد الذي "قد يغلق فيه ترامب الصنبور".
لكن المحادثات الخاصة التي أجراها ترامب وفريقه مع زيلينسكي ومستشاريه على مدى الشهرين الماضيين - بما في ذلك الأربعاء - كانت أكثر طمأنينة للأوكرانيين إلى حد ما، وفق المصدرين.
وقال أحدهما إن زيلينسكي اعتبر أنه بمجرد حدوث المكالمة التي استمرت نحو 25 دقيقة، بعد وقت قصير من إعلان فوز ترامب كانت "علامة إيجابية".
ماذا قالت روسيا؟
قال نائب وزير الخارجية الروسى سيرجى ريابكوف،إن موسكو منفتحة لسماع مقترحات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بشأن إنهاء الحرب فى أوكرانيا.
وقال ريابكوف، في مقابلة مع وكالة أنباء "إنترفاكس" الروسية اليوم "السبت"،إن روسيا مستعدة للاستماع إلى مقترحات ترامب بشأن أوكرانيا بشرط أن تكون "أفكارًا حول كيفية المضي قدمًا في مجال التسوية،وليس في مجال ضخ المزيد من جميع أنواع المساعدات لنظام كييف.
ولفت إلى أن موسكو وواشنطن "تتبادلان إشارات" بشأن أوكرانيا عبر "قنوات مغلقة"، دون أن يحدد ما إذا كان الاتصال يجري مع الإدارة الحالية أو ترامب وأعضاء إدارته القادمة.
وصرح ريابكوف لـ"إنترفاكس"أمس "الجمعة" بعدم وجود أية تحضيرات لمكالمة هاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي المنتخب عبر قنوات وزارة الخارجية الروسية،وقال ريابكوف "لا يُجرى أي عمل تحضيري من حيث تنسيق وترتيب المواعيد أو تخطيط أكثر تحديدًا لصيغة هذا الاتصال".
فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية
يعتبر الفوز المدوي الذي حققه المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، مفاجأة كبيرة بعد العديد من التوقعات والأخبار التي توقعت فوز المرشحة الديموقراطية ونائب الرئيس الأمريكي كامالا هاريس.
وتمكن دونالد ترامب من الفوز في السباق الانتخابى ليصبح الرئيس رقم 47 في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، بعدما حقق الفوز بفارق كبير وخاصة الفوز فى أغلبية الولايات المتأرجحة، ليحقق ريادة فى المجمع الانتخابى والتصويت الشعبى
ففي الانتخابات الرئاسية، حقق الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، فوزا عريضا بعد حصوله على 277 صوتا من أصوات المجمع الانتخابي البالغ عددها 538، متجاوزًا منافسته الديمقراطية، نائبة الرئيس كامالا هاريس، التي حازت 226 صوتا، فيما كانت الأصوات المطلوبة لتحقيق الفوز 270 صوتا. وبهذه النتيجة يعود الرئيس السابق، البالغ من العمر 78 عاما إلى البيت الأبيض مجددا لولاية ثانية بعد حملة طويلة عرفت الكثير من التقلبات وتعرض فيها لإدانة قضائية ومحاولتي اغتيال.