العالم مليئاً بالعديد من الظواهر النادرة التي قد تكون لها تفسيرات علمية، بينما تظل بعض الحالات بلا تفسير، من بين هذه الحالات الغريبة، نجد حالة أسرة نيبالية مكونة من أم وثلاثة أطفال يعيشون في قرية صغيرة، ويعانون من حالة طبية نادرة تعرف باسم “فرط الأشعار الخلقي” أو “متلازمة الذئب”، وتؤدي هذه المتلازمة إلى نمو الشعر بشكل مفرط وغير طبيعي على أجزاء مختلفة من الجسم، خاصةً الوجه، ما يمنح المصابين مظهراً شبيهاً بالشخصيات الخيالية “المستذئبين”.
تفاصيل الحالة النادرة:
يواجه المصابون بمتلازمة فرط الأشعار الخلقي نمواً غير طبيعي وكثيفاً للشعر على الوجه وأجزاء أخرى من الجسم، وهي حالة نادرة جداً على مستوى العالم، ووفقاً للتقارير انتقلت هذه الحالة الوراثية النادرة من الأم، ديفي (38 عاماً)، إلى أطفالها الثلاثة، ويعاني جميع أفراد الأسرة من نمو الشعر الزائد منذ الولادة، وهو ما جعلهم محط اهتمام الأطباء والسكان المحليين.
السعي للعلاج:
قررت الأسرة السفر من قريتهم النائية إلى العاصمة كاتماندو للحصول على العلاج، خضعت الأم واثنان من أطفالها لجلسات علاج بالليزر، في محاولة للتخفيف من كثافة الشعر على وجوههم، بهدف تسهيل اندماج الأطفال في المجتمع عند دخولهم مرحلة المراهقة، وصرحت الأم بأنها قلقة على أطفالها من نظرات وسخرية الآخرين، وتمنت أن تساعد الجراحة في تقليل الأعراض وجعل مظهرهم مقبولاً في أعين المجتمع.
الأثر الاجتماعي والنفسي:
تعبر الأم عن مخاوفها من تأثير مظهر أطفالها على حياتهم الاجتماعية، وخاصة في المدرسة، كما يتطلع أحد الأطفال للعودة إلى مدرسته بمظهر جديد لا يثير سخرية زملائه، ويأمل ألا يضطر والدته بعد الآن إلى حلاقة شعر وجهه المتزايد باستمرار.
التفسير العلمي للحالة:
تنقسم متلازمة فرط الأشعار الخلقي إلى نوعين:
1. النوع المعمم: حيث ينمو الشعر بكثافة في جميع مناطق الجسم.
2. النوع المحدود: الذي يقتصر على منطقة معينة من الجسم.
يمكن أن تظهر هذه الحالة منذ الولادة، كما هو الحال مع هذه الأسرة، أو قد تتطور في وقت لاحق من الحياة، على الرغم من عدم توفر علاج كامل للحد من نمو الشعر في كل أنحاء الجسم، إلا أن الطرق المتاحة مثل إزالة الشعر بالليزر يمكن أن تساعد في التحكم بالشعر، إلا أنها قد تتسبب في بعض الآثار الجانبية، مثل تهيج الجلد أو الحساسية أو ظهور ندوب.
تعد متلازمة فرط الأشعار الخلقي من الحالات النادرة التي تؤثر بشكل كبير على حياة المصابين، جسدياً ونفسياً واجتماعياً، وتتطلع الأسرة النيبالية للعلاج، على أمل أن يتمكن أطفالها من العيش بدون أي عراقيل اجتماعية في المستقبل، والاندماج في المجتمع بشكل طبيعي.