في قلب منطقة نائية بمركز أخميم شرق محافظة سوهاج، تعيش أسرة الأب رفعت البدري، المعروف بـ"محمد الناقة"، حياة لا تمت للآدمية بصلة، الأب في الأربعينيات من عمره، يعمل "نباشًا" يبحث في أكوام القمامة عن ما يسد رمق عائلته.
ولكن مهما اجتهد، يبقى عاجزاً عن توفير احتياجات أسرته الأساسية، فالحياة هنا أقسى من أن تحتمل، والفقر جعل من العيش صراعاً يومياً للبقاء، “رفعت” وأسرته المكونة من زوجة وتسعة أطفال يواجهون ظروفاً تفوق الوصف.
أكبر الأبناء، وهما في سن الخامسة عشرة والثانية عشرة، يُعانيان من خلل عقلي يمنعهما من ممارسة حياتهما كغيرهما من الأطفال، يحتاجان إلى رعاية طبية مستمرة لا يستطيع والدهما تحمل تكاليفها.
أما بقية الأطفال، فمصيرهم ليس أفضل؛ أربعة منهم يعانون من فتق ويحتاجون إلى عمليات جراحية عاجلة، لكن الفقر يقف كحاجز يمنعهم من الحصول على العلاج، الأسرة تعيش في "بيت" لا يمكن وصفه بأنه مأوى.
فهو مجرد أربعة جدران بلا سقف، بلا أثاث، بلا مرحاض، بلا أي شيء يمكن أن يشير إلى أنه مكان للسكن، الكلاب والقطط تشاركهم المكان، والبرد القارس ينخر أجساد الأطفال ليلاً، بينما يغطيهم الجوع نهاراً.
عندما تمطر، تتحول الأرض التي ينامون عليها إلى مستنقع، وعندما تشرق الشمس، تكون الحرارة فوق احتمالهم، ورغم أن الأب حاول أن يجد متنفساً لأسرته عبر التقدم للحصول على معاش "تكافل وكرامة"، إلا أن جهوده ذهبت سدى، ولم يجد من يمد له يد العون.
معاناة أسرة بسوهاج
عائلته تقف على حافة الانهيار، بين المرض والفقر والبرد والجوع، والأب يشعر بالعجز والخجل لأنه لا يستطيع توفير حياة كريمة لأطفاله.
الأطفال لا يعرفون شيئاً عن الفرح ليس لديهم ألعاب أو كتب أو حتى لحظات من الطفولة الطبيعية، بدلاً من ذلك، ينشغلون في محاولة الهروب من الألم اليومي الذي يفرضه عليهم الواقع، الأم، التي تسهر ليلاً على بكاء أطفالها، تقف عاجزة أمام حاجاتهم، وقد أرهقها اليأس من إيجاد مخرج.
ويناشد “الناقة” اللواء دكتور عبدالفتاح سراج، محافظ سوهاج، بالنظر إلى أسرته ووضعهم ويرأف بأطفاله، متمنيًا اعطاءهم شقة سكنية ترحمهم مما هم عليه، كما يناشد الدكتور عمرو دويدار، وكيل وزارة الصحة، بالكشف على أبناءه الـ9 ومعالجة من هو مريض بهم وعمل الإجراءات اللازمة حيال أبناءه الأربعة الذين بحاجة إلى عمليات فتاق.