كيف تكافح «الخياطة» التغير المناخى؟

كيف تكافح «الخياطة» التغير المناخى؟
كيف
      تكافح
      «الخياطة»
      التغير
      المناخى؟

أثرت الموضة السريعة بشكل كبير وسلبى على البيئة، حيث يساهم استخدام الألياف الاصطناعية مثل البوليستر، فى إنتاج ملابس تلوث البيئية لأنها تطلق البلاستيك الدقيق فى النظام البيئى أثناء الغسيل.

كما أن كثرة استهلاك الملابس التى يمكن التخلص منها، يؤدى لوجود كمية مذهلة من النفايات النسيجية، حيث يتم التخلص من الملابس بمعدل ينذر بالخطر، وينتهى بها الأمر فى مكبات النفايات ومحارق النفايات بدلًا من إعادة تدويرها أو إعادة استخدامها.

بينما تساعد الخياطة فى حماية البيئة من خلال تقليل النفايات وتوفير الموارد وتقليل التلوث، وتعمل على تحسين الصحة من خلال استخدام الأقمشة الناعمة على البشرة والجسم، كما أنها تقلل من التعرض للمواد الكيميائية الضارة والمواد المسببة للحساسية أو الأمراض، فأصبحت الخياطة، وتحديدًا الإصلاح اليدوى إحدى الطرق التى يمكن من خلالها مكافحة النفايات وحماية البيئة.

وأثبتت دراسة أن مجرد تمديد الاستخدام النشط للملابس لمدة تسعة أشهر يمكن أن يقلل من بصمات الكربون والمياه والنفايات بنسبة كبيرة تتراوح بين ٢٠ و٣٠٪، ومن خلال تبنى ممارسة الإصلاح بدلًا من الاستبدال، فإننا لا نحد من بصمتنا البيئية فحسب، بل نوفر أيضًا المال فى هذه العملية، لأن إصلاحها يضمن استمرارها لفترة أطول ويمكن إرسالها أو تمريرها لشخص آخر سيستمتع بها.

وتعتبر صناعة الأزياء مسئولة عن ١٠٪ من إجمالي انبعاثات الكربون العالمية بسبب الطاقة المستخدمة أثناء إنتاج وتصنيع ونقل الملابس التى يشتريها المستهلكون سنويًا علاوة على استخدام ألياف صناعية مثل البوليستر والأكريليك والنايلون، بدلًا من الألياف الطبيعية، فأصبح العالم يميل إلى فكرة الخياطة والإصلاح اليدوى، التى تخفف من تأثيرنا على الكوكب وتساعدنا على العيش بشكل أكثر استدامة.

وفقًا لمنظمة السلام الأخضر، يتم تصنيع أكثر من ١٠٠ مليار قطعة ملابس كل عام، وهذا يضر بالبيئة؛ لأن عملية زراعة وتصنيع المواد الخام تنطوى على مبيدات حشرية وتلوث المياه واستغلال المزارعين، كما أن تصنيع الخيوط والأقمشة يستهلك كميات هائلة من الطاقة من الوقود الأحفورى، بجانب عمليات صباغة ومعالجة الأقمشة التى تنبعث منها مواد كيميائية سامة فى البيئة.

ويتمثل دور الخياطة فى الاستدامة البيئية، فى كونها تترك تأثيرًا ضئيلًا على البيئة، وذلك بالحرص على اختيار القماش المستدام الذى يحتوى على عناصر تسمح له بالاستمرار لفترة أطول، بينما يكون أخف على البيئة، وتصنع معظم الأقمشة المستدامة باستخدام مواد عضوية مثل القطن والكتان والحرير والصوف والقنب، لضمان قابلية الخامات للتحلل البيولوجى بالإضافة لبدائل الجلود الحيوانية والمصنعة مثل، جلد الأناناس، أو جلد التفاح، أو جلد الصبار.

كما تساهم إعادة تصميم الملابس القديمة، وإعادة تدويرها لملابس جديدة فى الحفاظ على القماش بعيدًا عن مكبات النفايات مع السماح بتوفير المزيد من تكاليف شراء المواد الخام الجديدة، كما يمكن إعادة استخدام الأقمشة وتدويرها، فى تنجيد السيارات والستائر ومفارش المائدة وغيرها من الأدوات المنزلية.

وأصبح الاهتمام بالاستدامة يمتد لتصميم ماكينة الخياطة لتتحمل اختبار الزمن بمكونات مصممة لتدوم طويلًا، وأن تتميز بالمتانة والمرونة مما يقلل من النفايات الناتجة عن عمليات الاستبدال المتكررة، وأن يضمن التصميم الصديق للبيئة استهلاكًا أقل للطاقة، ويجب أن تتضمن الماكينة مواد صديقة للبيئة، مما يقلل من استخدام البلاستيك.

إن موضوع الخياطة المستدامة واسع النطاق ومعقد للغاية، ومن الصعب جدًا، بل فى بعض الأحيان من المستحيل الاهتمام دائمًا بجميع المعايير، ومع ذلك، يتعين علينا أن نولى أكبر قدر ممكن من الاهتمام لجانب الاستدامة، فقد حان الوقت لإعادة التفكير فى كيفية مساهمة هواياتنا وحرفنا اليدوية فى الاستدامة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق تعاون بين جامعة بنها وهيئة أمديست لدعم الطلاب ذوي الهمم - بوابة المساء الاخباري
التالى لتسريع وتيرة العمل.. محافظ القليوبية يتابع أعمال إنشاء المبنى الجديد المُلحق بمستشفى بنها التعليمي - بوابة المساء الاخباري