خبراء علم النفس: السبب الرئيسى يرجع للخيانة أو العنف
مع انتشار ظاهرة السفاحين المتسلسلين التى هزت المجتمع مؤخرا، ومع ارتباط كل سفاح منهم بمنطقة محددة مثل الجيزة والتجمع وغيرهما، باتت كل منطقة سكنية تبشر نفسها بسفاح جديد، ولم يطل الأمر كثيرا ليظهر سفاح جديد أطلقوا عليه سفاح الغربية.
والأخير اسمه «عبدربه» ومتهم بقتل ٤ سيدات عمدا مستخدما فى ذلك سكينا وساطورا، وجميع ضحاياه فتيات ليل بالإضافة إلى زوجته، وطبقا لاعترافاته فإن لديه عقدًا نفسية منذ الطفولة بسبب رؤيته لوالدته فى أحضان عمه، كما كانت توبخه بشكل دائم، فأصبح لديه رغبة فى التخلص من النساء.
وفى واقعة «سفاح التجمع» المتهم بقتل ٣ سيدات وإلقاء جثثهن فى المناطق الصحرواية، كان يتعرف على ضحاياه من خلال الإنترنت والكافيهات والملاهى الليلية وكانت لديه ممارسات سادية معهن، فكان يجبرهن على تناول «المخدرات الآيس» حتى وفاتهن.
كما ارتكب أول جريمة له فى محافظة الإسماعيلية والثانية فى التجمع الخامس، وآخر جريمة ارتكبها كانت بحق إحدى السيدات بمحافظة بورسعيد، ليهرب بعدها إلى منطقة عين شمس بالقاهرة، ويختبئ بإحدى الحدائق العامة، بعدما علم بالملاحقة الأمنية له حتى قبض عليه.
أما قذافى فراج والذى عرف بـ«سفاح الجيزة» فتحول إلى سفاح بعد ارتكاب جريمة القتل خلال الفترة من ٢٠١٥ لـ٢٠١٧ فى حق زوجته وسيدتين، وأنهى حياة زوجته الأولى بالقتل بعد أن دس لها السم وضربها بآلة حادة على رأسها، ووضع جثمانها فى فريزر كبير لحين تجهيز قبرها، ثم تخلص من فتاة لخلافات بينهما ودفنها بجوار جثة زوجته، ثم توجه إلى الإسكندرية وهناك واصل ارتكاب جرائمه، حيث قتل عاملة بمحل أدوات كهربائية بعد أن تنصل من وعوده لها بالزواج.
«سفاح كرموز» فى الإسكندرية، اسمه «سعد إسكندر» واشتهر بوسامته، والتى كانت العامل الرئيسى الذى أوقع ضحاياه من النساء خلال الفترة ١٩٤٨ لـ١٩٥٣ كانت تخشى النساء والفتيات وقتها الخروج خوفا من سيرة السفاح الذى كان يستهدف الجميلات.
ولاحظت الشرطة اختفاء الفتيات كل أربعة أو خمسة أيام، دون وجود أى أثر لهن، مما أثار الرأى العام وانتشر الرعب فى كرموز، وجاءت نهايته فى عام ١٩٥٣ وتردد وقتها أنه قتل ١٥ فتاة وسيدة ولكن حكم عليه بالإعدام فى قتل ٤ سيدات.
قالت سوسن فايد، أستاذ علم النفس بالمركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية، إن الاضطرابات النفسية وراء قاتل التسلسل حيث يعانى العديد من السفاحين من اضطرابات نفسية كالانفصال فى الشخصية أو الشخصية الحدية بالإضافة أنه قد يكون تعرض للعنف أو الإهمال فى الطفولة وهذه من العوامل المحفزة على سلوكياته الإجرامية، وأيضا يمكن يدفع رفض بعض أفراد المجتمع يكون بالغالب اتجاه النساء أو الأطفال تؤدى لارتكاب جرائم عنيفة لإثبات قوته أو تفريغ غضبهم، خاصة مع تصدر جرائم القتل ضد النساء والفتيات بمعدل ٣٦٤ واقعة قتل لنساء وفتيات سنويًا طبقًا لإحصاءات المركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية.
وأوضحت أن اختيار قاتل لضحاياه لم يكن بعشوائية بل الاختيار الضحية لا بد أن مطابقًا مع أسباب ارتكابه للجريمة كما فعل سفاح التجمع والغربية.
وتقول دكتورة إيمان عبدالله، أستاذ علم النفس، إن القتل المتسلسل يكون فى الغالب اضطرابات نفسية منذ الصغر، حيث القاتل يختار الضحية الأضعف أو متشابهة مع عقدته النفسية الخاصة به.. فسفاحو النساء بعضهم يكون لديه هدف الانتقام منهن لأنهن الكائن الأضعف كما حدث مع سفاح التجمع الذى كان يشعر باللذة والسعادة فى تعذيب وقطع وذبح أجسام الضحايا.
وأضافت: يعانى بعضهم من صدمة نفسية اتجاه النساء تخلق لديهم الرغبة فى الانتقام، قد تكون بسبب عقدة نفسية إما خيانة الأم أو الزوجة تجعل لديه التعميم، عقدة الوسواسية على جميع النساء وهى مجرد إشارات زائفة تأتى من المخ ولا يستطيع التحكم فيه، يشعر أن جميعهن خونة لا يستحققن الحياة وللأبد من قتلهن، وهو ما دفع سفاح الغربية لارتكاب تلك الجرائم، وهذه ظاهرة متعددة بالمجتمع، مشيرة إلى أن هناك حالات من الرجال تأتى لها العيادة للعلاج من عقدة نفسية لعدم الثقة فى النساء بعضهم يكون متزوجًا ويخلق لديه صدمة إعادة رسم الصورة ويقوم بتعميم الصورة على جميع النساء، لذلك نرى سفاحين قاموا بارتكاب جرائم فى حق السيدات ليس لديهم علاقة بهن، تبرئ الهدف للانتقام أو حماية.
وتابعت: من الممكن العنف الذى يتعرض له الطفل من الأم يسبب كراهية اتجاه النساء المتشابهة مع والوالدته فهذا الشخص يقوم باختيار ضحاياه من النساء اللاتى يستخدمن العنف ضد أطفالهن.