أعلنت إدارة الشؤون السياسية في دمشق استعدادها للتعاون مع واشنطن بشأن مصير المفقودين الأمريكيين في سوريا.
وتناولت وسائل إعلام سورية، اليوم الخميس، خبر العثور على الصحفى الأمريكي، أوستن تايس، المفقود في سوريا منذ 12 عاما. كما انتشر عبر منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قال مروجوه إنه "يظهر فيه شخص مفرج عنه من السجون السورية، وهو يشبه الصحفي الأمريكي أوستن تايس".
وفي الفيديو يظهر الرجل الذي قيل إنه الصحفي الأمريكي نائما على فراش على الأرض، ويقول أحد الرجال: "الصحفي الأمريكي لحد الآن لا نعلم اسمه، وقد عثر عليه حارس البلدية في الساعات الأولى من فجر اليوم، الخميس، في البساتين وكان عاريا وحافي القدمين"، مضيفا أن: "هذا الشخص الأمريكي مطلوب لأمريكا بعد فقدانه في سجون النظام وهو الآن موجود في الذيابية وهو في أمان بين أهلها وتلقى منا المعاملة الحسنة بانتظار تسليمه للسلطات".
وقد أثار مكان التواجد "الذيابية" الشكوك في كونه الصحفي الأمريكي حيث أن هذه المنطقة تبعد عن العاصمة مسافة ليست بقليلة فمن الصعب وصوله إليها مشيا وهو حافي القدمين.
تأكيدات بأنه ليس الصحفي الأمريكي
ومن جانبها، نفت مراسلة شبكة "سي إن إن CNN" الأمريكية، كلاريسا وارد، المتواجدة حاليا في سوريا أن يكون الرجل الذي ظهر في الفيديو هو الصحفي الأمريكي المفقود أوستن تايس؛ بحسب "روسيا اليوم".
وقالت في في تصريح على حسابها في X: هذا بالتأكيد ليس أوستن تايس. ليس لدي أي فكرة من يكون، لكنه ليس أوستن".
ولاحقا، نقلت شبكة "العربية" عن موفده في سوريا، والذي التقى الأمريكي الذي عُثر عليه في ريف دمشق، قد تبين أنه ليس تايس وانما شخص يدعى ترافيس تيمرمان، وكان قد أتى إلى سوريا في رحلة دينية منذ عدة أشهر.
وأشار تيمرمان لـ"العربية" و"الحدث" إنه كان في لبنان قبل أن يدخل سوريا منذ 7 أشهر، وأنه دخل إلى سوريا بشكل غير قانوني، مضيفا: "كنت سجينا في دمشق منذ 7 أشهر".
وبعد أن رجحت مصادر "العربية" و"الحدث" أنه تم العثور على الصحفي الأمريكي في الذيابية بريف دمشق، وأضافت المصادر أن "المكان الذي عثر فيه على ما يعتقد أنه الصحفي أوسن تايس معروف لكونه تحت سيطرة حزب الله بريف دمشق"، فيما ذكر تلفزيون سوريا لاحقا عن مصادر أن الأمريكي الذي عثر عليه في ريف دمشق ليس الصحفي المفقود.
وأوضح إعلام سوري عن مصادر أن الشخص الذي عثر عليه في ريف دمشق أميركي من ميزوري واسمه "ترافيس".
بداية اختفاء الصحفي الأمريكي وعائلته تؤكده أنه مازال حيا
وكان قد اختفى الصحفي الأمريكي أثناء قيامه بالتغطية الإعلامية بالقرب من العاصمة السورية دمشق، في أغسطس 2012. وكان تايس، وهو جندي سابق في مشاة البحرية الأمريكية وصحفي مستقل، يبلغ من العمر 31 عاما عندما فقد في أغسطس 2012 خلال تغطيته للأحداث السورية.
وبعد خمسة أسابيع من اختفائه، ظهر على الإنترنت مقطع فيديو مدته 43 ثانية يظهر تايس في أسر من تصفهم عائلته بـ"مجموعة غير عادية من المتشددين الواضحين".
في وقت سابق، أكدت والدة الأمريكي تايس، أن الأسرة لديها معلومات تفيد بأنه ما زال على قيد الحياة.
وأوضحت الأم ديبورا تايس للصحفيين في نادي الصحافة الوطني قبل أيام، قبل الذهاب إلى البيت الأبيض لحضور اجتماع، أن لدى العائلة مصدرا مهما تحققت منه كافة أجهزة الحكومة الأميركية بأن أوستن تايس على قيد الحياة.
وأعلنت الخارجية السورية في عهد الرئيس السابق بشار الأسد أكثر من مرة أنها لا تملك أي معلومات عن الصحفي المذكور.
جهود أمريكية للعثور على الصحفي تايس
وقبل أيام، ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية أن مبعوث واشنطن لشؤون الرهائن روجر كارستينز يزور بيروت في إطار جهود مكثفة للعثور على تايس.
بينما قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك ساليفان إن مسؤولين آخرين يسعون للحصول على معلومات من أشخاص في سوريا، مؤكدا أن "هذه أولوية قصوى بالنسبة لنا أن نعثر على أوستن تايس ونحدد موقع السجن الذي قد يكون محتجزا فيه ونخرجه منه ونعيده إلى منزله بأمان لعائلته".
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الأحد إن الحكومة الأمريكية تعتقد بأن تايس على قيد الحياة، و"نعتقد بأننا نستطيع إعادته، لكن ليس لدينا دليل مباشر على ذلك حتى الآن. يجب محاسبة الأسد. يتعين علينا تحديد مكانه".