بمبادرة من مصر، وبالتعاون مع عدد من الدول الشقيقة، عقد مجلس جامعة الدول العربية اجتماعًا، أمس الخميس؛ لصياغة موقف عربي موحد إزاء قيام الجيش الإسرائيلي باحتلال أراضي إضافية بالجولان السوري المحتل.
خطر على المنطقة
تمخض عن هذا الاجتماع صدور قرار عربي يدين توغل إسرائيل داخل نطاق المنطقة العازلة مع الجمهورية العربية السورية، وسلسلة المواقع المجاورة لها في كل من جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، معتبرًا ذلك انتهاكًا لاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل عام 1974.
وأكد القرار العربي أن الاتفاق المذكور يظل ساريًا وفقًا لقرار مجلس الأمن رقم 350 الصادر في نفس العام، مشددًا على أن التغيرات السياسية التي تشهدها سوريا حاليًا لا تؤثر على شرعية واستمرارية الاتفاق.
في هذا السياق، صرح الدكتور طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، بأن عقد مجلس جامعة الدول العربية لمناقشة هذه القضية يمثل خطوة هامة، مشيرًا إلى أهمية تبني موقف واضح تجاه هذا الاحتلال.
وأضاف أن إسرائيل لم تكتفِ باحتلال الجولان، بل تواصل تجاهل القرارات الدولية بادعاء أن اتفاق فك الاشتباك المبرم عام 1974 قد أُلغي، رغم أن إلغاء الاتفاق من طرف واحد يُعد مخالفة للقانون الدولي والأعراف الدولية.
وفي تصريحاته لموقع صدى البلد، وصف البرديسي الاحتلال الإسرائيلي بأنه غير قانوني وغير مشروع، معتبرًا أن إسرائيل تستغل الفراغ السياسي والدستوري الحالي في سوريا لمواصلة سياستها التوسعية.
وأكد أن هذا السلوك يمثل نهجًا إجراميًا توسعيًا لا يراعي أي إطار قانوني، سياسي، أو أخلاقي، بل يعكس طموحًا عدوانيًا لاستغلال أي فرصة لقضم المزيد من الأراضي.
وأشار البرديسي إلى أن حتى في حال التفاوض، لن يكون على استعادة الجولان بالكامل، بل على النقاط الاستراتيجية التي ستُقدم كإجراءات مؤقتة، لكنها ستتحول لاحقًا إلى احتلال دائم.
وحذر من أن هذه التحركات الإسرائيلية تزيد من التوترات والاضطرابات في المنطقة، وهي أمور تصب في مصلحة إسرائيل وحدها، ولا تخدم العرب بأي حال من الأحوال.