في عالم الابتكار والتكنولوجيا، يُعدّ جولييلمو ماركوني، المخترع والمهندس الإيطالي، أحد الشخصيات البارزة التي تركت بصمة لا تُمحى. كان ابتكاره لأول برقية لاسلكية ناجحة علامة فارقة في تاريخ الاتصالات. وفي عام 1901، بثّ أول إشارة إذاعية عبر المحيط الأطلسي، فاتحًا آفاقًا جديدة في عالم الاتصال، ومنقذًا حياة مئات الأرواح. ولكن، ما هي التفاصيل التي أحاطت بهذا الإنجاز العظيم؟ وما هي الكواليس التي قادته إلى اختراعه المذهل؟
بداية العمل على الاتصال اللاسلكي
بدأ ماركوني رحلته مع تطوير تقنية الاتصال اللاسلكي لتحقيق البث عبر المحيط الأطلسي. وفي 12 ديسمبر 1901، حقق إنجازه التاريخي عندما التقط تسلسلًا خافتًا من ثلاث نقاط يمثل الحرف “S” باللغة المورسية، ليصبح هذا أول اتصال لاسلكي ناجح عبر الموجات القصيرة. كان هذا الإنجاز نقطة تحول مهدت الطريق لتطوير أنظمة الاتصال اللاسلكي التي تجاوزت الحدود الجغرافية.
تطبيقات عملية وثورة في الاتصالات
لم يتوقف إنجاز ماركوني عند هذا الحد، فقد تم تطبيق نظام الاتصالات اللاسلكية في السفن لتسهيل التواصل مع مراكز القيادة، ولتمكين السفن من التواصل فيما بينها لمسافات تجاوزت 3000 كيلومتر. كما لعب ماركوني دورًا أساسيًا في تحسين سلامة الملاحة البحرية، مما ساهم في تقليل عزلة المسافرين عبر المحيطات.
الاعتراف العالمي والإنقاذ في كارثة تيتانيك
في عام 1909، حصل ماركوني على جائزة نوبل في الفيزياء، والتي شاركها مع الفيزيائي الألماني كارل إف براون، مخترع أنبوب أشعة الكاثود. ومع تزايد الوعي بأهمية التلغراف اللاسلكي، أصبحت أجهزة راديو ماركوني معدات أساسية على متن السفن، خاصةً في إرسال إشارات الاستغاثة. وعندما اصطدمت سفينة تيتانيك بجبل جليدي في 14 أبريل 1912، لعب راديو ماركوني دورًا حاسمًا في استدعاء فرق الإنقاذ وإنقاذ 700 ناجٍ من الكارثة.