بدأت الولايات المتحدة، اتصالًا مباشرًا مع ما يسمى بهيئة تحرير الشام، والتي قادت الإطاحة ببشار الأسد في سوريا، ونقلت أملها في أن تتمكن حكومة انتقالية بسرعة من تحقيق الأمن ومنع البلاد من الانزلاق إلى الفوضى.
بحسب وول ستريت جورنال، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الذي يزور المنطقة لحشد الدعم لمستقبل سوريا بعد السقوط المفاجئ للنظام نهاية الأسبوع الماضي، إن هذه الاتصالات المباشرة مع ما يسمى بهيئة تحرير الشام، المعروفة اختصاراً بـ “HTS”، ومع مجموعات أخرى داخل سوريا، تركز أيضاً على حثهم على العثور على الصحفي الأمريكي أوستن تايس الذي أسر قبل أكثر من 12 عاماً واحتجز في مناطق خاضعة لسيطرة النظام، ولا يزال مصيره مجهولاً، لكن الولايات المتحدة تستغل سقوط النظام الآن للسعي إلى إعادته بأمان إلى وطنه.
وقال بلينكن للصحفيين يوم السبت: “نعم، نحن على اتصال معهم ومع أطراف أخرى، رسالتنا للشعب السوري هي هذه: نحن نريد لهم النجاح، ونحن مستعدون لمساعدتهم على تحقيق ذلك”.
هيئة تحرير الشام، مصنفة كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة، وأعربت أمريكا عن قلقها لاحتمال أن يحاول تنظيم الدولة استغلال المرحلة الانتقالية في سوريا لاستعادة الأراضي وتهديد العراق المجاور.
كما تعمل الولايات المتحدة على الحد من نفوذ روسيا وإيران في سوريا المستقبلية، اللتين كانتا حليفتين رئيسيتين للأسد.
وقال وزراء خارجية كل من الأردن والعراق والسعودية ومصر ولبنان والإمارات والبحرين وقطر في بيان صدر بعد محادثات، إنهم اتفقوا على “دعم عملية انتقالية سلمية” في سوريا “تمثل فيها جميع القوى السياسية والاجتماعية”، لكنهم تركوا العديد من الأسئلة دون إجابة.
وخلال زيارته التي شملت محطات في الأردن والعراق وتركيا، شدد بلينكن على ضرورة أن يدعم جيران سوريا حكومة تكون “من أجل السوريين وبأيدي السوريين”.
وتستند خطة بلينكن إلى عدد من المبادئ الرئيسية، بما في ذلك حماية حقوق الإنسان للأقليات والنساء، والتركيز على العمليات الإنسانية لمساعدة الشعب السوري، وبناء حكومة انتقالية تمنع تحول البلاد إلى قاعدة لعمل الجماعات الإرهابي
وأكدت الولايات المتحدة أيضاً على ضرورة تأمين أو تدمير مخزون الأسلحة الكيميائية الذي كان موجوداً في مواقع مختلفة في البلاد تحت حكم نظام الأسد.
وقال بلينكن هذا الأسبوع إن تحقيق توافق على جميع المبادئ الأمريكية سيتطلب مساعدة الدول الصديقة في المنطقة التي ترغب في دعم الحكومة الانتقالية.
ومن القضايا الأساسية بالنسبة للولايات المتحدة ضمان الاستقرار في شمال شرق سوريا لصالح القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، التي تقاتل تنظيم الدولة وتقوم بحراسة عشرات الآلاف من مقاتلي التنظيم السابقين وعائلاتهم المحتجزين في منشآت اعتقال هناك.
وينص اتفاق قائم بين القوات التركية والكردية، وهما خصمان منذ زمن طويل، على منع الاشتباكات قرب مدينة منبج شمال البلاد، لكن المسؤولين الأمريكيين يسعون للحصول على ضمانات إضافية من الطرفين لتجنب اتساع نطاق الصراع بين الأكراد والمتمردين المدعومين من تركيا في المنطقة.
ووافقت القوات الكردية على البدء برفع العلم السوري الجديد الذي يتكون من الأحمر والأخضر والأسود، والذي يحمل الآن ثلاث نجوم بدلاً من نجمتين كما كان في علم النظام.
وفي بغداد، أبلغ بلينكن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن إيران الضعيفة تمثل فرصة لبغداد للابتعاد عن طهران، وفقاً لمسؤول أمريكي.