بمجرد توغل قوات الجيش الإسرائيلي في الأراضي السورية، لاسيما جبل الشيخ والمنطقة العازلة، وكامل منطقة الجولان المحتلة، سارع مستوطنون إسرائيليون إلى البحث عن مواقع تصلح لإقامة مستوطنات إسرائيلية جديدة بها.
وقال عاموس عزاريا، مؤسس جماعة «أوري تسافون» الاستيطانية، لوسائل إعلام محلية: «لقد دعونا الحكومة للاستيلاء على أكبر قدر ممكن من الأراضي السورية»، وكتب أحد أعضاء الجماعة «التي تأسست في وقت سابق من هذا العام لدعم الاستيطان الإسرائيلي بجنوب لبنان»: «يتعين علينا أن نغزو وندمر. بقدر الإمكان، وبأسرع ما يمكن»، وفي مجموعة واتساب أخرى للمستوطنين، شارك الأعضاء خرائط سوريا وحاولوا تحديد المناطق المحتملة للاستيطان.
تستمد مجموعة «أوري تسافون» اسمها من نص توراتي يدعو إلى «الاستيطان في الشمال»، وتزعم أن المساحة الحقيقية لشمال إسرائيل تمتد إلى الشمال حتى نهر الليطاني في لبنان، الذي وصلت إليه القوات الإسرائيلية وقت دخول اتفاق وقف إطلاق النار الأخير حيز التنفيذ، بعد أن شردت عشرات الآلاف من سكان القرى الجنوبية اللبنانية بالقوة في هذه العملية.
تؤكد تقارير عبرية أن حركة «أوري تسافون» الاستيطانية، التي كانت تنتظر الوقت المناسب على مدار العام الماضي للاستيلاء على الأراضي في جنوب لبنان، عبر مؤسسها «عاموس عزاريا» منذ أيام أثناء اتفاق وقف النار بين جيش الاحتلال والمقاومة في لبنان، عبر الحدود إلى لبنان برفقة ست عائلات لمعاينة عدة مواقع لإنشاء بؤر استيطانية بها، ووصلوا إلى منطقة مارون الراس، وهي على بعد 2 كيلومتر من الحدود اللبنانية، وهناك زرعوا أشجار الأرز تخليداً لذكرى جندي إسرائيلي سقط في معركة لبنان قبل شهرين.
في شهر يونيو الماضي، نظمت الحركة الاستيطانية اجتماعًا سمي بـ«مؤتمر لبنان الأول»، وتحدث الأعضاء عن الاستيطان في سوريا. وقال «هاجي بن أرتزي»، صهر رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، وهو أحد أعضاء المجموعة: «إن حدود إسرائيل يجب أن تكون تلك التي وعدت بها إسرائيل الشعب اليهودي في العصور التوراتية. نحن لا نريد حتى مترًا واحدًا وراء نهر الفرات. نحن متواضعون. ما وعدنا به، يجب أن نحققه».
وعبرت حركة «ناحالا» بقيادة دانييلا فايس، التي تتبنى مخطط إعادة الاستيطان في غزة، عن نفس الأفكار «الاستيطان اليهودي هو الشيء الوحيد الذي من شأنه أن يحقق الاستقرار والأمن لإسرائيل، والردع لكل من يعادي إسرائيل في غزة، ولبنان، وكامل مرتفعات الجولان وجبل الشيخ بالكامل».
وحددت «ناحالا» بالفعل الأماكن التي تخطط لبناء مستوطنات يهودية جديدة عبر قطاع غزة، وتزعم أن أكثر من 700 أسرة تعهدت بالانتقال عندما تتاح الفرصة. وقد ذهبت دانييلا فايس بنفسها بالفعل إلى غزة برفقة حراسة عسكرية لاستكشاف المواقع المحتملة لإقامة المستوطنات هناك.
الاتحاد الأوروبي يؤكد معارضته القوية لسياسة الاستيطان الإسرائيلية
أمريكا تجدد معارضتها للتوسع الاستيطاني الإسرائيلي بالضفة الغربية