قال الدكتور علاء السعيد، الخبير في الشؤون الإيرانية، انه كما هو معلوم ضرب المنشآت النووية الإيرانية في الوقت الراهن يمثل تحديًا كبيرًا، فإيران قد قامت بتوزيع مواقعها النووية على عدة أماكن، مما يجعل من الصعب على أي جهة خارجية، سواء كانت إسرائيل أو الولايات المتحدة، تنفيذ ضربات دقيقة ومؤثرة ضد جميع هذه المنشآت دفعة واحدة.
وأضاف السعيد، خلال مداخلة هاتفية، لـ «برنامج مصر جديدة»، مع الإعلامية إنجي أنور، المذاع على قناة etc، أن منشأة فوردو قرب مدينة قم، هي أيضًا واحدة من المنشآت المهمة في تخصيب اليورانيوم، وتقع في منطقة جبلية وتوفر لها حماية طبيعية ضد الهجمات الجوية، وحتى مفاعل أراك، الذي يستخدم في إنتاج البلوتونيوم، كان من المفترض أن يتم تقليص قدراته بموجب الاتفاق النووي لعام 2015، إلا أن إيران استمرت في تطويره، كما انه من غير المحتمل أن تتم الهجمات بشكل سريع أو غير مدروس، فكل موقع يحتاج إلى تحضيرات خاصة، وأن هذه العمليات تتطلب استراتيجيات معقدة قد تشمل تعاونًا متعدد الأطراف، بما في ذلك التكنولوجيا المتقدمة.
وأوضح السعيد، أن إيران تسعى إلى توسيع نفوذها في الأراضي العربية، خاصة في العراق وسوريا واليمن، وتحاول تغيير خريطة المنطقة وفقًا لمصالحها، ورغم التهديدات الإسرائيلية، فإن إيران في الوقت الراهن غير قادرة على شن ضربات استباقية ضد إسرائيل، خاصة بعد التحديات التي واجهها مشروعها في سوريا، كما ان إيران لا تخوض الحرب مباشرة على أراضيها، بل تواصل استخدام وكلائها في مختلف المناطق، كما أن إسرائيل بدورها استفادت من انحسار دور إيران في بعض الملفات، مما يعزز موقفها في المنطقة، فالوضع الحالي لا يزال متوترًا، وكل طرف يسعى إلى تأكيد قوته في هذا الصراع المعقد، وسط غياب أي حلول حقيقية لمعالجة الأزمات المستمرة في الشرق الأوسط.