أكد الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، خلال كلمته في الملتقى السادس والعشرين لهيئة كبار العلماء بالجامع الأزهر، تحت عنوان: "اللغة الخالدة بين التراث العلمي والتجديد اللغوي"، أن اللغة العربية تمثل أداة أساسية لفك الرموز العلمية والكونية، وأن الأزهر بعلمائه يمثل امتدادًا لغويًا عالميًا يغطي مختلف قارات العالم.
وأشار الجندي إلى دور الأزهر الشريف في نشر اللغة العربية وتعزيز مكانتها، مستعرضًا تاريخ استقبال الأزهر للبعثات الطلابية من مختلف الدول منذ ثلاثينيات القرن الماضي، ومنها الصين، حيث كان من بين طلاب الأزهر شخصيات بارزة قدمت إسهامات جليلة، مثل محمد مكين ما جيان وعبد الرحمن نا تشونغ.
وأضاف أن الأزهر يتفرد بكلية عتيقة للغة العربية، ويتميز بعلماء كبار على مر العصور، مثل الشيخ محمد الخراشي، الشيخ إبراهيم الباجوري، والإمام الأكبر عبد الحليم محمود، وغيرهم من القامات الأزهرية التي أسهمت في تعليم اللغة العربية ونشرها.
وأكد الجندي على دور اللغة العربية في حفظ التراث الإنساني من خلال معاجمها المتخصصة التي غطت مجالات متعددة، مثل المعاجم الفقهية، الفلكية، الفلسفية، والطبية، مشيرًا إلى أن هذه المعاجم ساهمت في تفسير المصطلحات العلمية والتصوفية بدقة.
واختتم كلمته بالإشادة بدور الأزهر في الحفاظ على هيبة اللغة العربية وتعزيز منهجها الوسطي، مشددًا على أهمية الاستمرار في تقديم العلوم والمعرفة باللغة العربية لتظل مصدر إشعاع فكري وثقافي عالمي.