من نازلى إلى مى وأجيال الشباب.. 150 عامًا من الصالونات الأدبية فى مصر المساء الاخباري ..

من نازلى إلى مى وأجيال الشباب.. 150 عامًا من الصالونات الأدبية فى مصر المساء الاخباري ..
من
      نازلى
      إلى
      مى
      وأجيال
      الشباب..
      150
      عامًا
      من
      الصالونات
      الأدبية
      فى
      مصر المساء الاخباري ..
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تُعد الصالونات الأدبية نبضًا حيًا للثقافة المصرية، ومنصات تجمع فيها الفكر والإبداع على مر العصور. 

فمنذ أواخر القرن التاسع عشر، شكّل صالون الأميرة نازلي انطلاقة مشهد ثقافي زاهر، حيث اجتمع رواد الفكر والسياسة أمثال سعد زغلول وقاسم أمين ومحمد عبده، ليؤسسوا لحركة ثقافية كانت ولا تزال منارة للإبداع والتنوير.

نازلي ومي.. الثنائي النسائي مفجر جماعات جيل الرواد

لكن الصالون الذي يعتبر باكورة الحراك الشعبي الثقافي هو صالون الثلاثاء الذي كانت تعقده مي زيادة في بيتها بوسط القاهرة مطلع القرن العشرين حيث وصفه طه حسين بالصالون الديمقراطي في مقارنة مع صالون الملكة نازلي الذي كان يعتبر صالون النخب الأرستقراطية.

وضم صالون زيادة كلا من طه حسين والعقاد والمازني وشوقي ورشيد رضا وأحمد لطفي السيد وتميز أيضا هذا الصالون بأنه كان يضم الكتاب والمثقفين من الجنسين وكان يضم أيضا كتابا من كل جنسيات الوطن العربي فصاحبته مي زيادة كانت لبنانية وتتقن ٣ لغات أخرى غير العربية.

ومن هذين الصالونين (نازلي وزيادة) تفجرت عددا من الجماعات الأدبية التي تشكل تاريخ الأدب العربي الحديث في مصر كجماعة الإحياء والبعث وأبولو وجماعة الديوان وغيرها.

صالون العقاد ومقالات طه حسين شاهدة على قوة الجماعات الأدبية

من صالون مي، استمد العقاد فكرة صالونه الشهير الذي يعقد صباح كل يوم جمعة وهو صالون العقاد بينما استلهم طه حسين فكرة مقالاته الشهيرة "حديث الأربعاء" من ثقافة الصالونات الثقافية سواء تلك التي تعرض لها في أوروبا أو في مصر.

وكتب أنيس منصور كتابا كاملا عن صالون العقاد، وتيم بفكرة الصالونات الأدبية إذ كان معدا لأولى البرامج التليفزيونية التي أخرجت على الشاشة فكرة الصالون الأدبي حيث قدم حلقة يعتبرها البعض أيقونة للمنتجات الإعلامية الثقافية وهي حلقة قدمتها الإعلامية ليلى رستم مع عميد الأدب العربي طه حسين ونخبة من الجيل الجديد من الأدباء وكان هؤلاء الضيوف الذين يمثلون الجيل الجديد من بينهم عبد الرحمن بدوي ويوسف السباعي وثروت أباظة وعبد الرحمن الشرقاوي ومحمود أمين العالم.

وتكمن أهمية هذه الحلقة في الرمزيات التي تحيل إليها فبدلا من الصالون الأرستقراطي التي مثلته الأميرة نازلي والصالون الديمقراطي الذي مثلته مي زيادة وكان عبارة عن جماعات من جيل واحد، رمزت هذه الحلقة إلى فكرة رعاية الأستاذ الكبير من الجيل القديم إلى الشباب من الجيل الجديد، تلك الحالة التي حافظ عليها نجيب محفوظ في جلساته بمقاهي وسط البلد ففكرة المقهى بالأساس ترمز إلى ذلك المكان الذي يمكن لأي شخص أن يدخله ويجلس به ويستمع لا يشترط السن أو الطبقة الاجتماعية، فليس غريبا إذن أن تجد شخصا من المعاصرين من الجيل الأحدث بكثير من جيل محفوظ لديه صورة مع محفوظ أو ذكريات مع جلسة معه في مقهى.

عصر الثمانينيات والتسعينيات

ازدهر هذا الشكل الجديد من صالونات أو جلسات رعاية الكبار للصغار أو الأجيال الأقدم للأجيال الأحدث على يد الأحزاب اليسارية في مصر وبالتحديد في الفترة من أواخر السبعينيات وحتى أواخر التسعينيات وقت قرار الرئيس السادات بإعادة النشاط للأحزاب السياسية في مصر.

عبد الفتاح الجمل.. الأب الروحي للكتاب الشباب

قبل الخوض في صالونات هذه الفترة ينبغي الإشارة إلى الصالون المؤسس والرائد الذي أسسه الكاتب والصحفي عبد الفتاح الجمل في جريدة المساء عام ١٩٦٢ وكان الجمل يرأس الملحق الثقافي بجريدة المساء التى أسسها وكان يرأس تحريرها خالد محيى الدين، وحول الجمل هذا الملحق ليكون منافسا لملحق جريدة الأهرام الثقافي الذي كان يرأسه لويس عوض ويضم كبار أدباء مصر أمثال محفوظ وإدريس والحكيم بينما كان الكتاب الشباب غير المعروفين هم عماد صالون الجمل ما جعل صالونه يأخذ طابعا شعبيا ويحدث ضجيجا شعبيا فقد خرج من هذا الصالون الكتابات الأولى لمحمد البساطي ويحيى الطاهر عبد الله ومحمد حافظ رجب وإبراهيم أصلان وغيرهم.

من الإسكندرية لأسوان.. محمد جبريل محطة مصر الأدبية

يقول الروائي المصري أشرف الصباغ لـ"البوابة"، إن الروائي محمد جبريل تسلم في منتصف الثمانينيات الراية من عبد الفتاح الجمل وغير سياسة ورشة المساء الأدبية لتشمل عددا ضخما من الكتاب الشباب من كل المحافظات وركز جبريل على المحافظات بالتحديد، وخرجت الورشة من مقر جريدة المساء إلى مقر نقابة الصحفيين الجديدة بالأزبكية حينذاك ثم انتقلت للمقر الحالي.

الزيتون.. ورشة الشعب

يضيف "الصباغ" أنه كان شاهدا في أواسط الثمانينيات على أنشطة ورشة الزيتون وهي إحدى الورش الأدبية التى ما زالت مستمرة فى مقر حزب التجمع بالزيتون، ويصفها الصباغ بالورشة الشعبية، إذ كانت تنفذ برامج مكثفة لمحو أمية فئات ضخمة من المجتمع، وكان من ينجح في تلك البرامج يسهل له الحصول على وظيفة في أي من مصانع الغزل والنسيج، موضحا أن الاحتكاك بالطبقات الشعبية مكن تلك الورشة من اكتشاف عدد ضخم من المبدعين، اختفت تلك الأنشطة حاليا رغم بقاء الورشة حتى الوقت الراهن تحت إدارة الكاتب والشاعر شعبان يوسف وما زالت تعقد أسبوعيًا الأمسيات الأدبية والثقافية للكتاب والمثقفين.

إبراهيم فتحي وعبدالمنعم تليمة راهبان في محراب الأدب

ويقول "الصباغ": في منتصف الثمانينيات بدأت أحضر ندوة من الندوات التي كان ينظمها الناقد إبراهيم فتحي في قهوة فينيكس بشارع عماد الدين كان يجلس بها في الصفوف الأولى كل من إبراهيم عبد المجيد وإبراهيم أصلان وكتاب من مجموعة إضاءة وكانت بالتزامن مع ندوة جبريل.

ويضيف أنه في منتصف التسعينيات حضر ندوات الدكتورعبد المنعم تليمة الذي كان يعقد صالونا كل أربعاء في منزله بحي الدقي وكان يحضره قامات كبيرة بالإضافة إلى الشباب.

ويقدم "الصباغ" ملحوظة حول سمات هذا الجيل من رعاة الكتاب الشباب، فيقول: "كان كل هؤلاء الناس يناقشون النصوص دون أن يشعروا الشباب بشيء من الأستاذية أو التعالي بل يناقشون النص بأسلوب يولد مزيدا من الرؤى ويحافظ على تدفق الإبداع وتطوره وكان لديهم هم عام بالكتابة فلا يوجد مصلحة فردية من أجل تنجيم الذات، ورغم أنهم كان لديهم شعارات كبرى لكنها كانت شعارات حقيقية تتماشى مع الواقع وطموحات الأجيال".

ويشير أيضا إلى أنه كان هناك ظاهرة في تلك الفترة لجماعات الشباب التي كانت ترفض الكبار ويتقابلون بمفردهم على المقاهي وفي بيوت بعضهم البعض من أجل تبادل الآراء حول نصوصهم، مضيفا أن هذه الظاهر تتجلى بقوة عند الأجيال الجديدة في الفضاء الإلكتروني في الوقت الراهن.

واعتادت مجلة “أدب ونقد” التي كان يرأس تحريرها الشاعر الراحل حلمي سالم في السنوات قبيل اندلاع ثورة يناير إعداد ملفات عن شباب الأقاليم المبدعين، وكانت المجلة تعقد ندوات أدبية في المحافظات يستمع فيها مدير تحريرها آنذاك الشاعر عيد عبد الحليم رئيس التحرير الحالى لأصوات الشباب ويختار منها مجموعة قصائد للنشر في المجلة.

سيد الوكيل ونادي أدب بهتيم

ينقل الكاتب والناقد وائل سعيد دفة الحديث ليتجه صوب شخصية أخرى أثرت كثيرا في جيل شباب الأدباء مطلع الألفية وهو الروائي والناقد سيد الوكيل، فيقول سعيد لـ «البوابة»: "تعرفت عليه من أحد الأصدقاء قال إذا أردت ان تجد من يقيم قصصك عليك بالذهاب إلى نادي أدب بهتيم وبالفعل ذهبت هناك ووجدت الوكيل كان يستمع إلى النص باهتمام شديد وكأنه نصه ويغوص في تحليله كأنه يشاركك وأنت تكتب، وتعرفت في جلسته على كل من أدباء جيلي أمثال محمد عبد النبي وياسر شعبان وجرجس سعد ولطفي السيد منصور وسيد عبد الخالق الذي ترجم حينها حصار لشبونة لسراماجو" ويتابع: "ساعدنا الوكيل في نشر أعمالنا الأولى فهو من عرفنا على سلاسل النشر في الهيئة العامة لقصور الثقافة كان أيضا يقف جوارنا في أدق أزماتنا مع الكتابة والإبداع وكنا نشعر أن اكتشاف المواهب ودعم الشباب هي أساس إبداعه والهدف الذي يعيش من أجله" مؤكدا أن دور الوكيل في دعم الشباب يمتد ليشمل كل جيل الشباب في كافة محافظات مصر فيزياراته وتواصله مع كل المحافظات لا ينقطع وجلساته مع شباب الكتاب خارج المؤسسات في المقاهي أيضا تمتد ولا تنقطع".

من جانبه يشير الروائي الطبيب إبراهيم بجلاتي إلى أهمية هذا الموضوع رغم أنه لم يجد خلال مسيرته من يحتضنه موضحا أنه أجاب عن ذلك بالتفصيل في كتابه سيندروم الذي كان يدور عن فترة الجامعة وكيف أنهم ككتاب بدأوا من الصفر في فترته في الجامعة بسبب هجرة المزيد من المثقفين والكتاب في التسعينيات إلى أوروبا والخليج.

429c970574.jpg

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق محافظ المنيا: أسواق جديدة لليوم الواحد بمراكز سمالوط وديرمواس ومغاغة وغرب المنيا
التالى "يانغو بلاي" يكشف عن البوستر التشويقي لمسلسله الأصلي المرتقب "بريستيج"!