عدوية.. إمبراطور غناء انقسم حوله المثقفون وأنصفه البسطاء . المساء الاخباري

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

رحل عن عالمنا خلال الأيام القليلة الماضية، النجم الاستثنائي ومطرب الأغنية الشعبية أحمد عدوية..

وهو ليس مجرد مطرب استخدم حنجرته في غناء ما كتبه الشاعر، ولكنه شكل لنفسه بصمة مختلفة، وقدم خلطة بكاريزما متفردة بين الشجن والموال الشعبي، واستطاع أن يسخر كل مقومات نشأته واختلاطه بالناس والشارع والبسطاء، في أن يكون ليس فقط مطربهم المفضل، ولكنه لسان حالهم، وغازلهم بلغة خاصة، هاجموه الكثير من طبقة المثقفين، وناصره بعضهم، ولكن الحتمي والأكيد أن الشارع أنصف زعيم الموال وسلطان الطرب ورائد الأغنية الشعبية والموال أحمد عدوية، وفي السطور التالية نقدم لكم رصدا لحالة فنية ربما لا يكون الزمان كريماً في كل بأن يجود بمثلها.


البداية والنشأة 

عشق أحمد عدوية الفن وتحديداً الغناء منذ صغره، وكانت البداية الحقيقية في شارع محمد علي، والذي كان يمثل شارع المواهب والفنون، وبدأ عدوية رحلة الغناء من "مقهى الآلاتية" بشارع محمد علي، وأحيا العديد من الأفراح والحفلات، إلى أن سمع صوته ذات مرة صاحب كازينو "الأريزونا"، وانبهر الأخير بقدرات عدوية وشجن صوته، وعرض عليه العمل بالكازينو، وحقق وقتها نجاحاً مدوياً، وأصبح حديث الشارع في ذلك الوقت، وله شعبية كبيرة، ورواد الكازينو يعشقون القدوم لسماع صوته، إلى جانب قدراته في الظهور على المسرح والتناغم مع الجمهور والتفاعل معهم، كلها عوامل أدت لظهور حالة فنية متكاملة.

مرحلة تسجيل الأسطوانات الغنائية

بعد النجاح الذي حققه أحمد عدوية على مستوى رواد شارع محمد علي، وكازينو الأريزونا، قام بتسجيل أغانٍ على أسطوانات مع شركة إنتاج، وساهمت تلك الخطوة في تكوين شعبيته الكبري، ليصبح حالة مجتمعية نفسية بقوة وبسرعة كبيرة، وتعرض أحمد عدوية لكثير من الهجوم من مثقفي ذلك الوقت وصفوته الغنائية، وذلك للكلمات التي غناها عدوية، مثل كلمات أغنية "السح الدح إمبو، كركشندي دبح كبشه".

انقسام المثقفين

ثارت حالة هجوم ضارٍ على بدايات عدوية الفنية، خاصة بعد النجاح الكبير على مستوى الاستماع في شوارع مصر وضواحيها، مما عرضه لسيل من النقد والهجوم وحالة كبيرة من غضب طبقة صفوة المثقفين، اعتراضاً على كلمات أغانيه، واللون الشعبي الجديد الذي يقدمه.

ولكن على الجانب ناصره الكثير من رموز الفن والثقافة، وأشاد الكاتب والأديب العالمي نجيب محفوظ بصوت أحمد عدوية، وأكد في لقاء تليفزيوني له أن عدوية صوت قادر على إطرابه بشكل كبير.

وقال الشاعر مأمون الشناوي أن صوت عدوية صوت يعبر عن الشقاء للبسطاء، وأيضاً علق الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب أن عدوية لديه صوت يحمل الكثير من الإحساس.

وكان الكاتب أنيس منصور يدافع كثيراً عن أحمد عدوية، ويعشق صوته، ويؤمن أن لديه شجنا يخفي وراءه الكثير من رحلته الإنسانية قبل الفنية.

عدوية يهز عرش الكبار

بعد نجاح أحمد عدوية، تحولت الحال إلى أنه صعد إلى المرتبة الأولى وبدون منازع، في سوق الأغنية، وأصبح ليس فقط يسمع من قبل الجمهور، ولكن أغانيه والحديث عنه، هو حديث الشارع بين كل طبقات المجتمع، وكان ظهور عدوية وسط جيل العمالقة،   كوكب الشرق أم كلثوم، العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، عبدالوهاب، وغيرهم الكثير، ونافس وتصدر المشهد، وأصبح رقما فنيا متفردا، بأغانٍ مثل حلاوتها أم حسن، وزحمة يا دنيا زحمة، ليعبر من خلالها إلى قلوب وعقول الجماهير قبل مسامعهم.

مشوار التمثيل

بعد النجاح الاستثنائي الذي حققه أحمد عدوية خلال بداياته الغنائية، تسارع المنتجون لاستثمار حالة النجاح الكبير مع الجمهور، وعرضوا عليه التمثيل، ليوافق عدوية ويقدم تجارب سينمائية غنائية لعدد من الأعمال الفنية.

أبرز أعماله السينمائية فيلم "البنات عايزة إيه، خدعتني امرأة، نبتدي منين الحكاية، الفاتنة والصعلوك، شعبان تحت الصفر، أنياب، أنا المجنون، رجل في سجن النساء، ممنوع للطلبة، شاطئ الحظ، مملكة الهلوسة، السلخانة، سطوحي فوق الشجرة، المتسول".

أبرز أغانيه

قدم المطرب الشعبي أحمد عدوية عددا كبيرا من الأعمال الغنائية المهمة، والتي سطرت تاريخاً لنجم الأغنية الشعبية ورائدها، وأبرز تلك الأغاني "السح الدح إمبو، سلامتها أم حسن، راحو الحبايب، كركشنجي، كله على كله، حبة فوق، زحمة يا دنيا زحمة، بنت السلطان".

له نصيب من أسماء أغانيه

بالتأمل لأغاني المطرب أحمد عدوية، تجد أن كثيراً من أسماء أغانيه، هي ترجمة للواقع الذي عاشه بعد ذلك، وكأن عدوية أبدع في تجسيد حال الجميع.

حبة فوق وحبة تحت

تعد أغنية حبة فوق وحبة تحت، ملخصا لحال الإنسان بشكل عام، وعدوية بشكل خاص، حيث مر عدوية بمراحل يتربع على عرش الغناء، وتلاحقه الأضواء والشهرة، ليعيش "حبة فوق"،  ولكن بعد تعرضه لحادث أدى إلى أزمة صحية كبيرة لديه، أبعدته كثيراً عن الغناء، عاش بعدها "حبة تحت".

زحمة يا دنيا زحمة

كانت كلمات أغنية "زحمة يا دنيا زحمة، زحمة وتاهوا الحبايب، زحمة ولا عادش رحمة"، وهي تجسد مرحلة الشهرة والأضواء التي عاشها الراحل أحمد عدوية، وكم المحيطين للتكسب والتقرب من فرس الرهان الأول في عالم الغناء والشهرة، وبعدما تعرض للحادث الذي أبعده عن الغناء لسنوات، انفض من حوله الكثير، ولم يبق سوى الحبايب الذين كانوا تائهين في زحام كلمات الأغنية وشهرة صاحبها.

راحوا الحبايب

أبى أن يرحل عدوية، دون أن يترك لنا أغنية، ولكن تلك المرة تمثلنا جميعاً كجمهور، "راحوا الحبايب"، ليكون وداع الجمهور لإمبراطور الغناء الشعبي أحمد عدوية.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق مكتبة الإسكندرية تنظم ورشة عمل بعنوان «ابدأ مشروعك».. 19 يناير المقبل .. بوابة المساء الاخباري
التالى تحقيق إسرائيلي يكشف الانفلات في سلوك القادة العسكريين خلال الحرب بغزة .. بوابة المساء الاخباري