طارق إسماعيل
طارق إسماعيل
نحتفل كل عام بعيد الميلاد المجيد ويقوم كبار الشخصيات في كافة أنحاء مصر بتهنئة الإخوة الأقباط في جميع الكنائس، والمؤكد أن ذلك يعبر عن تقاليد وروح تسود بلادنا، وإن كان البعض يرى أن الاحتفال بعيد الميلاد المجيد أمر واجب، فإنني أرى على العكس هو حتمي لأن عيد الميلاد ليس عيد للأخوة الأقباط بل عيد لكل المصريين، نحتفل به مثلما يحتفل الإخوة الاقباط بقدوم رمضان وسائر الأعياد الأخرى، وهي عظمة مصر، حيث لا فرق بين مسلم ومسيحي، فأعيادنا واحدة وأفراحنا كذلك، والآلام مشتركة.
مصر كانت وستظل للمصريين دون تفرقة حيث الحب والإخاء والتسامح والمحبة، وهي تعاليم المسيحية و الإسلام، حيث محمد نبي الإنسانية، وعيسى رسول المحبة والسلام، إن أجمل ما في بلادنا أننا أصبحنا لانعرف من مسلم أو مسيحي.
مرات كثيرة تعاملت مع أصدقاء على أنهم مسلمون، ثم اكتشفت أنهم أقباط، وآخرون كنت أظنهم أقباطا فوجدتهم مسلمين، وفي الحالتين ظلت العلاقة الرائعة بيننا لأن ما يجمعنا يفوق أي شيء، وتذكرت كيف كان يأتي لنا الطبيب المعالج القبطي لوالدي لعلاجه أسبوعيا، ويرفض الحصول علي أي مليم، فعلها حبا لنا وظلت العلاقة بيننا حتي الآن رغم رحيل الوالد منذ سنوات طويلة.
أذكر بكل فخر مدرسة نجلي سان مارك، وإصرار المدرسين بها من الإخوة الاقباط علي أداء تلاميذها المسلمين لشعائر الصلاة وحرصهم عليها، ومعاملة كل طلاب المدرسة دون تفرقة في مشهد رائع يعبر عن مدرسة متميزة.
نحن عندما نحتفل بعيد الميلاد فإننا نحتفل بعيد لمصر القوية بأبنائها التي تدرك أننا وطن واحد أعياده وأفراحه وأحزانه، وأن الكنيسة المصرية والأزهر الشريف سيظلان هما رمز الأمن والأمان للمصريين الذين احتشدوا في يوم ما لصد العدوان سواء على الكنائس أو المساجد، لذلك أقول بكل فخر في عيد الميلاد المجيد: كل عام ومصر بخير وأبنائها وأقباطها ومسلميها في أمن وأمان.