في عالم مليء بالتحديات، تبرز قصص النساء اللواتي حولن معاناتهن إلى قوة ملهمة، وقصة هديل ماجد ليست استثناءً، شابة مصرية استطاعت، بالإرادة والإصرار، تحويل الصعاب إلى نجاحات مدوية في مجال الغناء والفن، حتى أصبحت اليوم سفيرة “قادرون باختلاف” لمؤسسة الجمهورية الجديدة، هديل ماجد، مطربة شابة ولدت بمشاكل في البصر والأطراف، ما جعل سنوات دراستها الأولى مليئة بالتحديات.
تقول هديل: “كنت أعاني في القراءة والكتابة، لكن أمي كانت سندي في كل خطوة، وساعدتني أتخطى كل الحواجز".
ورغم الألم وجدت هديل شغفها في الموسيقى منذ صغرها، أثناء دراستها الثانوية، التحقت بكلية التربية الموسيقية، لكنها واجهت نصيحة قاسية بأن تدرس في كلية نظرية وتكتفي بالموسيقى كهواية، ولم تستسلم هديل، فقررت دراسة الفلسفة بكلية الآداب بجامعة القاهرة، لكنها واصلت تحقيق حلمها في تعلم الموسيقى من خلال دراسات حرة في أكاديمية الفنون.
طوال خمس سنوات من الدراسة في المعهد العالي للموسيقى العربية، استطاعت هديل تطوير مهاراتها الفنية، والتحقت بفرقة أم كلثوم للموسيقى العربية بالأكاديمية، وشاركت في مسابقات دولية ومحلية حصدت فيها الجوائز، وحصلت على جائزة سيد مكاوي ثلاث مرات متتالية، كما شاركت في مؤتمر الشباب السابع عام 2019، حيث غنت أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أعرب عن إعجابه بصوتها وقصتها، وغنت في منتديات ومؤتمرات دولية مثل مؤتمر شباب العالم في 2019 و2021.
هديل لم تكتف بالغناء فقط، بل دخلت عالم المسرح من خلال مشاركتها في مسرحية “ولا كان على البال” حيث غنت ومثلت بإبداع، و أصدرت أول أغنياتها بعنوان “واثقة” و“إنقاذ إنسان”، كما شاركت مع الفنان تامر حسني في حفل ذكرى 6 أكتوبر بحضور الرئيس السيسي.
وتقول هديل: “أحب العزف على الأورج، وطموحي أن أصدر ألبوم غنائي وأغني تترات مسلسلات"، وبعدها كرمت هديل في العديد من الفعاليات والمهرجانات تكريمًا عن دورها كرمز للأمل، وكرمتها وزارة الشباب والرياضة في ملتقى “أنتِ الملهمة”، وحصلت على جائزة من مهرجان أوسكار المبدعين العرب.
واليوم، تعينت هديل سفيرة “قادرون باختلاف” لمؤسسة الجمهورية الجديدة، في اعتراف رسمي بقوتها وإلهامها، وتختتم هديل قصتها برسالة ملهمة لذوي القدرات الخاصة: “الإرادة والتحدي والثقة بالله هم مفتاح النجاح، و بالصبر والإيمان القوي، مفيش حاجة اسمها مستحيل. كل واحد يقدر يحقق حلمه لو آمن بقدراته”، فقصة هديل ليست مجرد حكاية نجاح، بل هي شهادة على قدرة الإنسان على تجاوز المحن وصناعة الأمل. هكذا تُظهر هديل للعالم أن الطموح لا يعرف حدودًا، وأن الإرادة قادرة على صنع المستحيل.