يعد القلقاس أحد أبرز الأطعمة التقليدية التي تتصدر موائد الأقباط خلال الاحتفال بعيد الغطاس المجيد، الذي يحيي ذكرى معمودية المسيح في نهر الأردن، ولا يقتصر القلقاس على كونه وجبة شهية، بل يحمل رمزية روحية عميقة تعكس معاني العيد.
يرتبط القلقاس بفكرة المعمودية والتطهير، إذ يحتوي على مادة بيضاء داخلية تظهر فقط بعد إزالة قشرته الخارجية وتنظيفه جيدًا، هذا يشبه الطهارة الروحية التي تحدث في المعمودية، حيث يُنزع عن الإنسان "القشرة"الخارجية، أي الخطايا، ليصبح نقيًا في الداخل.
ويذكر أن عملية تنظيف القلقاس تمثل رمزًا روحيًا أيضًا، حيث تحتاج إلى جهد واهتمام، تمامًا كما يتطلب التطهير الروحي الصلاة والالتزام.
والجدير بالذكر انه في يوم عيد الغطاس، تجتمع الأسر القبطية لإعداد طبق القلقاس بالطريقة التقليدية، باستخدام أوراق الملوخية الخضراء والمرق الذي يضيف نكهة مميزة. هذه الوجبة لا تجمع العائلة فحسب، بل تعد جزءًا من التراث القبطي الذي يُحافظ عليه الأقباط جيلًا بعد جيل.
يظل القلقاس رمزًا للأعياد القبطية، حيث يربط بين الاحتفال الروحي والجانب العائلي والاجتماعي، مما يجعل عيد الغطاس مناسبة فريدة تحمل في طياتها أجواء من البهجة والتأمل.