قبل وقوع الكارثة.. "البوابة نيوز" تعبر النيل على معديات الموت في المنيا . الفجر سبورت

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

حالة من الاستنفار دائما ما تسيطر علي جميع الأجهزة التنفيذية في محافظة المنيا خلال الأعياد تحسبًا لكوارث المعديات التي يقبل علي استخدامها الأهالي في الأعياد للتنقل من غرب إلى شرق النيل، لذلك لايشغل محافظ المنيا ورؤساء المدن - خاصة مدن: “ديرمواس، وابوقرقاص، ومطاي، ومغاغة”  إلا الاطمئنان على سلامة المعديات ومراجعة وسائل الأمن والسلامة، بها وقد شهدت الأيام الماضية تفقد رؤساء تلك المدن للمعديات النيلية أكثر من مرة.

معديات الموت

يعتمد أهالي محافظة المنيا اعتمادا أساسيا على المعديات في النقل، حيث تعتبر أكثر المحافظات بالجمهورية استخداما للمعديات بسبب موقعها الجغرافي الممتد علي النيل بطول 155 كيلو متر تقريبا وانتشار المحاجر بالجانب الشرقي للنيل واعتماد العمال على المعديات للانتقال ويبلغ إجمالي عدد المعديات التي تعمل بنيل بالمنيا 178 معدية منها 32 حكومية   وشهدت المنيا كوارث متكررة بسبب إهمال هذه المعديات وعدم وجود رقابة صارمة عليها حتى أطلق عليها لقب معديات الموت.

 ويشكو الأهالي من سوء أحوال المعديات النهرية وخاصة الأهلية حيث لا يلتزم العامليون عليها بالحمولات المقررة ولا يغلقون الأبواب وقد يؤدى ذلك لإختلال توازن المعدية وتعرضها للخطر.

ثقوب وعيوب فنية

يقول محمد عبد الله، أحد أهالى قرية  شارونة بمغاغة أن معظم معديات القرية تعانى من عيوب فنية مثل الثقوب ولا يقوم اصحابها بتصليحها نظرا لعدم وجود رقابة حكومية من مسؤلى النقل النهري.

ويؤكد خيري فؤاد عضو مجلس محلي محافظة سابق أن بعض المعديات تقوم بتحميل أكثر من 7 سيارات نقل محملة بكميات كبيره من الطوب والحجارة قادمة من المحاجر فى نقلة واحدة، بجانب تحميلها للمواطنين والتلاميذ وعدد من الفلاحوين بأبقارهم وأغنامهم فى وقت واحد، ما يجعل المعدية تسير بشكل مخيف ويشير أنه بالرغم من مطالبة الأهالى للمسؤلون بمراقبة الحمولة  لكل معدية إلا أن هذا لا يتم في معظم الأوقات.

وطالب إسماعيل خليل، بتنظيم دوريات منتظمة من مسؤولى الوحدات المحلية على جميع مراسى المعديات بالقرى المختلفة و أن يتم وضع مراقبين على المعديات الشهيرة كمرسىَ بنى حسن والتى تخدم عشرات الآلاف من المواطنين، وقال أنه لم يشاهد ولو لمره واحده لجان مراقبة من النقل النهري او شرطة المسطحات تقوم بالتفتيش علي المعديات.

وأكد محمد حكيم من أهالى مركز مغاغه أنه احيانا يقوم قائد المعدية بتثبيت مدور المعدية في إتجاه معين ويتركها ويذهب بعيدا إلى أن تصل المعدية للبر يؤكد انه في احيان قليله يترك قائدة المعدية مهمة القيادة لأحد افراد الطاقم او أحد ابنائه

 ضرورة إنشاء كوبري

وقال باهي الروبي الرئيس السابق للمجلس الشعبي المحلي لمحافظة المنيا إن المجلس أوصي كثيراً بانشاء كوبري علي النيل بكل مركز إداري حتي يتم الأستغناء عن المعديات النيلية التي تمثل خطورة حقيقية علي أرواح المواطنين مازالت قائمه  

 كما أن المجلس أوصي بان تتم شراء معدية أضافية بكل مركز لحين إنشاء الكباري لان معظم المعديات الأهليه غير مرخصة ولا تخضع لرقابة حقيقية ولا يتم مراعاة وسائل الأمان والإنقاذ بها حتي هذه اللحظة، كما أن المراسي الخاصة بالمعديات بدائية جدًا وغير صالحة ولم يتم إنشاؤها بشكل تقني تسمح بالشحن والتفريغ بالنسبة لنقل البضائع ولا توجد رقابة عليها.

وأوضح رئيس المجلس السابق أنه كان هناك اتجاه حكومي خلال فترة حكم الرئيس الأسبق "مبارك" لإنشاء كوبري علي النيل في كل 50 كيلو متر ولكن طالبنا بتعديل ذلك بأن تكون المسافة بين كل كوبري 25 كيلو متر فقط لكن الإعتمادات المالية حالت دون تنفيذ ذلك. 

ويقول رئيس المجلس السابق إن انشاء كوبري علي النيل بكل مركز حتي لو تكلف ذلك مبالغ طائلة أمر هام جدا وسيفتح أفاقا كثيرة للاستثمار والتنمية بدليل أن هناك مشروع مدينة سكنية كاملة يتم إنشائها حاليا بمركز ملوي بعد تشغيل كوبري علي النيل كما أن ثروات المنيا المعتمدة علي مواد المحاجر تقع بمنطقة شرق النيل بينما تقع التجمعات السكنية والمصالح الحكومية بالغرب خاصة وان هناك اتجاها حكوميا لتقسيم المحافظات عرضيا لفتح منافذ وانشاء مواني للمحافظات التي لاتطل علي البحر الاحمر كالمنيا ولذلك يجب ان تكون لدي الحكومة رؤية لتطوير منظومة النقل النهري خاصة وان نصف سكان المحافظة يعتمدون عليها.  

السقوط والغرق 

 من جانبه ذكر اللواء احمد ضياء الدين محافظ المنيا الأسبق في حوار سابق لـ"البوابة نيوز"، أن  مشكلة سقوط المواطنين فى نهر النيل اثناء عبورهم بين ضفتيه لقضاء مصالح كل منهم اليومية والمتزايدة، والمقسمة والمجزئة بين شاطئ النهر، هى من اهم المشكلات التى واجهتنى شخصيا عقب حضورى لمحافظة المنيا بأيام لتولى شرف المسئولية فيها، وعقب إبلاغى بأول حادث بعد أيام من حضورى للمحافظة اكتشفت الفاجعة والمفاجأة انه يتم نقل المواطنين بين ضفتى النهر فى وسيلة بدائية، حيث ينعدم وجود أية اشتراطات للأمن والسلامة فى تلك الرفاسات او المراكب او المعديات، او سمها كما تشاء المهم انها فى النهاية لا تصلح إطلاقا للعبور بها فى مياه نهر تتسم فى تلك المناطق بالذات بالقوة، والاتساع، والاندفاع، والعمق.

أضاف محافظ المنيا الأسبق سيسأل كافة المسئولين فى المدينة والمركز والقرية والمحافظة وأجهزة الأمن عن أرواح هؤلاء الأبرياء الذين سمح لهؤلاء المستغلين من تشغيل تلك المراكب أو الرفاسات لنقل المواطنين بين ضفتى نهر النيل، مصيف أن تلك المراكب البالية لا تصلح حتى لنقل المواشى هى المشكلة الملحة والتى استطعنا إبان فترة تولينا شرف المسئولية أن نجعلها تخرج من نطاق الخدمة كلية لعدم صلاحيتها.

 حملات مكثفة

وجه اللواء أسامة القاضي محافظ المنيا، رؤساء الوحدات المحلية، بالمرور على جميع المعديات في المحافظة، سواء العامة أو الخاصة، للاطمئنان على صلاحيتها، واتخاذ إجراءات السلامة والصحة المهنية، مع التأكيد على عدم تجاوز الحمولة القانونية، حفاظا على أرواح المواطنين وذلك تزامناً مع قرب عيد الأضحي المبارك.

من جانبه، تفقد الدكتور رجب قياتي رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة ديرمواس المعديات النيلية بقريتي تل بني عمران والحاج قنديل، حيث تم التأكد من توافر أطقم الإنقاذ ووسائل الحماية المدنية والتأكد من صلاحيتها، كما تم التأكد من رخص تسيير المعديات ورخص العاملين بها وتواجدهم والتزامهم بواجبهم الوظيفي، مشدداً على الالتزام بقواعد السلامة العامة ، وعدم التهاون في اتباع تلك القواعد حفاظاً على سلامة المواطنين.

وفى ملوى، تفقد تاج أبو سداح رئيس المركز المعديات النيلية، وذلك في إطار الاستعدادات لاستقبال " عيد الأضحى المبارك "، ومتابعة سير العمل وتواجد الموظفين المعنيين بها، والاطمئنان من سلامة المعديات النيلية و جاهزيتها لاستقبال الأعداد الكبيرة من المواطنين، والتأكد من سلامة وسائل الحماية المدنية وأطقم الإنقاذ ،وذلك ضمن جهود الوحدة المحلية لتوفير وسائل نقل آمنة للمواطنين.

كما تفقد محمد عبد الغني رئيس مركز ومدينة مطاي المعديات النهرية بالشيخ حسن التابعة لمجلس قروي ابو عزيز، للتأكد من جاهزية جميع معدات السلامة و سريان التراخيص الخاصة بالمعديات والإلتزام بالحمولة المحددة ، حرصا على صحة وسلامة الجميع .