على خطى قادة الفكر العربى.. الفيلسوف الخشت فى دراسة علمية جزائرية حول منهجه وفكره التنويرى الفجر سبورت

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

رسالة ماجستير جزائرية: د.الخشت قدم رؤية جديدة عصرية للقرآن الكريم بوصفه كتابًا إلهيًا مقدسًا قابلًا للتأويل الجديد والمتجدد فى كل العصور.

 

 الدراسة: د.الخشت  هو الفيلسوف الفقيه ورفض أن يكون مقلدا للفلاسفة الغربيين

 

تمكن من بناء نسق عقلانى بامتياز، ونجح فى تفكيك البنية العقلية للفكر الإنسانى الذى نشأ حول الدين

 

العقلانية النقدية تمثل حجر الأساس التى قامت عليه فلسفة الخشت.. وتتميز مؤلفاته بالجمع بين المنهج العقلى والخلفية الإيمانية

 

موسوعى الثقافة يجمع بين التعمق فى التراث الإسلامى والفكر الغربى ومؤلفاته تكشف غزارة علمه وإبداعه الموسوعى ومدى تعمقه الكبير فى العلوم الإنسانية والشرعية

 

المذهب الفكرى للدكتورالخشت بُنى على التعمق والبحث فى المواضيع والإشكاليات والقضايا غير المرتادة

 

نجده فقهيًا معتدلا وسياسيًا مدنيًا وإصلاحيًا تنويريًا ومنطقيًا فائقًا  وأصوليًا عقيديًا.. وهذه الخصائص لا  ينالها إلا الأقلون

 

 

 

على خطى  قادة الفكر العربى، لأول مرة دراسة علمية بالجزائر عن الفيلسوف الدكتور محمد عثمان الخشت والنزعة التنويرية تناولت حياته وسيرته الذاتية ومؤلفاته ومنهجه وفلسفته ومفهومه الخاص للتنوير وأسبابه، وتجديد العقل، ودراسة نقده للتعصب سواء التعصب من التطرف العلمانى الجذرى أو التطرف الديني.

كما تناولت الدارسة تجديد الفكر الدينى عند الخشت،ومفهوم الدين، ونشأته وتجديد الخطاب الديني، مؤكدة على أن د.الخشت موسوعى الثقافة يجمع بين التعمق فى التراث الاسلامى والفكر الغربى وتتميز مؤلفاته بالجمع بين المنهج العقلى والخلفية الايمانية ولذلك أُطلق عليه "الفيلسوف الفقيه".

وأعدت الدراسة الباحثة الجزائرية سيرين بوسالم وتكونت لجنة المناقشة من أ.د. أحمد زيغمى مشرفًا، وأ.د.  محمد الصديق بن غزالة مناقشًا، وأ. د. عمر بن رابح مناقشًا ورئيسًا، وذلك لنيل درجة الماجستر الأكاديمية بجامعة قاصدى مرباح الجزائرية، وتناولت الرسالة مؤلفات وفلسفة الدكتور الخشت، مشيرة إلى أن مؤلفاته تدرس فى العديد من الجامعات وتعالج العديد من فروع العلم كأصول الدين والفقه ومقارنة الأديان وفلسفة الدين وعلم السياسة والمجتمع المدنى وفلسفة المواطنة وغيرها من فروع العلم، وتكشف هذه المؤلفات عن غزارة علمه وإبداعه الموسوعى ومدى تعمقه الكبير فى العلوم الإنسانية والشرعية، وتركيزه على الكيف  وليس الكم، كما تعمل هذه المؤلفات على أن ترسى فهما جديدا ورؤية مستنيرة للعديد من القضايا والإشكاليات المعاصرة مستندة على منهج عقلانى ذى صبغة منطقية.

4b6b9c42cc.jpg
د. محمد عثمان الخشت

وأشارت الدراسة العلمية إلى أنه  يمكن من خلال استقراء كتب الدكتور الخشت أن نحدد تنوعه الفكرى فى اتجاهات عديدة حيث نجده فقهيا معتدلا وسياسيا مدنيا وإصلاحيا تنويريا ومنطقيا فائقا لديه بعد عقلي، وأصوليا عقيديا، وهذه الخصائص لا  ينالها إلا الأقلون، حيث بُنى مذهبه الفكرى على التعمق والبحث فى المواضيع والإشكاليات والقضايا غير المرتادة وهو ما صنع شخصية الدكتور الخشت كما نعرفه الآن، لا يهاب الولوج فى المناقشات والمناوشات السياسية، ولا يخشى مواجهة  مدعى العصمة والمتحدثين باسم الدين، ونجح فى التعمق فى أغلب فروع الفلسفة - إن لم يكن كلها على الأغلب- فحمل على عاتقه مهمة إيقاظ العقول وتنويرها والابتعاد عن التقليد وتبنى الرأى الحر.

وأضافت: الدكتور الخشت نفض الغبار عن سواعدنا من خلال سعيه إلى تحقيق صحوة تنويرية تنتشل الأمة من واقعها المرير من خلال العمل على إصلاح عقلى نقدى تنويرى يشمل شتى الميادين الاجتماعية والسياسية والفقهية والفكرية، حيث رفض أن يكون مقلدا للفلاسفة الغربيين، إنما راح  يدرس تراثهم وينقد ما وجب نقده ويشيد بما وجب الإشادة به، ولم ينقد الخشت الفلسفة الغربية نقدا ذاتيا تتدخل فيه عقيدته وانتماؤه العربى الاسلامى بل أنه أوضح رأيه الموضوعى فى مختلف  المسائل والإشكاليات بشكل موضوعي. ويظهر نقده للفلسفة الغربية فى أعماله "أقنعة ديكارت" و"العقلانية والتعصب" و"المعقول واللا معقول فى الأديان"  و"العقل وما بعد الطبيعة".

ووصفت الدراسة فكر الدكتور الخشت بأنه تأسيس لمبادئ يحتكم إليها الدارسون، وهى  التأسيس لاتجاه فقهى تنويرى بغية القضاء على الجمود والتعصب والاستبداد بالرأي، مع مراعاة الظروف والمتغيرات التى طرأت على عصرنا  والبحث عن حلول تمنع الناس من التخبط، بعد رؤية الواقع المرير للمسلمين.فكانت له دعوة تنويرية فلسفية فقهية إصلاحية، دعا فيها الخشت إلى التمسك بأركان الدين الحنيف، وميز بين الثوابت والمتغيرات واستند الخشت فى مواقفه الفكرية العقدية على العقل والدين، لأنهما الأساس الذى يستند إليه، ويظهر ذلك جليا من خلال أعماله: "تطور الأديان" و"مقارنة الأديان"  و"مدخل إلى فلسفة الدين"  و"الدين والميتافيزيقا فى فلسفة هيوم".

ورأت الدراسة أن دعوة الدكتور الخشت إلى تأسيس خطاب دينى جديد بدلا من تجديد الخطاب الدينى القديم، تعنى إخضاع  علوم الدين البشرية، للفحص والنقد بمنهج عقلانى  من خلال إعمال الإسلام النقى الصحيح الذى كان فى عهد الرسول (ص) وليس الإسلام الذى نعيشه اليوم الذى انتشرت فيه الجماعات الارهابية والتخلف الحضاري، ويرى أن المشكلة لا تكمن فى الإسلام  وإنما فى عقول المسلمين فى فهم وتفسير الدين مما خلق جمودًا فقهيًا وفكريًا وأحدث اختلاطًا بين المقدس والبشري.

وتناولت الدراسة العلمية المناظرة الكبرى فى الأزهر بين الدكتور الخشت رئيس جامعة القاهرة والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر خلال مؤتمر الأزهر العالمى للتجديد فى الفكر الاسلامى بسبب دعوة الخشت  إلى ضرورة فحص التراث كون جانبًا منه يشكل عائقا أمام التقدم والتحضر، وضرورة صنع تراث جديد، من خلال  كتابه "تأسيس عصر دينى جديد"، مشيرة الى أن الدكتور الخشت تحلى بالشجاعة والثبات الانفعالى وتمسك برأيه فى ضرورة تجديد علم أصول الدين بالعودة الى المنابع الصافية: القرآن الكريم وما صح يقينا فقط من السنة النبوية المطهرة، فالتجديد يقتضى تغيير طرق التفكير وتغيير رؤية العالم، ويجب أن يقوم التجديد على رؤية جديدة عصرية إلى القرآن الكريم بوصفه كتابا إلهيا مقدسا قابل للتأويل الجديد والمتجدد فى كل العصور. لذا فهو يدعو إلى تطوير علوم الدين وليس إلى إحياء علوم الدين.

وخلصت الدراسة الى أن العقلانية النقدية تمثل الحجر الأساس التى قامت عليه فلسفة التنوير عند الدكتور محمد عثمان الخشت، وتؤكد أنه تمكن من بناء نسق عقلانى بامتياز، ونجح فى تفكيك البنية العقلية للفكر الإنسانى الذى نشأ حول الدين، وفلسفته قائمة بشكل أساسى على النقد العقلانى الملتزم بمعايير المنطق والوصف العلمى والتحليل والنقد الفلسفى لمختلف إشكاليات عصر الحداثة وما بعدها، كما أن دعوته لتأسيس عصر دينى جديد تسعى إلى تصحيح التصورات الأسطورية والأفكار غير المنضبطة التى خلفها الخطاب الدينى البشرى التقليدى مع التأكيد على التصدى للتعصب سواء كان للدين أو للعلمانية  والقضاء على أى شكل من أشكال التطرف الدينى والعلماني، والتحذير من وقوع المجتمعات العربية الإسلامية فى فخ التعصب.

جدير بالذكر، أن جامعة قاصدى مرباح تعد من جامعات القمة الثلاث بدولة الجزائر، ولها تصنيف متقدم فى التصنيفات العالمية، وحصلت على المرتبة الثانية وطنيا فى التصنيف الاسبانى الشهير webometrics والمرتبة 193 عالميا ضمن تصنيف شمل 3922 عام 2023. وتصدرت قائمة ترتيب الجامعات الجزائرية فى المركز الأول لعامين على التوالي.

3187a3b50c.jpg

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق