الثانية عشر إلا ربع، هدأ ضجيج شارع الرويعي وقل الزحام في "سوق العتبة" على باعةالملابس، قبل أن تنتهي وردية عُمال "الفرشة"، وبعد نحو ثلث ساعة أغلقت المحال التجارية أبوابها أمام الزبائن تزامنًا مع قرار الحكومة التى وضعته أول يوليو الحالي، بغلق كافة المحال، ترشيدًا لاستهلاك الكهرباء، معها لَم "مصطفي أبوزيد" ـ ثلاثيني ـ فرشته، فيما أغلق مخزنه، لكن ثمة حريق عرك صفو السُكان حال تنامي المارة من الشوارع، بعد 7 ليالٍ من حريق "حارة اليهود".
منذ الوهلة الأولى للحريق الذي بدأ شرارته في الطابق العلوي داخل "عمارة على برعى"، ابتعد "مصطفى" عن لهيب النار كونه يعاني من حساسية في الصدر، عل الدخان واشتد حصار النار، حتى انتقلت سريعًا إلى الطوابق العليا من العقار الذي يحتوي على مخازن، ساعد ذلك مواد قابلة للاشتعال فضلا عن مخزن الأحذية الذي علت فيه فجأة حسب وصف"علاء"، أحد المتضررين من الحريق.
"مصطفى"الذي لُقب بين الباعة بالشهم، عمل قبل نحو 10 أعوام في السوق كشيال بعد أن أتى من صعيد مصر ـ أسيوط ـ دارت الليالي ومضت السنون بحلوها ومرها، حتى اشتري "مصطفي" فراش ملابس ليعول أسرته "كل واحد هنا بادي من الصفر.. واللي تضرروا كلهم أصحاب الفرش ومخازن البضاعة".
في الثانية ليلا، ومع اقتراب النار إلى بايكة "مصطفي"الذي يشون بداخلها بضاعته جازف بروحه من أجل أن يخرج من مخزنه بكل هو ثمين وغال، 30 دقيقة صارع فيها البائع الموت، لم يرى إلا الظلام الدامس، عقب فصل التيار الكهربي عن الشارع، حتى أخرجه الأهالي محمولاً بين الأيادي قاطع النفس.
لم يرغب "مصطفي" حينها الذهاب للمستشفى وترك بضاعته، بينما طلب من أحد الأهالي أن يذهب به إلى أقرب صيدلية لتلقيه العلاج اللازم قبل أن تعزز قوات الحماية المدنية بعربات إسعاف مجهزة تحسبًا لوجود حالات إختناق.
قبل شروق الشمس وبعد معاناة "مصطفي" مع الدخان عقب تفحم مخزنه بالكامل حال إنهيار العقار على البضائع، نُقل إلى مستشفى سيد جلال حسبما أكد "علاء"أحد الباعة، لكنه فارق حياته متأثرًا بإصابته "مصطفي مات من الخنقة".
اقرأ أيضاً
القبض على مالك محل أحذية متهم بالتسبب في «حريق العتبة»شاهد عيان على حريق العتبة: «دمر المحلات والنار التهمت كل حاجة» (فيديو)
أخبار متعلقة :