شهدت منطقة دار السلام في القاهرة، جريمة بشعة، حيث كانت الأجواء تبدو عادية مثل كل يوم، لكن خلف جدران أحد العقارات السكنية، كان الظلام يخفي أسرارًا سوداء تتجمع لتخلق مأساة لم يكن أحد يتوقعها.
في العقار رقم 7 بشارع حسن أبو زيد، كان عمرو، النقاش الأربعيني، قد أنهى يومه الشاق في العمل وعاد إلى منزله كعادته لم يكن يتوقع أن تلك الليلة ستغير حياته إلى الأبد، عندما دخل شقته، شعر بشيء غير عادي، لم يكن الأطفال يملؤون المكان بالضجيج المعتاد، ولا كانت زوجته، تستقبله بابتسامتها الهادئة الجو كان مشحونًا، هناك هدوء مخيف يسيطر على المكان.
زوجة خائنة وعشيق
بخطوات حذرة، توجه عمرو إلى غرفة النوم ليفاجأ بمشهد كان كافيًا ليهز كيانه بالكامل زوجته كانت في أحضان رجل غريب، عاريان من كل شيء إلا من الخيانة التي لفّت الغرفة كلها، تجمد الدم في عروقه لوهلة، قبل أن يتحول كل شيء داخله إلى جحيم لم يستطع التفكير؛ لم يستطع الصراخ؛ كل ما كان يفكر فيه هو الانتقام، الانتقام ممن خان ثقته ودمر حياته.
ركض الزوج المخدوع إلى المطبخ، وعاد وهو يحمل سكينًا حادًا، ثم انقض على العشيق الذي كان يحاول الهرب، وبدأ يطعنه بجنون، خمس طعنات كانت كافية ليتساقط العشيق على الأرض غارقًا في دمائه، لكن لم تكن كافية لإنهاء حياته، كل هذا حدث في ثوانٍ قليلة، لكن بالنسبة للزوج كانت هذه اللحظات كأنها أبدية، كأن الزمن توقف عند تلك النقطة ليشهد انهيار عالمه.
لم تتوقف المأساة عند هذا الحد، كانت الزوجة، تصرخ وتحاول دفعه بعيدًا عن عشيقها، لكنها كانت تعلم في قرارة نفسها أن ما حدث لا يمكن إصلاحه، كانت خائفة من الموت، خائفة من عقاب زوجها الذي تعرف جيدًا أنه لن يرحمها، لكنه لم يقتلها بالطعنات، لم يوجه لها أي كلمات؛ بدلًا من ذلك، أمسك بها بقوة وجرّها نحو النافذة المفتوحة.
في تلك اللحظات التي سبقت سقوطها من الطابق السابع، ربما فكرت الزوجة في كل شيء، في حياتها التي عاشتها مع زوجها، في أبنائها الذين قد لا يرون والدتهم مرة أخرى، وفي ذلك العشيق الذي كان سببًا في تدمير كل شيء، لكن كل هذه الأفكار لم تستمر طويلًا، دفعة واحدة من الزوج كانت كافية لتنهي كل شيء، سقطت الزوجة من النافذة، وارتطم جسدها بالأرض، لتصبح جثة هامدة محاطة ببحر من الدماء.
لم يكن الزوج قادرًا على استيعاب ما فعله، حاول الهروب من مسرح الجريمة، مدعيًا أن زوجته ألقت بنفسها خوفًا من الفضيحة، لكنه لم يكن يعلم أن الحقيقة كانت واضحة للجميع، الجيران الذين سمعوا الضجة هرعوا للإمساك به، وقاموا باحتجازه حتى وصول الشرطة.
وصلت قوات الشرطة بسرعة إلى المكان، لتجد مشهدًا مرعبًا، جثة الزوجة كانت ملقاة على الأرض، ودماء العشيق كانت تملأ الغرفة، أخذوا عمرو إلى قسم الشرطة، بينما نُقلت جثة أم سيف إلى مشرحة زينهم لتحديد سبب الوفاة، أما العشيق، فقد تم نقله إلى المستشفى بين الحياة والموت.
كانت تلك الليلة نهاية لكل شيء، الزوج الذي كان رجلًا بسيطًا يعيش حياة هادئة، انتهى به المطاف خلف القضبان، ينتظر المحاكمة على جريمته، الزوجة التي كانت في يوم ما رمزًا للهدوء والاستقرار، انتهت حياتها في لحظة ضعف، والعشيق، إذا نجا، سيحمل في جسده وذاكرته آثار تلك الليلة المأساوية لبقية حياته.
لم يستلم أحد جثة الزوجة، وكأنها أصبحت مجرد ذكرى مشؤومة لا يريد أحد التذكر بها، أما عمرو، فظل في زنزانته، محاصرًا بالذكريات والألم، منتظرًا العقاب الذي سيأتي، ولكنه يعلم أنه لن يكون أكثر قسوة من العقاب الذي فرضه على نفسه.
تلقت أجهزة الأمن بمديرية أمن القاهرة بلاغًا من شرطة النجدة بوجود جريمة قتل سيدة وطعن شاب في أحد الشوارع بدائرة قسم شرطة دار السلام، وعلى الفور انتقلت أجهزة الأمن لمكان الواقعة وعثر على جثة سيدة أمام عقار تقطن به ومصابة بكسور وكدمات إثر سقوطها من الطابق السابع، وبالصعود لشقتها عثر على شاب ممزق بـ 5 طعنات وحالته حرجة وتم نقله للمستشفى لتلقى العلاج، وبعمل التحريات تبين أن وراء ارتكاب الواقعة زوج القتيلة.
وأضافت التحريات، أن الزوج عاد من عمله ووجد زوجته برفقة الشاب المصاب فقام بطعن الشاب بسكين وأمسك بزوجته وألقاها من بلكونة الشقة ولقيت مصرعها.
وأُلقي القبض على المتهم وتحرر المحضر اللازم بالواقعة وأخطرت النيابة العامة لتولي التحقيقات.
أخبار متعلقة :