أميرة عبد الحكيم
لاشك أن بناء الأوطان إنما يأتي من خلال تضافر أبنائه جميعا وفي مقدمتهم الشباب، والذي يعد أحد أبرز مقومات المجتمع، وكوادر التنمية والبناء وهو الأمر الذي يجعل من الإهتمام بقطاع الشباب أمرا ضروريا في سبيل البحث عن مستقبل جيد للدول، ذلك أن بناء الشباب هو بناء للوطن اليوم وغدا.
وعلى مدار تاريخ الأمم، نجد أن الدول التي ركزت جل اهتمامها على بناء الشباب هى تلك التي نجحت في تطوير حاضرها ورسم غد أفضل لمستقبلها، فعلى سبيل المثال نجد أن اليابان التي خرجت من الحرب العالمية الثانية بعد أزمة هيروشيما ونجازاكي ركزت على التعليم وبناء الشباب للمستقبل وهو ما جعل اليابان في غضون سنوات قليلة أحد أبرز الاقتصادات الأسيوية والعالمية، وكذلك بالنظر إلى التجربة الألمانية والتي خرجت بهزيمة ثقيلة في الحرب ذاتها سعت إلى بناء دولة قوية بالإعتماد على استغلال طاقات الشباب وتطوير المستقبل من خلال تلك الطاقات.
وبالعودة إلى التجربة المصرية خلال السنوات العشر الماضية، نجد أن اهتمام القيادة السياسية بالشباب كان أمرا ملحوظا، حيث بدأت القيادة السياسية في تدشين مواد دستورية تهتم بالشباب سواء من حيث المشاركة السياسية، أو من حيث التمكين الاقتصادي، وهو ما انعكس على أرض الواقع حيث بدأت الدولة في التوسع في منح الشباب فرصا متنامية للتواجد في المواقع الحكومية من خلال مناصب قيادية مثل نواب الوزراء والمحافظين في كافة القطاعات، إلى جانب السعى نحو تمكين الشباب لتنمية قدراتهم من خلال مؤسسة وطنية حكومية للتدريب وصقل مهارات الشباب المصري.
وبالإنتقال الى الجانب الإقتصادي، نجد أن الدولة قد سعت نحو التمكين الإقتصادي من خلال دعم مشروعات شبابية متناهية الصغر، وكذلك صقل مهارات الشباب ودعم خبراتهم لنجاح مشروعاتهم المختلفة، إلى جانب التنمية المجتمعية والرياضية من خلال التوسع في إنشاء النوادي والمجمعات الرياضية في شتى ربوع الوطن.
كما اهتمت القيادة السياسية بالمؤتمرات الوطنية للشباب حيث تم عقد العديد من تلك الملتقيات الدولية بحضور رئاسة الدولة، والذي منح اهتماما متناميا بتواجد الشباب ودفعهم للأمام لتثبت الدولة المصرية.
إن الاهتمام بالشباب إنما يأتي من خلال قمة السلطة وصولا الى كافة المناصب التنفيذية، وكذلك السلطة التشريعية والتي شهدت وجود عشرات القيادات الشبابية في اللجان المختلفة سواء بمجلس النواب أو مجلس الشيوخ لتثبت الدولة أن الاهتمام بالشباب هو الأمل وهو المستقبل.
جملة القول: إن الدولة المصرية قد خطت خطوات واسعة إلى الأمام نحو تمكين الشباب، ومنحهم فرصا متنامية لمستقبل أفضل في ظل قيادة سياسية تؤمن بأن من يحمل راية المستقبل هم شباب اليوم، وهو الأمر الذي لم يكن مجرد شعارات أو حديثا نظريا، بل تم تطبيقه على أرض الواقع في كافة مجالات العمل ليكون للشباب دور فاعل، وإيجابي في ظل تغيرات ثقافية ومجتمعية أثرت على الأجيال الناشئة، وهو الأمر الذي يؤكد إيجابية وفعالية دور الدولة في استغلال طاقات الشباب في تنمية الدولة، وإعداد الشباب لمستقبل واعد.
أخبار متعلقة :