بوابة المساء الإخباري

احذروا المُبْطِلين - بوابة المساء الاخباري

عبد السلام بدر

عبد السلام بدر

هناك من يحاولون، بخُبْث، إثبات أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ ويكتب. ويزعم الخُبثاء أن تسمية سيدنا محمد بالنبي الأمي، لأنه وُلِد في " مَكَّة " وهي معروفة بأم القُرَى فسُمي الأُمّي.. ويفسرون الآية الكريمة:{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ}. [ الجمعة: ٢ ] بأن النبي كان يُعَلِّم أصحابه الكتابة مُستَنِدين إلى "يُعَلِمَهُم الكتاب".

وأنا أسأل صاحب هذا الرأي: لماذا لَمْ يُسَمَّ النبي المَكِّي نسبة إلي مكة؟ وكما جاء ذكرها في القرآن أيضا "بَكَّة" فلماذا لم يُسَمَّ بالنبي البَكِّي؟

أما " يُعلِمهُمُ الكِتاب " لا تعني أنه يُدَرِّسهُم ويُعَرِّفهُم الكِتابة. ولكن يَنْقل إليهم بتلاوةٍ شَفَهيِّة ما تلقاه عن طريق الوَحْي شفَهيَّا. و" الكتاب" في الآية تعني القرآن كما جاء ذِكْرُه في أكثر من سورة. فقد أرادوا التَشْكيك وزَعزَعة الثِقة في الثوابت، فإذا تشكَّكَ الناس وصدَّقوا أكاذيبهم بأن النبي كان يعرف القراءة والكتابة عاد الخُبثاء ليقولوا: إن محمدًا هو الذي ألَّفَ القُرآن وكتَبَه بيده. وبذلك يُشَكِّكون في معجزة القرآن ويشككون في رسالته بِرُمَّتِها.

ومن الأَدلَّة على عدم صحة أكاذيبهِم قوله تعالى:

﴿وَما كُنتَ تَتلو مِن قَبلِهِ مِن كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمينِكَ إِذًا لَارتابَ المُبطِلونَ﴾ [ العنكبوت: ٤٨ ]

فمن المعجزات يا محمد أنك أُميُّ لم تقرأ ولم تكتب ولو كنت قارئا و كاتبا مِنْ قبل أن يُوحَىٰ إليك لقالوا: إنك تعَلَّمتَه من الكُتب السابقة أو استنسخته منها..

ودليلٌ آخر علي أمِيِّةِ النبي - صلي الله عليه وسلم - هو ما رواهُ "مسلم" فى صحيحه أن النبى فى كتابةِ صُلْح الحُدَيْبِيَة أَمَرَ " علي بن أبى طالب " أن يَمْحو كلمة ( رسول الله ) بعد اعتراض "سُهَيل بن عُمَر "مبعوث مُشركي مَكَّة عليها.. رَفَضَ " علي " رضي اللهُ عنْه. فقال له النبى: " أَرِنيِها ياعلى" ثم مَسَحَها بيده.. ولو كان النبي يعرف القراءة ما قال لعلى: " أَرِنِيها. " أى ضَعْ إصْبَعَكَ عليها.

أخبار متعلقة :