بوابة المساء الإخباري

بلقاء ممثلي الكنائس الأرثوذكسية في العالم.. البابا تواضروس راعي الوحدة والاتحاد بين الكنائس . المساء الاخباري

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهد المقر البابوي في دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، على مدار  الأسبوع الماضي انعقاد مؤتمر ممثلي الكنائس الأرثوذكسية حول العالم، وذلك تحت رعاية ودعوة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، وناقش المشاركون خلاله عدد من الموضوعات الإيمانية والاجتماعية في مجالي الرعاية والخدمة الكنسية تحت شعار «مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ تَحْصُرُنَا»، وتُعد هذه المرة الأولى التي تجتمع فيها هذه الكنائس بعد توقف دام لما يقرب لــ ٣٤ عاما وذلك منذ آخر لقاء جمع بينهم في عام ١٩٩٠م في عهد الراحل البابا شنودة الثالث بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

ومثل في هذا اللقاء عضوان من كل كنيسة، والكنائس التي شاركت في هذا اللقاء هي: الكنيسة المصرية الأرثوذكسية والروسية والتركية واليونانية وكنيسة الأرثوذكس بالقدس والكنيسة البلغارية والرومانية والقبرصية والسورية ولبنانية والأرمينية والبولندية والإريترية وألبانية. 

وافتتح البابا تواضروس الثاني المؤتمر بكلمة ترحيبية أكد فيها  على أن بناء علاقات المحبة في المسيح، وتعميق فهمنا لبعضنا البعض، والحوار المستمر، والصلاة بلا هوادة من شأنه أن يأخذنا جميعًا إلى قلب المسيح"، وأن "نحن بحاجة إلى أن يكون لدينا صوت أرثوذكسي واحد" " مشدداً على ضرورة بناء رؤية مشتركة للقضايا الاجتماعية العالمية التي تشكل الآن مصدر قلق كبير لكنائسنا. 

ومن جانبه أكد بطريرك الكنيسة التركية برثلماوس الأول في رسالته على أن اهتمامنا وتفانينا في مهمة الوحدة المسيحية، ينبع من الشعور بالمسئولية ومن القناعة بأن التفاهم المتبادل والتعاون لهما أهمية أساسية إذا لم نرغب أبدًا في وضع عقبة في طريق إنجيل المسيح" (1 كورنثوس 9: 12) مع كون الهدف المشترك هو «الاستعادة النهائية للوحدة في الإيمان والمحبة الحقيقيين.»

والتقى ممثلو العائلتين الأرثوذكسيتين في جو من المحبة الأخوية المسيحية على المائدة المستديرة، وقد أدركوا الخطوات الناجحة للحوار مع وضع التدابير الملموسة اللازمة لاستعادة الشركة الكاملة من خلال النظر في "خريطة الطريق" التي أعدتها سابقًا مجموعة العمل من المندوبين الرسميين في أثينا، 24-25 نوفمبر 2014.

وأكد المجتمعون على أن الكنائس تنظر إلى الاتحاد غير القابل للانفصال والمحب بين الرجل والمرأة في الزواج المقدس باعتباره "سرًا عظيمًا" (أف 5: 32)، يعكس العلاقة بين المسيح والكنيسة، على النقيض من بعض المناهج المعاصرة للزواج. ومن هذا الاتحاد تنشأ الأسرة التي تعتبر الأساس الوحيد لولادة الأطفال وتربيتهم وفقًا للخطة الإلهية، لذلك تعتبر كنائسنا الأسرة "كنيسة صغيرة" وتوفر لها الرعاية الرعوية والدعم المناسبين.

كما أكدت الكنائس على أنها ترفض بشكل قاطع تبرير العلاقات المثلية ضمن ما يسمى «الحرية الإنسانية المطلقة» التي تسبب الأذى للإنسانية، إن كنائسنا، في حين تؤكد إيمانها الكامل بحقوق الإنسان والحرية، تؤكد أيضًا أن حرية المخلوق ليست مطلقة إلى حد التعدي على وصايا الخالق وكسرها.

واتفقت الكنائس الأرثوذكسية بالإجماع على استمرار عمل اللجنتين الفرعيتين المشتركتين المعنيتين بالقضايا الليتورجية والرعوية، كما اتفقت على زيارة الرئيسين المشاركين للجنة لرؤساء الكنائس الأرثوذكسية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية لإبلاغهم بالنتيجة الإيجابية للحوار واستقبالهم.

واختتم اللقاء بتأكيد الكنائس الأرثوذكسية على ضرورة مواصلة اللقاءات وتبادل الزيارات في الفترة المقبلة، تدعيمًا لخدمة الكنائس الأرثوذكسية ومواجهة التحديات الاجتماعية التي تؤثر على الأسرة المسيحية بكافة الأشكال.

حوار مستمر 

ومن جانبها قالت النائبة الدكتورة عايدة نصيف أمين سر لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، عضو البرلمان الدولي ، واستاذ ونائب قسم العلوم الإنسانية بكلية  العلوم  اللاهوتية بالانبا رويس بالقاهرة وفروعها، في تصريح خاص لـ«البـوابـة» ان الحوار المسكوني بين الكنائس الشرقية، بقيادة قداسة البابا تواضروس الثاني، شهد تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، حيث يعكس هذا الحوار رغبة متزايدة في تحقيق الوحدة المسيحية وإزالة الحواجز  التاريخية التي طالما فصلت بين الكنائس. ومن خلال اللقاءات المسكونية ، نجد الاتجاه الى 

وأضافت "نصيف" بان تعزيز الحوار كانت واحدة من أهم نتائج الحوار المسكوني وهي تفعيل النقاشات بين الكنائس، لا سيما فيما يتعلق بالمفاهيم الكنسية الرئيسية  هذه النقاشات أتاحت مساحة أكبر للفهم المتبادل، وقلصت من الفجوة الفكرية بين الكنائس.

وتابعت " نصيف": إلى جانب الحوارات الرسمية، ساهمت اللقاءات المسكونية في بناء علاقات شخصية وثيقة بين القادة الدينيين من مختلف الكنائس. هذه العلاقات كانت حجر الزاوية لتعزيز الثقة المتبادلة، مما يسهم في التخفيف من التوترات التاريخية.وأود أن أؤكد أن قداسة البابا تواضروس الثاني لعب دورًا محوريًا في هذا الجانب، حيث سعى بشكل دائم إلى تهيئة بيئة من الانفتاح والحوار البناء.

واستطردت" نصيف"،  فالحوار المسكوني لم يقتصر على النقاشات اللاهوتية فحسب، بل امتد أيضًا إلى مجالات التعاون العملي، خاصة في القضايا الاجتماعية والإنسانية. فقد تم الاتفاق على ضرورة توحيد الجهود المسيحية في مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية والإيمانية، اللاجئين، وحماية البيئة. هذه الخطوات العملية تعزز دور الكنائس في المجتمعات المحلية، وتساهم في تعزيز رسالة المسيحية كدين يدعو إلى العدالة والسلام.

وأكدت "نصيف على أنه في بعض اللقاءات، اتفقت الكنائس الشرقية على إصدارات مشتركة تعالج القضايا الأخلاقية المعاصرة، مما يعكس الاتجاه الى  وحدة الفكر المسيحي في مواجهة التحديات الثقافية الحديثة، وتساهم في تقديم رؤية متكاملة تقوم على القيم المسيحية التقليدية.

وأشارت "نصيف" إلى أن أحد أهم المخرجات التي يمكن اعتبارها إنجازًا في الحوار المسكوني هو تعزيز فكرة "الوحدة في التنوع". فقد بات هناك فهم أكبر بأن الكنائس، على الرغم من اختلافاتها الطقسية واللاهوتية، تشترك في الأسس الإيمانية. هذه الفكرة تساعد في تعزيز الاحترام المتبادل وتشجيع العمل المشترك دون الحاجة إلى فرض تطابق كامل بين الكنائس.

واختتمت النائبة الدكتورة عايدة نصيف أمين سر لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، عضو البرلمان الدولي، وأستاذ ونائب قسم العلوم الانسانية بكلية  العلوم اللاهوتية بالأنبا رويس بالقاهرة وفروعها، بأن الحوار المسكوني بين الكنائس الشرقية بقيادة قداسة البابا تواضروس الثاني يُعدّ خطوة هامة نحو تحقيق وحدة مسيحية أكبر. وبالرغم من التحديات التي لا تزال تواجه هذه الجهود، إلا أن التقدم المحرز يُظهر أن الأمل في الوحدة المسيحية ليس بعيد المنال. الحوار المستمر وتعاون الكنائس في مواجهة التحديات المعاصرة يؤكدان أن الأمل في الوحدة المسيحية ليس ببعيد.

 

النائبة الدكتورة عايدة نصيف

وقال المفكر القبطي كمال زاخر في تصريح خاص لـ«البـوابـة»  بأن هذه الجلسة والتوصيات خطة إيجابية وإن جاءت متأخرة ، فتشكيل اللجان أعلن عنه في 2014 وبعد عشر سنوات لكن عموما هناك مبدأ بأن تأتي متأخرا خيرا من ألا تأتي، فيبدو أن العمل في هذا المجال يتم ببطء ولكن للأمام، بهدوء ولكن بقوة وهي قوة مستمده من عمل الروح القدس ، الذي يترجم وصية السيد المسيح أن يكون الكل في واحد .

المفكر كمال زاخر

وأضاف "زاخر" بان البيان كان واضحا في تحديد القضايا الملتبثه بحسم علي رفضه لخطيئة الجنسية المثلية باعتبارها مرضا ويستوجب العلاج .

وعلق كذلك الدكتور رامي عطا صديق أستاذ مساعد بالمعهد الدولي العالي للإعلام أكاديمية الشروق، بأن هذا الحوار مهم يعكس روح المحبة والتعاون، استمراره مهم ومسئولية كل القيادات الدينية الحالية أمام الأجيال المقبلة. 

وأضاف "صديق" بأن هذا اللقاء يساعد على الفهم المشترك والمتبادل، ويبني الثقة بين المسيحيين بعضهم مع بعض على مستوى العالم.

وتابع "صديق": وهذا اللقاء بحث فيه قضايا وموضوعات مشتركة بين الكنائس بشفافية.
 

 راعي الوحدة

منذ أن اعتلى البابا تواضروس الثاني الكرسي المرقسي في عام 2012م وهو يحاول جاهداً أن يصنع علاقات طيبة مع مختلف الكنائس بمصر وخارجها، واضعاً في نصب عينيه "الوحدة بين الكنائس" والوحدة هنا وحدة في الرؤية أكثر من كونها وحدة إدارية، وحدها هدفها نبذ التعصب وبث المحبة والتعاون بين الكنائس وبعضها.      

فأخذ البابا ” المحبة لا تسقط أبدًا ”  … كشعاراً له؛ فرفعه قولًا وعملًا بإيمان وثقة، فراح يبنى جسورًا من الود والحب والتعاون بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وكنائس العالم كله.

وفي ذات السياق تسلط "البوابة" الضوء على مجهوداته المسكونية.

◀ زار قداسته غبطة البابا فرنسيس الأول بابا الفاتيكان فى 10 مايو 2013 م، واتفقا على أن يكون هذا اليوم هو يوم دائم للصداقة بين الكنيستين، تحتفل الكنيستان به سنويًا، وقام غبطة البابا فرنسيس برد الزيارة فى 28 أبريل 2017م.

◀ فى نهاية شهر أكتوبر 2014 م ، قام بزيارة تاريخية مع وفد كنسي رفيع المستوى إلى الكنيسة الروسية الأرثوذكسية ، وتقابل مع صاحب القداسة البطريرك كيريل، واتفقا على تشكيل لجنة تعاون مشترك بين الكنيستين لمزيد من التواصل، ليس فى الحوار اللاهوتي فقط ، وإنما في المجالات التعليمية والاجتماعية والرهبانية ، لمزيد من الانفتاح والتواصل و التعاون بين الكنيستين.

◀ فى أول سبتمبر 2014م ، زار مجلس الكنائس العالمى ، وتقابل مع الأمين العام الدكتور أولاف ، وألقي خطابًا رائعًا عن كنيستنا ، كما أجاب على الأسئلة التى طرحها الحاضرون والذين يمثلون بعض الهيئات العامة فى المجلس .

◀ زار قداسته الكنيسة الأثيوبية الشقيقة فى سبتمبر 2015 م ، ردًا على زيارة أبينا متياس الأول بطريرك أثيويبا.

◀ حرص قداسته على حضور احتفال هيئة ( برو أورينتا ) باليوبيل الذهبى لتأسيسها (1964 – 2014 م ) ( وهى الهيئة المعنية بالحوار بين الكنائس الأرثوذكسية فى الشرق والكنيسة الكاثوليكية فى الغرب) ، فى العاصمة النمساوية فيينا مع البطريرك المسكونى برثلماوس الأول ، وكاردينال النمسا شينبورن، والكاردينال كورت كوخ مندوب البابا فرنسيس بابا روما ، مع لفيف من الآباء الأساقفة والكهنة والرهبان وأساتذة الجامعات .

◀ زار قداسته اليونان من  ديسمبر 2016 م ، فى زيارة تاريخية فتح خلالها آفاقًا جديدة فى العلاقات المسكونية مع الكنيسة اليونانية، وتقابل فيها مع الأنبا أيرونيموس الثانى رئيس أساقفة أثينا وسائر اليونان .

◀ زار الفاتيكان مايو 2023م والتقى البابا فرانسيس بابا الفاتيكان وأقيمت صلوات مشتركة بين الكنيستين؛ لتصبح أول صلاة في التاريخ لغير الكاثوليك داخل جدران الفاتيكان.

ونتيجة لهذه الروح المسكونية الكبيرة، فقد نال قداسته تقدير الهيئات العالمية فى الشرق والغرب، وأقدم هنا مثالًا واحدًا على هذا ، وهو حصول قداسته على جائزة ” صندوق وحدة الشعوب الأرثوذكسية ” فى مايو 2017 م، وهى أعلى جائزة تمنحها الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، وجاء فى حيثيات منح الجائزة أن قداسته يُمنح الجائزة ، نظرًا للنشاط المتميز الذى يقوم به فى تعزيز وحدة الشعوب المسيحية الأرثوذكسية وتعزيز القيم المسيحية فى حياة المجتمع .
 

 

صورة تذكارية لممثلي الكنائس الأرثوذكسية في العالم


 

البابا تواضروس الثاني مع بطريرك الكنيسة الروسية
البابا تواضروس الثاني 

 

 

أخبار متعلقة :