محمود عبدالباسط
محمود عبد الباسط
في كل عام تحل علينا ذكرى انتصارات اكتوبر المجيدة لتحمل لنا معها أمجادا وبطولات غالية لقواتنا المسلحة الباسلة.. قادة وجنودا.. والذين أزاحوا بأرواحهم ودمائهم دنس الاحتلال عن أرض سيناء الطاهرة.. ولكي تعود أرض الفيروز كاملة مكتملة تحت السيادة المصرية أرضا وجوا وبحرا.
والحقيقة أن نصر السادس من اكتوبر من عام ١٩٧٣ لازال يرفرف في صدورنا ويزداد توهجا كلما نظرنا لما تقوم به عصابة الكيان الإسرائيلي من جرائم وحشية في حق المدنيين من أشقائنا في فلسطين ولبنان كل يوم بدم بارد ووسط صمت وتواطيء عالمي وإقليمي.
وتدعي إسرائيل كذبا - بقتلها للأبرياء - أنها تدافع عن نفسها.. بالرغم من أن سجلها منذ نشأتها كالسرطان في قلب الوطن العربي- حافل بالجرائم على كل لون وشكل.. تغتال المقاومين والمدافعين عن أرضهم.. وتقتل معهم الشيوخ والنساء والأطفال في المدارس والمستشفيات والمخيمات، وهى تعلم تماما بأنهم مدنيون ليسوا في خط المواجهة العسكرية الصريحة، ومع ذلك تقتل الجميع حتى العجزة والمصابين، لنشر الرعب والإرهاب في نفوس كل من يقكر في المطالبة بحقه في العودة إلى أرضه.
وقتل الأبرياء هو نهج اعتادت عليه إسرائيل على مدار الوقت كنوع من الضغط النفسي على قادة من يقاومونها سواء كانت تلك المقاومة جيوشا نظامية مثل الجيش المصري في حرب الاستنزاف عندما قامت بقصف مدرسة بحر البقر الابتدائية بالشرقية، أو كانت حركات مقاومة مسلحة مثل حماس وفتح وحزب الله حيث تقوم بقصف متعمد لمنازل المدنيين ومراكز الإيواء والمستشفيات.
وتظل جريمة إسرائيل ضد الرحلة رقم 114 - لطائرة الخطوط الجوية العربية الليبية في فبراير من عام 1973 فوق شبه جزيرة سيناء - هى مثال صارخ لسجل جرائم الاحتلال ضد الأبرياء والمدنيين بغرض الضغط على صاحب الأرض نفسيا للتسليم وعدم التفكير في الرد أو المقاومة.. حيث كانت الرحلة 114 قادمة من مطار طرابلس بليبيا إلى مطار القاهرة الدولي مرورا ببني غازي.. وبسبب سوء الأحوال الجوية اعتمد قائد الطائرة على الطيار الآلي الذي جنح بالطائرة للتحليق بالخطأ فوق سيناء المحتلة من العدو الإسرائيلي في ذلك الوقت، وعندها أصدرت إسرائيل حكمها بالإعدام على ركاب الطائرة بالرغم من تحققها من أنها طائرة مدنية، حيث اعترف لاحقا أحد الطيارين الإسرائيليين - الذي شارك بطائرته الحربية المقاتلة مع طائرة أخرى في إطلاق النيران صوب الطائرة المدنية وإسقاطها بمن فيها فوق سيناء - اعترف الطيار الحربي الإسرائيلي بأنه رأى بعينه الركاب المدنيين داخل الطائرة، وأن الطائرة لم تكن تمثل أي تهديد أو خطر ورغم ذلك كانت الأوامر من رئيس الأركان الإسرائيلي بإسقاط الطائرة، والتي راح ضحيتها 108 راكبا، معظمهم من الليبيين والمصريين، وكان من بينهم وفد التلفزيون العربي العائد من ليبيا وعلى رأس الوفد الإعلامية والمذيعة المصرية سلوى حجازي.. كما كان من بين الضحايا وزير الخارجية الليبي الأسبق صالح بويصير.
فرحمة الله على شهدائنا الأبرار وابطال مصر البواسل، الذين استردوا أرض سيناء وسماءها من الكيان الغاشم المجرم عدو الله وعدو الإنسانية.
أخبار متعلقة :