بوابة المساء الإخباري

سر اختيار السادس من أكتوبر.. بين الاستراتيجية العسكرية والمفاجأة . المساء الاخباري

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نحن الآن على أعتاب ذكرى السادس من أكتوبر، تلك المناسبة التي تجسد أعظم انتصارات الجيش المصري، كل عام في مثل هذا الوقت، نحتفل بهذا اليوم الخالد، حيث مر 51 عامًا على النصر الذي أعاد للأمة كرامتها، ولكن هل تساءلنا يومًا عن سر اختيار يوم 6 أكتوبر تحديدًا، والشهر والسنة؟ هل كان اختيار هذه التواريخ مجرد صدفة أم تخطيطا استراتيجيا دقيقًا؟. 

لماذا تم اختيار يوم السادس من أكتوبر؟

تؤكد الدراسات العسكرية أن اختيار يوم 6 أكتوبر لم يكن محض صدفة، بل كان قرارًا مدروسًا بعناية فائقة، حيث يعود اختيار هذا اليوم إلى كونه يوافق عيد "يوم كيبور" لدى العدو الإسرائيلي، وهو يوم مقدس يتفرغ فيه الجنود اليهود للصلاة والعبادة، في هذا اليوم، كانت وسائل الإعلام الإسرائيلية تتوقف عن البث، والجنود يعطون إجازة للاحتفال، مما خلق حالة من الارتخاء داخل صفوف العدو.

قرر القادة المصريون استغلال هذا التوقيت لضمان أن يكون الهجوم مفاجئًا تمامًا، وجاء توقيت هجوم السادس من أكتوبر في الساعة الثانية ظهرا متزامنًا مع ذروة احتفالات العدو الدينية، حيث يكون الانشغال في قمته، ما أتاح للقوات المصرية والسورية البدء في هجوم مشترك دون مواجهة استعدادات قوية من العدو.

السر وراء اختيار شهر أكتوبر

أما اختيار شهر أكتوبر، فقد جاء بناءً على عوامل عدة، أهمها حالة المد والجزر في قناة السويس، في هذا الشهر، تكون سرعة التيار واتجاهه مثاليين لعبور القوات المصرية القناة بسهولة وبأقل الخسائر. إضافة إلى ذلك، فإن شهر أكتوبر يشهد العديد من العطلات الرسمية لدى العدو، بما في ذلك يوم السبت الذي يكون فيه العدو في حالة استرخاء كامل.

في هذا السياق، كان الجيش المصري يهدف إلى استغلال هذه العوامل الطبيعية والاجتماعية لضمان تقليل الخسائر وزيادة فرص النجاح. فضلاً عن أن هذا الشهر كان يضمن لقواتنا المسلحة أن تكون في مواجهة جيش إسرائيلي أقل استعدادًا، ما سهل عملية العبور والهجوم المباغت.

السادس من أكتوبر

عام 1973.. عام المفاجأة العسكرية
أما بالنسبة لاختيار عام 1973، فقد جاء بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة حصلت عليها القيادة المصرية، تشير إلى أن إسرائيل كانت تستعد لتحديث وتسليح جيشها في عام 1974، ما يعني أن تأخير الهجوم حتى ذلك الوقت كان سيعطي العدو ميزة كبيرة.

من هنا، قررت القيادة المصرية بقيادة الرئيس الراحل أنور السادات تنفيذ خطة الهجوم المفاجئ في عام 1973 قبل أن يتمكن العدو من تعزيز قدراته العسكرية، وبفضل هذا القرار الحاسم، استطاعت القوات المسلحة المصرية أن تحقق انتصارًا تاريخيًا.

اجتماع القادة والتخطيط النهائي
اجتمعت القيادات العسكرية المصرية، بحضور عشرين ضابطًا من كبار القادة، في جلسات مكثفة لمناقشة موعد الهجوم، واستمرت هذه المناقشات حوالي عشر ساعات، وانتهت بالتصديق النهائي من الرئيس السادات على خطة الهجوم في 6 أكتوبر 1973، الساعة الثانية ظهرًا.

يظهر هذا التخطيط الدقيق والذكي عبقرية الجيش المصري وعزيمته، بقيادة الرئيس السادات، فكان هذا الانتصار خير شاهد على قوة الجيش المصري وإيمانه بالله، واحترافيته في تنفيذ العمليات العسكرية.

أخبار متعلقة :