بوابة المساء الإخباري

إلى أين ستنتهي حروب إسرائيل؟‏ - بوابة المساء الاخباري

جمال رشدي

جمال رشدي

انتقلت الحرب الإسرائيلية من غزة إلي لبنان، وتتمحور أهدافها حول حقل كاريش للنفط والغاز الطبيعي في المياه الإقليمية بحوض البحر الأبيض المتوسط ويبعد 100 كلم عن السواحل الإسرائيلية وحوالي 75 كيلو من ساحل حيفا وهناك حقل " قانا " الذي يقع شمال حقل كاريش وهناك حقول أخري في ذلك المربع الجغرافي، بجانب نهر الليطاني اكبر انهار لبنان بطول 170 كلم من منبعه شرقا شمال سهل البقاع إلي مصبه غربًا في البحر الأبيض المتوسط وتبلغ سعته 750 مليون متر مكعب سنويًا، وهنا ستضع إسرائيل يدها علي الغاز والنفط، والماء تلك الأهداف الخفية للحرب، بجانب الأهداف العلنية المصنوعة سلفًا والمتمثلة في القضاء علي حزب الله.

والسؤال المطروح أين ستمتد الحرب بعد ذلك؟ العام الماضي أعلنت العراق في مؤتمر ببغداد علي لسان رئيس وزرائها وبحضور ممثلين عن 10 من دول الجيران، عن مشروع " طريق التنمية " سيشمل خط سكك حديدية يربط ميناء الفاو الكبير جنوبي البصرة بالحدود الشمالية مع تركيا، ذلك الطريق سيكون حلقة وصل وسلاسل إمداد تجاري وأنابيب لنقل الغاز إلى أوروبا ودول الشرق الأوسط، بل وبين الصين والهند ودول القارة العجوز، وسيكون هذا الطريق أحد روافد طريق الحرير الصيني في منطقة الشرق الأوسط، ولذلك ستخطط إسرائيل للوصول إلي ميناء الفاو والاستيلاء عليه لما يمثله من أهمية جغرافية وتجارية ولما يحتويه من آبار غاز ونفط، وسيمنح إسرائيل حصار إيران والتواجد علي حدودها الجغرافية.

أما بخصوص سوريا، قد وقعت مع الصين مذكرة تفاهم تتعلق بالتعاون في إطار " طريق الحرير الصيني أو " الحزام والطريق " فسوريا تمثل ممرا بريا حيويا للطريق نحو أوروبا، بجانب أن سوريا ستمثل نقطة الربط والتوزيع للطريق ما بين أسيا وأفريقيا وأهم نقاط الطريق والذي تعمل على تجهيزه سوريا الآن طريق (شرق -غرب) من طرطوس حتى الحدود العراقية، بالطبع ستتحرك إسرائيل وتربط ما بين تواجدها بين تلك المنطقة والفاو.

وبناء على خطة الجنرالات الإسرائيلية ومن قبلها ما تم تسريبه عن وثائق استخبارات إسرائيلية، بنقل سكان غزة إلى سيناء حتى تستطيع استكمال أهداف مخطط الشرق الأوسط الجديد والمتمثل في مرتكزة اللوجستي والملاحي في قطاع شمال غزة، وأمام رفض القيادة المصرية وصعوبة الدخول مع مصر في صدام عسكري ستكون عواقبه وخيمة ليس على المخطط بل على وجود دولة إسرائيل نفسها، هنا بدأ التفكير في مكان بديل وحسب بعض المقترحات ستكون الأراضي اليمنية هي المكان المناسب بسبب سهولة التهجير بدون أي مقاومة، وربما يحدث ذلك بالاتفاق مع الحوثيين مقابل عدم استهداف قادتهم أو ضرب معاقلهم والقضاء عليهم مثلما ما حدث مع حماس وحزب الله، أو سيكون هذا بالعمل العسكري أن تطلب الأمر، وهناك أيضا جزر سقطرى التابعة لإقليم حضرموت ستكون هدف إسرائيل الهام في المنطقة، وتتكون من 6 جزر علي المحيط الهندي وتمثل مرتكزا بحريا هام لطريق الحرير الصيني، وتشكل حلقة للوصول إلى البر الآسيوي )الجزيرة العربية( وإلى البر الإفريقي بالإضافة إلى وقوعها على طريق هام لنقل النفط العالمي عن طريق باب المندب وقناة السويس، وهي من اهم المواقع الجغرافية في المنطقة بعد موقع مصر.

فهل ستنجح تحركات إسرائيل لإتمام باقي المخطط؟ وهل هناك اتفاق بين القوي العالمية ودول المنطقة علي تشكيل قطب شرق أوسطي يتبادل المصالح والمنفعة للجميع دون صراع عالمي؟ أم ستظهر بعض القوى العالمية في المشهد في الوقت المناسب لمنع تحرك إسرائيل؟

أخبار متعلقة :