بوابة المساء الإخباري

مؤمن الجندي يكتب: حسن "سبانخ" الكرة المصرية

في فيلم الأفوكاتو، يلعب عادل إمام دور "حسن سبانخ"، محامٍ ذكي وماكر يستغل ثغرات القانون لمصالحه الشخصية، ويستطيع بحيله الالتفاف على القوانين وإثارة الفوضى للوصول إلى أهدافه، هذا الدور يجسد نموذجًا ساخرًا للشخصيات التي تلتف على النظام بأساليب ملتوية وتستفيد من غياب تطبيق صارم للقوانين لتحقيق منافع شخصية على حساب العدل والمساواة.

وإذا أردنا إسقاط هذه الشخصية على مشهد كرة القدم داخل اتحاد كرة القدم في مصر وبعض الدول العربية بالمناسبة، نجد أوجه تشابه ملحوظة بين شخصية "حسن سبانخ" وسلوك اتحاد الكرة.

ففي كرة القدم، تتجلى أحيانًا غياب قوانين صارمة وواضحة في العقوبات، مما يؤدي إلى ظهور قرارات غير منطقية أو متحيزة في بعض الأحيان. 

وتتكرر حوادث تتعلق بعدم الحسم، مثل عقوبات غير متساوية على أفعال مشابهة، أو إلغاء عقوبات لبعض اللاعبين والأندية نتيجة ضغط جماهيري أو مصالح خاصة.

غياب القوانين الحاسمة أو تطبيقها بمرونة مفرطة.. كفاية!

 

غياب القوانين الحاسمة أو تطبيقها بمرونة مفرطة، يشبه تمامًا أسلوب "حسن سبانخ" في الفيلم، إذ يستغل ثغرات القانون لتحقيق رغباته الخاصة دون أدنى اكتراث بأخلاقيات المهنة أو العدالة.. وبالمثل، أدى إدارة اتحاد كرة القدم التي تتعامل بمرونة مفرطة مع العقوبات إلى فقدان ثقة الجمهور، حيث يرى المشجعون أن التلاعب والثغرات هي التي تتحكم بمسار الأمور، وليس مبادئ العدل والمساواة.

وفي النهاية، فيلم الأفوكاتو كان رسالة نقدية واضحة إلى المجتمع، مفادها أن غياب القوانين الصارمة وإتاحة المجال للالتفاف والتحايل، لا يسفر إلا عن فساد أخلاقي وانهيار في منظومة العدالة.

هذا الدرس يمكن إسقاطه بقوة على بعض جوانب الرياضة اليوم، حيث يمكن أن يؤدي التطبيق العشوائي أو المرن للقوانين إلى فوضى رياضية ومجتمعية تُضعف من مصداقية الهيئات الرياضية، وتعزز من ثقافة "التلاعب والنفوذ" بدل ثقافة الشفافية والعدالة، فلا بد من وقفة “كفااااااااية”.

لقد كان "سبانخ" يختار أن يدخل إلى السجن باختياره، لأنه يعلم أنه سيخرج منه.. فلو كل مسؤول، مدرب، لاعب، حكم، جمهور.. الخ، تيقن أن العقاب "هشًا" إذن فلنكن كلنا سبانخ!

 

للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا

أخبار متعلقة :