لعل مرارة الإحساس بالظلم هي ما تطرح السؤال عن هل يجوز الدعاء بالموت على من ظلمني ؟، فحين تنعدم حيلة المظلوم ويقيده العجز فيتجرع الظلم غصبًا وقهرًا ويحترق قلبه، فلا يجد خلاصًا دون الدعاء بالموت على ظالمه، من هنا ينبغي معرفة هل يجوز الدعاء بالموت على من ظلمني ؟.
هل يجوز الدعاء بالموت على من ظلمني
قال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن دعاء المظلوم على من ظلمه أمر جائز ومشروع، كما ورد في الآيات والأحاديث، ومع ذلك، يُفضل أن ينشغل الإنسان بما ينفعه، بدلاً من الانشغال بالانتقام أو الدعاء على الآخرين.
وأوضح “ شلبي” في إجابته عن سؤال : هل يجوز الدعاء بالموت على من ظلمني ؟، أنه إذا كنت تشعر بالحاجة للدعاء، يمكنك توجيه دعائك لنفسك أو طلب الخير من الله لك ولمن حولك، ولكن، إذا وجدت نفسك في حالة من الظلم الشديد، فلا إثم في الدعاء على الظالم.
وأضاف أن الله سبحانه وتعالى سميع عليم، وهو يعلم ما في قلوبنا، مشيرًا إلى أن من المهم أن يدرك الظالم أنه سيُسأل عن أفعاله، وعليه أن يتقي الله ويأخذ بعين الاعتبار عواقب دعوات المظلومين، فقد يصيبه شيء بسبب ظلمه.
الدعاء على من ظلمني بالموت
ورد كثيرون أولئك المظلومين الذين يلجأون إلى الدعاء على الظالم بالموت ظنًا منهم أن وقوع الظالم في الهلاك قد ينزل بردًا وسلامًا على قلوبهم المحترقة بنيران الظلم، لكنه مجرد اعتقاد خاطئ ، حيث إنه رغم جواز الدعاء على الظالم كما ورد في القرآن الكريم بقول الله تعالى: ««لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ»، إلا أن رخصة الدعاء على الظالم تحدد لها مجموعة من الضوابط والشروط ، وهي أن يدعو المظلوم على من ظلمه أي أن الدعاء على الغير يكون في حالة الظلم فقط بمعنى لا يتجاوز الدعاء على الظالم ولا أحد غيره، كما يجوز للمظلوم في الدعاء على الظالم أن يشتكي منه ويجهر له بالسوء كما جهر له، دون أن يكذب عليه أو يزيد في مظلمته، ودون أن يتعدّى بشتم غيره، إلا أن العفو عن الظالم أولى وأفضل.
ورد بالكتاب العزيز والسُنة النبوية الشريفة أنه جاء النهي عن الدعاء على الظالم بالهلاك وهو ما يفوق ما يستحقّه من عقوبةٍ، أو الدعاء على الظالم بهلاك أولاده وذهاب أهله ونحو ذلك من الدعاء على من له علاقةٌ به رغم عدم حصول جنايةٍ منهم على العبد، فهذا منهيٌّ عنه لما فيه من أذيّةٍ لمن لم يتعدّ عليه.
حكم الدعاء على من ظلمني
ورد في حكم الدعاء على من ظلمني أنه يجوز للعبد المظلوم الدعاء على الظالم أي أن يدعو على ظالمه ، فقد قال الله -تعالى- في القرآن الكريم: «لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ»، وجاء في تفسير ابن كثير حول الآية الكريمة السابقة عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنّ الله لا يحب بأن يدعو أحدًا على أحدٍ إلّا إن كان مظلومًا، فقد أجاز الله سبحانه وتعالى للمظلوم أن يدعو على من ظلمه، فهي رخصة للمظلوم تعطيه حق الدعاء على الظالم ، كما جاء في تفسير السعديّ حولها أيضًا، أي يجوز للعبد المظلوم الدعاء على الظالم .
أخبار متعلقة :