يبذل العلماء حول العالم جهودًا حثيثة لإنقاذ الأنواع المهددة بالانقراض والحفاظ على التوازن البيئي، ومع تزايد تأثيرات التغير المناخي، والتوسع العمراني، وفقدان الموائل الطبيعية، أصبح الحفاظ على الأنواع النادرة أكثر أهمية من أي وقت مضى، وتسعى الفرق البحثية والمؤسسات البيئية لتطوير أساليب علمية مبتكرة، بدءًا من برامج إعادة التوطين وتربية الحيوانات في الأسر، إلى استخدام تقنيات الاستنساخ وتعديل الجينات، وتعد هذه الجهود الجماعية خطوة حيوية في صون إرث الحياة على كوكب الأرض، حيث إن إنقاذ الأنواع المهددة لا يحمي فقط هذه الكائنات، بل يسهم في الحفاظ على التوازن البيئي ودعم صحة الأنظمة البيئية التي تعتمد عليها البشرية.
حيث أعلن علماء أمريكيون عن تحقيق إنجاز كبير في جهود حماية الأنواع المهددة بالانقراض، بعد نجاحهم في تزويج أنثى "نمس ذي القدم السوداء"، تم استنساخها من أنسجة وراثية تعود لعام 1988، مع ذكر من نفس الفصيلة، ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن التزاوج أثمر عن ثلاثة أجنة، لكن للأسف توفي أحدهم، فيما بقي الآخران بصحة جيدة ويخضعان لمراقبة طبية دقيقة.
أما عن النمس المستنسخ، الذي يحمل اسم "أنطونيا"، تم استنساخه باستخدام خلايا وراثية، وتم تزاوجه مع ذكر يدعى "أورشين" في حديقة "سميثسونيان الوطنية" بولاية فيرجينيا الأمريكية، ويعتبر هذا التزاوج الأول من نوعه ضمن جهود إعادة توطين فصيلة "النمس ذي القدم السوداء" في البرية، وهي واحدة من أكثر الأنواع عرضة للانقراض في أمريكا الشمالية، وقد عبّر علماء الحديقة عن سعادتهم بهذا الإنجاز الذي يفتح آفاقًا جديدة للمحافظة على التنوع الحيوي.
وأكد “بول ماريناري”، كبير أمناء حديقة سميثسونيان الوطنية، أكد على أن ولادة الأجنة تُعدّ محطة هامة في مسار الحفاظ على الأنواع المهددة، مشيرًا إلى أن هذه العملية تمثل نموذجًا ملهمًا للبرامج العالمية للحفاظ على التنوع الحيوي، وأعرب عن تفاؤله بمستقبل هذه البرامج، مشددا على أهمية التعاون المستمر مع العلماء وخبراء البيئة لتحقيق الهدف الأكبر في حماية التنوع البيولوجي.
ومن جهتها، أوضحت حديقة "سميثسونيان الوطنية" في بيان صحفي أن نجاح تزاوج هذا النوع من الحيوانات المستنسخة هو دليل على التقدم المحرز في البحوث الوراثية المستخدمة في حماية الأنواع، وأشارت الحديقة إلى أن هذا الإنجاز يثبت جدوى تكنولوجيا الاستنساخ في توسيع التنوع الجيني للأنواع المهددة، ويُتيح الفرصة لاستمرارية تكاثرها في المستقبل، مما يزيد من فرص بقاء هذه الأنواع في البيئة الطبيعية، ويمثل هذا النجاح خطوة محورية نحو تعزيز استدامة النمس ذي القدم السوداء، خاصة مع الصعوبات الوراثية التي واجهتها مشاريع التعافي السابقة، ويأمل العلماء أن يكون هذا الإنجاز نقطة انطلاق نحو ابتكارات أخرى في مجال حماية التنوع الحيوي، ما يعزز من الجهود الرامية للحفاظ على التوازن البيئي العالمي.
أخبار متعلقة :