موقع بوابة المساء الاخباري

نورهان حشاد تكتب: بالحب تزهو الحياة .. بوابة المساء الاخباري

الحب هدية السماء إلى الارض،ونعمه أورثها سيدنا آدم إلى أبنائه، وهو علاج نفسي رباني له مفهوم واسع ليس مجرد الحب العاطفي الذي يفهم اتجاه الأشخاص فقط، وليس بالضرورة أن يكون رجلاً متيماً بأنثى أو العكس.
الحب يشمل كل شيء في الحياة اولا حبك لله، حبك لذاتك، حبك لشيء مادي، حبك لكوب قهوتك،‏ حبك تجاه مشروبك الصباحي ، تجاه معزوفتك المفضلة،‎ تجاه البحروالغروب ،تجاه النباتات، تجاه الأطفال ، حبك لحيوانك الأليف ،للذكريات والمواقف والأحداث.
الحب قد يكون دعاء أمٍ في جوف الليل قد يكون أخًا او أختًا يحتضنك لو أنكرك الجميع.
قد يكون كتف صديق تستند عليـه متى ما دكت الحياة حواجزك.

لانكتب للحب ذاته لانه فطرة إنسانية ولدت معنا لانحتاج أن نتعلمها بل أن نتعلم كيف نعبر عنها وكيف نشبعها وكيف نسيطر عليها ،الحب ليس حراماً ولا أثماً ولا عاراً يُخجل منه أو يُستر.

نكتب للحب لأنه الأجدر في انتزاع همومنا ،وضخ السعادة في أجسادنا، لأنه وحده سبباً كافياً للحياة .
فالحب حق من حقوقك أنت ونفسك أحق بالحب وأولى من غيرها ولها الأحقيقة بأن تكون اول من تغمرها بحبك بعد حب الله وحب رسوله .
تستحق الحب فقط لأنك موجود ،مثل استحقاقك للهواء ،وحقك بالتنفس ، والسؤال المطروح دائماً كيف احب نفسي؟ولماذا ؟

ليس حب الذات أن تكون أنانيًا و لا مستعليًا على أحد أن تحب نفسك يعني أن تتواضع مع الغير معتبراً نفسك واحداً منهم تصيب و تخطئ، تنماز و تشاب ،و ليس في معناه أن تبدي تزاهدًا عن العلاقات و لا انزواءً عن الاختلاط و لا تزمتًا في التواد بل إن منه أن تبتغي وصل من تألفه و يألفك لكن بعدما تتصالح مع وحدتك و تعرف كيف تحسن انتقاءك ،و إن منه أن تنتهج سبيل العطاء و لكن أن يكون عطاؤك موافقًا لحريتك و مستحضرًا رغبتك و ليس مسلوبًا بخوفك و لا مدفوعًا بافتقارك و أن يكون في حدود طاقتك وصبرك و ليس بشق تحاملك و لا بما ينتهك راحتك و سلامك ، لا تفضل نفسك على الآخرين فتصبح أنانية
ولاتتصور نفسك بأنك اعلم من الآخرين فيصبح غرور، ولا تعتبر ذاتك هي المثلى فيكون تكبر .
حب الذات هو بداية قصة حب تدوم طوال العمر ،حب نفسك وأعطيها حقها من الإهتمام والدلال وأعمل الأشياء التي ترتقي بها وتجعلها أفضل مع عدم تجاهل دورك اتجاه المسؤولين منك الذين لهم حق عليك.

إذا أحب الإنسان نفسه ارتقى بها نحو المعالي، وجنبها مواطن الخزي والندامةوسعى بها إلى ما يطهرها ويرتقي بها في سلم الوصول إلى الله، محبتك لنفسك تدفعك لإستكمال حظوظ ذاتك، وتطويرها، والحرص على رفعة شأنها في شتى مجالات الحياة النفسية، والصحية، والاجتماعية، والدينية، والعلمية، والوظيفية، وغيرهالأنك لاترضى لها سوى الأفضل.
حب الإنسان لذاته يجعله يشعر بالرضا والتصالح مع نفسه،و
يجعله شخصا قويا، يواجه الحياة بصعوباتها وعقباتها، ويكون إيجابيا، وأكثر إقبالاً على الحياة، فهو يعلم أن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها، وأن الناس سواسية متساوون، لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى والعمل الصالح، وبالتالي يكون قادرا على محبة الآخرين، قادرا على أن يكون فردا معطاء، ولكن بطريقة صحية، يعرف كيف يعطي، ولماذا يعطي، موازنا بين رغباته الشخصية ورغبات الآخرين.
وكلنا يعلم الحوار الذي دار بين الرسول عليه الصلاة والسلام وعمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما قال: " يا رسول الله لأنت أحب إِلى من كل شئ إِلاّمن نفسى"، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: « لاَ والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك »، فقال له عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إِلى من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم «الأن يا عمر». أخرجه البخاري.

كذب من قال أن الحب مجرد شعور ،الحب قوة حقيقية، فهو قادر على أن يخلق منك شخصًا جديدًا مليئًا بالحماس إن كنت منطفئًا، أشعلك، وإن كنت ذابلاً، أزهرك ، وإن كنت مليئاً بالكسور أصلحك حب النفس جزء أساسي من هذا التغيير، لأنه يعيد بناء الثقة من الداخل ويمنحك القوة لتجاوز الصعاب.

الحب هو النار التي تصهر الروح لتعيد تشكيلها، لتخلق من الرماد عنقاء جديدة تنبض بالحياة،
هو القوة التي تُحيي الأمل في القلوب المنطفئة، وتمنح الجسارة لمن تاه في دروب الشك،إنه السحر الذي يحول الضعف إلى قوة.
مخطئون أولئك الذين يقولون بأن مرآة الحب عمياء ،لا ليست كذلك ،فباالحب تبصر أفئدتنا قبل عيوننا، وتزهر الدنيا وتصبح ربيعاً أبدياً بقلوبنا.

فحين نحب ونعلم أننا محبوبون، نرتقي لنلامس حدود المستحيل بثقة لا تنكسر،لذا يجب علي كل إنسان أن يحاول  أن يجعل الآخرين ومن يحب أن يشعروا بالحب .
لأن ‏عندما يشعر الإنسان بالمحبة تتغير جودة الأيام في عينيه للأفضل، تزهو اللحظات، وتتمدد الراحة في كل لحظة، وكلما أحب إلانسان ذاته  وفعل طاقة الحب بداخله أحبه الله 
"اللهم نسألك حبك و حب من يحبك و حب كل عمل يقربنا إلى حبك ، اللهم أنت الحب الذي بداخلنا، ومن حبنا لأنفسنا أحببناك وأحببنا كل شيء يقربنا إليك فأنت مصدر الحب الذي لا يفنى بداخلنا.
أُومن إيمانًا أن الحب قادر  يشفيك،يشفي قلبك ويطهره من كل الشوائب ،يريح جسدك ويجعله ذو خفة ومرونة،يصفي عقلك ،الحب أقوى طاقة في هذا الكون .

إلى الأحبة 
سلامًا لكل من يعكس الجمال بالجمال مهما كان  مرهقًا من الداخل 
سلاماً لمن ينشر طيب الكلام مهما كان قلبه  مثقلًا بالهموم
سلاماً لمن يحرص على مشاعر الآخرين و لا يجعل من ظروفه مبرراً لجرح الآخرين 
سلاماً لمن يقدم الورد لمن حوله حتى لو جرحته الأشواك 
سلاماً لمن يجعل الدنيا ربيعاً من حوله حتى لوكان الخريف يملأ قلبه فـحامل الحب لا تخفى دلائله كـحامل المسك لا يخلو من العبق        
فـسلاماً بل كل السلام للطيبين.

أخبار متعلقة :