فاز الكاتب الجزائري الناطق بالفرنسية كمال داود (1970)، بجائزة غونكور الأدبية لعام 2024، عن روايته "Houris" أو "حوريات" الصادرة عن (دار غاليمار). تتناول الرواية الحرب الأهلية في الجزائر بين (1992و 2002)، المعروفة بـ"العشرية السوداء"، حيث شهدت البلاد أحداث عنف دموية، وهي من أكثر المراحل حساسية في التاريخ الجزائري بعد الاستقلال. وقال الكاتب داود: "أنا سعيد جداً، إنها عبارة مستهلكة، لكن لا توجد كلمات أخرى".
كواليس التصويت
وتُعدّ "غونكور" أبرز المكافآت الأدبية الفرنكوفونية، ونال كمال داود 6 أصوات من أعضاء الأكاديمية العشرة، مقابل اثنين للفرنسية إيلين غودي، وواحد لكلّ من الفرنسية ساندرين كوليت، والفرنسي من أصل رواندي غاييل فاي، بحضور رئيس أكاديمية غونكور فيليب كلوديل. وحصل غاييل فاي على جائزة "رونودو" الفرنسية عن روايته "جاكراندا"، الصادرة عن دار "غراسيه"، والمتمحورة حول إعادة إعمار رواندا بعد الإبادة الجماعية عام 1994.
وقال الكاتب البالغ 54 سنة في مطعم "دروان" الذي أعلن منه الفائزين بجائزتي غونكور ورونودو، "أنا سعيد جداً. إنها عبارة مستهلكة، لكن لا توجد كلمات أخرى".
ونال كمال داود ستة من أصوات أعضاء أكاديمية غونكور الـ10، في مقابل اثنين للفرنسية إيلين غودي، وواحد لكل من مواطنتها ساندرين كوليت، والفرنسي من أصل رواندي غاييل فاي الذي حصل على جائزة رونودو، وفق ما أعلن رئيس أكاديمية غونكور الكاتب فيليب كلوديل.
وأوضح كلوديل أن "أكاديمية غونكور توجت كتاباً تتنافس فيه القصائد الغنائية مع التراجيديا، ويعبر عن العذابات المرتبطة بفترة مظلمة من تاريخ الجزائر، وخصوصاً ما عانته النساء". وأضاف "تظهر هذه الرواية إلى أي مدى يستطيع الأدب، في حريته العالية في معاينة الواقع، وكثافته العاطفية أن يرسم إلى جانب القصة التاريخية لشعب ما سبيلاً آخر للذاكرة".
رواية سوداوية
وتعد "الحوريات" رواية سوداوية بطلتها الشابة أوب التي فقدت قدرتها على الكلام في الـ31 من ديسمبر (كانون الأول) 1999.
وحرص داوود على أن تكون شخصية امرأة هي الراوية للحبكة، واختار لبداية القصة مدينة وهران التي كان يعمل فيها صحفياً خلال "العشرية السوداء"، ثم تجري الأحداث في الصحراء الجزائرية التي تنتقل إليها أوب لتعود لقريتها.
وهذه الرواية هي الثالثة لكمال داود والأولى التي تصدر عن دار غاليمار، وسبق له أن فاز بجائزة لاندرنو للقراء في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. ولا يمكن نشر "الحوريات" في الجزائر، إذ يحظر القانون أي مؤلف يستحضر الحرب الأهلية التي امتدت من 1992 إلى 2002.
حظر في الجزائر
يعرف الكاتب الجزائري الفرنسي كمال داود الذي فاز بجائزة غونكور الأدبية بكتاباته الناقدة للجزائر التي اضطرته إلى مغادرة مسقط رأسه وهران إلى باريس، ولم تطرح روايته "الحوريات" الصادرة عن دار "غاليمار" التي حاز الجائزة عنها، للبيع في الجزائر، ولم تترجم إلى اللغة العربية.
وكما كتب المؤلف في روايته، يحظر القانون الجزائري أية إشارة في الكتب إلى الأحداث الدامية التي وقعت في "العشرية السوداء"، وهي الحرب الأهلية بين السلطة والإسلاميين بين عامي 1992 و2002.
أخبار متعلقة :