بوابة المساء الإخباري

أسبوع الدعوة الإسلامية بأسيوط.. رسالة شبابية لبناء مجتمع قوي - بوابة المساء الاخباري

شهدت جامعة أسيوط، تحت رعاية الدكتور أحمد المنشاوي رئيس الجامعة، ختام فعاليات أسبوع الدعوة الإسلامية، والذي جاء تحت عنوان: «العقيدة وبناء الإنسان»، ونظمته اللجنة العليا للدعوة، بمجمع البحوث الإسلامية، فى رحاب جامعة أسيوط، تحت إشراف: الدكتور أحمد عبد المولى نائب رئيس جامعة أسيوط لشئون التعليم والطلاب، والدكتور محمد عبد الرحمن الضويني وكيل الأزهر الشريف، والدكتور محمد عبد الدايم الجندي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية.

يأتي تنظيم فعاليات أسبوع الدعوة الإسلامية فى رحاب جامعة أسيوط، في إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، بتكثيف البرامج، والفعاليات الدعوية، والتوعوية، بما يحقق دور الأزهر، ورسالته الدعوية والتوعوية.

وأكد رئيس الجامعة أن لقاءات «أسبوع الدعوة الإسلامية»، والتي بدأت الأحد ٤ من نوفمبر، واستمرت على مدار ثلاثة أيام، جاءت في إطار المبادرة الرئاسية، " بداية جديدة لبناء الإنسان"، واستهدفت إعداد خريطة فكرية تتناول بناء الإنسان من جميع جوانبه، الفكرية، والعقدية، والاجتماعية، وترسيخ منظومة القيم، والأخلاق، والمُثُل العليا في المجتمع، بمشاركة نخبة من علماء الأزهر الشريف.

وأشاد رئيس الجامعة بالزخم العلمي والثقافي والتوعوي الذي شهدته ندوات أسبوع الدعوة الإسلامية، مثمنًا الجهود الحثيثة لمجمع البحوث الإسلامية، فى التوعية بالقيم الإسلامية السمحة، ونشر المفاهيم الوسطية، والتصدي للأفكار المغلوضة، والشائعات المغرضة، إلى جانب دعم جهود الدولة في تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة، إضافة إلى تسليط الضوء على المبادرات الرئاسية مثل مبادرة "بداية جديدة، لبناء الإنسان"، والهادفة إلى تحقيق التنمية البشرية فى شتى مناحي الحياة.

وجاءت الندوة الأولى من فعاليات أسبوع الدعوة الإسلامية، بعنوان «العقيدة الإسلامية: مفهومها وخصائصها»، وحاضر فيها، الدكتور محمد عبد الدايم الجندي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والدكتور حسن يحيي الأمين العام المساعد للجنة العليا لشؤون الدعوة، وأدار الندوة الدكتور محمد الديسطي عضو المركز الإعلامي بمشيخة الأزهر.

أكد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية خلال الندوة، على عدة حقائق أهمها، أنه من ثوابت العقيدة عند المسلمين أن الله تعالى لا يحويه مكان ولا يحدّه زمان، فالمكان والزمان مخلوقان، وتعالى الله سبحانه أن يحيط به شيءٌ من خلقه، بل هو خالق كل شيء، وهو المحيط بكل شيء، وأن العقيدة المنضبطة، هى أساس القيم، والأخلاق، والمثل العليا في المجتمع، وإذا فارقت الأمم العقيدة الصحيحة، انقلبت إلى وحوش ضارية.

أوضح الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية خلال الندوة، أن عقيدة الأزهر الشريف عقيدة لها سند، تخاطب العقل البشري، مشددًا فى هذا الإطار، على ضرورة تحديد مصادرنا المعلوماتية من أفواه العلماء مباشرة، حتى لا تكون معلوماتنا لقيطة مجهولة النسب، مستعرضًا، خصائص العقيدة الإسلامية، والتي تم إجمالها فى كونها عقيدة علمية، فقهية تخاطب العقل والوجدان، وأنها عقيدة سمحة متسامحة تجمع الناس، فتحقق الأمن والاستقرار، وتورث المحبة، وتنجيهم من الكفر والضلال، والوقوع في البدعة، وأنها عقيدة وسطية بلا تفريط ولا إفراط.

وحذر الأمين العام المساعد للجنة العليا لشؤون الدعوة من غياب العقيدة لدى الإنسان، وهو ما يجعله مهزوزًا، مؤكدًا فى هذا الشأن، أن أول معطيات المجتمعات هو، ثباتها النفسي، ولايمكن أن يتحقق الثبات بدون عقيدة سليمة، كما أن العقيدة تجعل صاحبها صاحب رؤية وخطة، فيعرف سبب وجوده، كما يعرف الغاية والمنهج والوسيلة، و تطهر الوجدان وتوجهه إلى الوجهة السليمة، وتنقي العقل من الخرافات، وتحرر إرادة الإنسان.

شهدت فعاليات اليوم الثاني من "أسبوع الدعوة الإسلامية"، ندوة بعنوان «منهجية التعامل مع نصوص القرآن والسنة» والتي حاضر خلالها، الدكتور محمد عبد المالك الخطيب نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلي، والدكتور مرسي محمد حسن أستاذ الحديث وعلومه، بكلية أصول الدين، فرع أسيوط، والشيخ يوسف محمد المنسي عضو أمانة اللجنة العليا للدعوة، وأدارها الدكتور محمد الديسطي عضو المركز الإعلامي بالمشيخة.

وأكد الدكتور محمد عبد المالك خلال الندوة، على أن القرآن الكريم هو الكتاب الذي أُنزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وجعله الله معجزة باقية، موضحًا القواعد والضوابط التي يجب أن يٌلم بها كل من يتعامل مع القرآن.

وأشار الدكتور مرسي محمد حسن، أن من ضوابط فِهم السنة النبوية هو النظر إليها على أنها وحي من الله تعالى، مضيفًا أن من الضوابط أيضا أن نأخذ من الحديث الصحيح منه، متصل السند الضابط تمام الضبط، وهذا يقابل عند المحدثين مرتبة الحديث الصحيح، وكلٍ له ضوابط من حيث الصحة والضعف والقبول عند المحدثين.

وعن استنباط الأحكام من النصوص الشرعية، أوضح الشيخ يوسف محمد المنسي عضو الأمانة العليا لشئون الدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، أن استنباط الأحكام تستوجب الفهم الصحيح للنص، لمعرفة دلالة ألفاظ الأمر والنهي في النص، وأن يكون المستنبط للحكم عالمًا بلغة القرآن الكريم، حتى يكون قادرًا على حفظ النص، وفهمه.

وتضمنت المحاضرة، نقاشًا مفتوحًا بين المحاضرين والحضور، حول: دلائل إنصاف المرأة فى القرآن، حيث أكد المحاضرون، على أن المرأة في الإسلام تنعم بحقوق وإنصاف لم تشهده في مجتمع آخر، فكرّم القرآن الكريم المرأة، وأعطاها حقوقها بوصفها إنسانًا، وكرّمها بوصفها أنثى، وكرّمها بوصفها بنتًا وأمًا، وبوصفها زوجة وعضوًا في المجتمع، وأعطى لها في بعض حالات الميراث ما تميزت فيها عن الرجل.

وأوصت الندوة، بضرورة إزالة اللبس عن فِهم الشباب لبعض النصوص، التي يبثها المشككين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تم وصفها بالقراءة المسمومة.

وشهد ختام فعاليات إسبوع الدعوة الإسلامية ندوة بعنوان: «العلم والدين.. علاقة طردية أم عكسية»، والتي حاضر خلالها: الدكتور حسن إبراهيم يحيي الأمين العام المساعد للجنة العليا لشئون الدعوة، بمجمع البحوث الإسلامية، والدكتور رشوان أبو زيد أستاذ الحديث وعلومه، بكلية الدراسات الإسلامية، بسوهاج، وأدار الندوة الدكتور محمد الديسطي عضو المركز الإعلامي بالمشيخة.

وأكد الأمين العام المساعد للجنة العليا لشؤون الدعوة خلال الندوة، أن عقيدة التوحيد لا تتعارض مع عقيدة العلم، وأن العلم والدين يسيران في طريق واحد، فالعلم بكل ما وصل إليه من تقدم، يؤكد في النهاية على حقيقة وجود الله -تعالى- وقدرته في خلقه، موضحًا، أن ما من شىء من خلق الله من أرض وسماوات وحقائق كونية سعى إلى معرفتها العلم، إلا ولفت القرآن الناس إلى معرفتها، ففي معرفتها دليلًا على وجود الله الخالق.

أخبار متعلقة :