رغم التقدم التكنولوجي والتطور الكبير الذي تشهده البلاد، لا تزال بعض العادات القديمة والأساطير الموروثة تثير فضول الكثيرين وتجذبهم للتفاعل معها.
في محافظة سوهاج بصعيد مصر، تأتي قصة "بئر العين" في مقدمة تلك الأساطير، والتي تُعتبر ملاذًا للنساء الباحثات عن أمل الإنجاب، حيث يعتقد البعض أن مياه هذا البئر تحمل قدرات خاصة لتحويل أحوال المرأة العقيمة إلى "ولادة"، كما يُطلق عليها في الأوساط الريفية.
بئر العين في سوهاج
موقع بئر العين وسحر المنطقة تقع منطقة في قلب صحراء سوهاج الشرقية، على بُعد ستة كيلومترات من حي الكوثر، وتحيط بها الجبال الشاهقة والصخور الضخمة، ما يضفي على المكان هالة من الغموض والرهبة.
تبدأ الرحلة إلى البئر بطريق مليء بالمنعطفات، حيث تنقطع شبكات الهواتف المحمولة بعد ثلاثة كيلومترات في منطقة تُسمى "العتبة الصغرى"، وبعد المرور بمرتفع "العتبة الكبرى"، الذي يبعد عنها كيلومترين، يصل الزائرون أخيرًا إلى وجهتهم.
العادات والتقاليد بزيارة بئر العين
تبدأ زيارة "بئر العين" عادة مساء يوم الخميس، حيث يتجمع الزوار ويزداد الحشد مع اقتراب فجر يوم الجمعة، وتُعتبر الذبائح وتجهيز الطعام جزءًا أساسيًا من الطقوس، حيث يعتقد الأهالي أن تقديم القربان يُضفي البركة على الزائرين.
عقب ذلك يتسلق الحاضرون الصخور المحيطة بالبئر للاستحمام بمياهه، ويؤمنون بأنها تحمل قوى الشفاء وتحقيق الأمنيات، بعد هذه الطقوس، يتوجه الزوار نحو منطقة تبعد 50 مترًا عن البئر، تضم نبعًا يُعرف بـ"السعفة"، نسبةً إلى سعفة نخيل توجد بجواره.
روحانيات بئر العين في سوهاج
ملامح المكان وجوانبه الروحانية في المنطقة، يوجد مسجد صغير يجاوره ضريح الشيخ شيخون، الذي بُني عام 1985 بعد أن تكررت رؤى لأهل البلدة تظهر فيها دعوته إلى بناء ضريح له في هذا الموقع.
وذلك إلى جانب الضريح، يتدفق الماء من بين الصخور ليُضفي طابعًا ساحرًا على المكان.
يحيط بالبئر سور من الطوب الأبيض، وتخرج من أسفله مواسير بلاستيكية تتصل بطلمبة حبشية لضخ المياه.
ما وراء الأسطورة
على الرغم من أن البعض يعتقد بأن مياه البئر تمتلك قدرات خارقة، يراها آخرون مجرد تراث شعبي يعكس تمسك الناس بالأمل في وجه التحديات.
وتبقى "بئر العين" بمثابة رمز للمزج بين الخرافة والواقع، حيث تتجسد فيها رغبة الإنسان في إيجاد الأمل حتى في أكثر الظروف غموضًا.
أخبار متعلقة :