تواصلت اليوم الخميس فعاليات الأسبوع الثقافي الرابع والثلاثين لأطفال المحافظات الحدودية، بمشروع "أهل مصر" المقام بمحافظة الأقصر، برعاية د. أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، تحت شعار "يهمنا الإنسان"، ضمن برامج العدالة الثقافية لوزارة الثقافة، وبالتزامن مع المبادرة الرئاسية بداية جديدة لبناء الإنسان.
واستقبل معبد حتشبسوت بالدير البحري، الأطفال في جولة برفقة أيمن رمضان، مرشد سياحي وباحث في علم الفلك الأثري، بحضور د. حنان موسى، رئیس الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، ورئيس اللجنة التنفيذية لمشروع أهل مصر، ولاميس الشرنوبي، رئيس إقليم القاهرة وشمال الصعيد الثقافي، والمدير التنفيذي لمشروع أهل مصر "أطفال".
بدأت الجولة بالتعرف على تاريخ بناء المعبد الذي تم تأسيسه بدقة عالية تعكس براعة القدماء المصريين في علم الفلك والهندسة المعمارية.
وأوضح "رمضان" أن المعبد يرتبط بظاهرة فلكية فريدة، حيث تشرق الشمس وتخترق المقصورة في يوم الانقلاب الشتوي في 21 ديسمبر لتضيء قدس الأقداس، تلك الظاهرة التي تتكرر أيضا في معبد الكرنك بالبر الشرقي، مما يخلق ارتباطا فلكيا بين المعبدين، مشيرا أن بناء المعابد جاء للتعبير عن الاتصال العميق بالكون وليس للطقوس الدينية فقط.
وعن تصميم المعبد قال: صممه المهندس المعماري "سننموت" وأبدع في نحته في قلب الجبل، مما جعله مختلفا عن بقية المعابد المبنية في مصر القديمة، وإنجاز هندسي عظيم يبرز مكانة الملكة حتشبسوت كواحدة من أشهر وأقوى الملكات التي حكمت البلاد لفترة طويلة وأثبتت مكانتها في الحضارة المصرية القديمة، خصوصا في تلك الحقبة الممتدة منذ حوالي 3500 سنة.
وأضاف "رمضان" ان زيارة هذا المعبد تعد تجربة فريدة لمحبي التاريخ وعلم الفلك خاصة في فصل الشتاء، للاستمتاع بجمال العمارة المصرية القديمة ومعايشة لحظة الانقلاب الشتوي وسط هذا الصرح العريق.
وتواصلت الفعاليات بزيارة لقرية حسن فتحي بالقرنة الجديدة، قدم خلالها أحمد عبد الراضي مرشد سياحي، شروحا حول تصميم القرية التي بدأ المهندس المعماري الشهير حسن فتحي في بنائها عام 1946، باستخدام مواد طبيعية كالطين، ومواد أخرى محلية من البيئة المحيطة للحفاظ على الطابع التقليدي.
وأوضح "عبد الراضي" أن القرية يوجد بها مسجد و70 بيتا، بالإضافة إلى سوق للتبادل التجاري، ومسرح، وعدد من المدارس للفتية والفتيات، وهناك أيضا مدرسة لتعليم الحرف اليدوية، وذلك بهدف توفير بيئة متكاملة تلبي احتياجات السكان وتحتفظ بجماليات العمارة المحلية.
وواصل حديثه بتسليط الضوء على التغيرات التي شهدتها القرية بمرور الوقت، حيث تغيرت بعض جوانبها نتيجة استبدال بعض المباني الطينية بالبناء المسلح، موضحا أن جهود المحافظة على تراث القرية ما زالت مستمرة، ويشرف عليها المعماري الدكتور فكري حسن، لصيانة ما تبقى من المباني الأصلية.
واختتم الجولة بحديث عن متحف العمارة التقليدية الموجود حاليا ويعرف باسم "متحف حسن فتحي" الذي يأتي إليه الطلاب من مختلف الجامعات المحلية والدولية، ومنها جامعة القاهرة، والجامعة الأمريكية، البريطانية، و برلين وغيرها، للحصول على دورات تدريبية في مجال العمارة، وذلك من أجل الحفاظ على هذا الإرث من الاندثار.
الأسبوع الرابع والثلاثين لأطفال المحافظات الحدودية تنظمه هيئة قصور الثقافة، ضمن برنامج الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، بالتعاون مع إقليم جنوب الصعيد الثقافي، برئاسة عماد فتحي، وفرع ثقافة الأقصر برئاسة حسين النوبي.
ويتضمن الأسبوع 12 ورشة فنية وحرفية، تقدم إلى 200 طفل من المحافظات الحدودية الستة : شمال وجنوب سيناء، البحر الأحمر "الشلاتين وأبو رماد وحلايب"، الوادي الجديد، مطروح، وأسوان، بالإضافة إلى أطفال حي الأسمرات بالقاهرة.
كما يشهد الأسبوع عدد من الزيارات الميدانية لأشهر الأماكن السياحية والأثرية، تختتم بجولة حرة بأسواق وكورنيش المحافظة.
وتتواصل الفعاليات مساء اليوم بقصر ثقافة الأقصر مع الورش الفنية والحرفية بمشاركة نخبة من المدربين والأكاديميين المتخصصين.
مشروع "أهل مصر" أحد أهم مشروعات وزارة الثقافة المقدمة لأبناء المحافظات الحدودية "المرأة والشباب والأطفال" وينفذ ضمن البرنامج الرئاسي، الذي يهدف لتشكيل الوعي، وتعزيز قيم الانتماء والولاء للوطن، ورعاية الموهوبين، وتحقيق العدالة الثقافية.
أخبار متعلقة :