بوابة المساء الإخباري

فضل قراءة سورة يس بعد الفجر وماذا يحدث للميت عند تلاوتها؟ أسرار السورة المباركة .. بوابة المساء الاخباري

ما فضل قراءة سورة يس بعد الفجر؟   سورة يس من سور القرآن المكية العظيمة، عدد آيات سورة يس ثلاث وثمانون آية، فواصل سورة يس القصيرة لها أثر قوي في النفوس المؤمنة، موضوعاتها الرئيسية هي موضوعات السور المكية، تحدثت سورة يس عن توحيد الألوهية والربوبية، وعاقبة المكذبين بهما، والقضية التي يشتد عليها التركيز في سورة يس هي قضية البعث والنشور، وروى في فضل سورة يس العديد من الأحاديث المختلف فى مدى صحتها، إلا أن جميعها يؤكد على فضل سورة ياسين في مغفرة الذنوب وتكفير السيئات وغير ذلك من الفضائل العظيمة. 

 

وورد حديث عن فضل سورة يس ، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ قَلْبًا، وَقَلْبُ القُرْآنِ يس، وَمَنْ قَرَأَ يس كَتَبَ اللهُ لَهُ بِقِرَاءَتِهَا قِرَاءَةَ القُرْآنِ عَشْرَ مَرَّاتٍ» رواه الترمذي.
 
 

سورة يس بعد الفجر 

قالت دار الإفتاء عن  فضل سورة يس ، إنه ورد في السنة النبوية المطهرة الحث على ذكر الله تعالى بعد صلاة الفجر، ومن ذلك ما رواه الإمام الترمذي في جامعه من حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ؛ تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّة».

 

ومن أعظم الذكر قراءة القرآن الكريم، وقد ورد الأمر الشرعي بقراءته مطلقًا، والأمر المطلق يقتضي عموم الزمان والمكان والأشخاص والأحوال، فامتثاله يحصل بالقراءة فرادى أو جماعات، سرًّا أو جهرًا، ولا يجوز تقييده بهيئة دون هيئة إلا بدليل.

 

وورد الشرع بفضل سورة يس وعِظَمِ ثواب قراءتها في نحو ما أخرجه الدارمي والترمذي والبيهقي في «شعب الإيمان» من حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: «إِنَّ لِكُلِّ شَيءٍ قَلْبًا، وَقَلْبُ الْقُرْآنِ (يس)، مَنْ قَرَأَ (يس) كتَبَ اللهُ لَهُ بِقِرَاءَتِهَا قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ عَشْرَ مَرَّاتٍ»، وأخرج الطبراني وابن مردويه من حديث أنس -رضي الله عنه- مرفوعًا: «مَنْ دَاوَمَ عَلَى قِرَاءَةِ يس كُلَّ لَيْلَةٍ ثُمَّ مَاتَ، مَاتَ شَهِيدًا».

 

وأفادت دار الإفتاء بناءً على ذلك وفي واقعة السؤال ما فضل قراءة سورة يس بعد الفجر : فلا مانع من قراءة سورة (يس) بعد صلاة الفجر، ولا بأس بالمواظبة على ذلك، ولكن الجهر بذلك في جماعة مشروط بموافقة القائمين على المسجد؛ تنظيمًا لزيارة هذا المقام الشريف؛ وتأدبًا في حضرة صاحبه الإمام الحسين عليه السلام، ليتم ذلك بشكل ليس فيه تشويش على بقية الذاكرين وقُرّاء كتاب الله تعالى؛ استرشادًا بالأدب النبوي الكريم في قوله -صلى الله عليه وآله وسلم-: «لاَ يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقُرْآنِ» رواه الإمام مالك في «الموطأ» والإمام أحمد في «المسند».

 


يتّفق أهل العلم على أنّ القرآن الكريم بكلّ سوره وآياته محضُ خير وبركة، وسورة يس من السور التي رُوي بشأنها روايات كثيرة، وجاء في بعض الروايات أنّ قراءة سورة يس سبب في مغفرة الذنوب وتكفير السيئات، وما ذلك على الله بعزيز، فعن جندب -رضي الله عنه- قال: قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: «مَن قرَأ يس في ليلةٍ ابتغاءَ وجهِ اللهِ غُفِر له»، وجاء في رواية أخرى الوصية بقراءتها على من حان أجله من المسلمين؛ فعن معقل بن يسار -رضي قراءة سورة يس على المحتضر لله عنه- عن رسول الله -عليه السلام- أنّه قال: «اقرَؤوا على موتاكم يس».
 

 

سورة يس بعد الفجر

كما رأى جمهور علماء الأمة ومنهم الشافعية والحنفية والحنابلة أنّ قراءة سورة يس على المحتضر سُنّة، واستدلوا على ذلك بحديث النبي -عليه الصلاة والسلام-: «اقرءوا يس على موتاكُم»، والسبب في استحباب العلماء لقراءة هذه السورة عند المحتضر أنّها تشتمل على التوحيد والمعاد، كما أنّ فيها بشارة للمؤمن الذي يموت على التوحيد بالجنة والعاقبة الحسنة في الآخرة، ومن ذلك قوله- تعالى-: «قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ»، فسماع هذه الآية فيه بشارة للمؤمن في حال احتضاره، والاستبشار فيه تسهيل لخروج الروح من الجسد.
 

يغلب على سورة يسين طابع موضوعات السّور المكية التي تهدف إلى بناء أسس العقيدة الصحيحة والإيمان؛ ولكنّ هذه الموضوعات تُعرَض في سورة يس مصحوبة بتأثيرٍ يناسب ظلالها، ويتناسق مع إيقاعها، لذا فإنّ القارئ المتدبّر يجد في ثناياها المباركة ما يأتي:
 

أولًا:- تناول سورة يس طبيعة الوحي وصدق الرسالة؛ ففي بدايتها يقول المولى – سبحانه-: «يس، والقرآن الحكيم، إنك لمن المرسلين».
 

ثانيًا:- تسوق آيات سورة يس قصة أصحاب القرية إذ جاءها المرسلين، تحذيرًا من عاقبة التكذيب بالرسالة وجحود الوحي الإلهيّ. 
 

ثالثًا:- تتعرّض سورة يس لقضية الألوهيّة والوحدانيّة، ويظهر ذلك من استنكار الإشراك بالله سبحانه على لسان الرجل المؤمن الذي جاء من أقصى المدينة، وهو يقول: «وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ، أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَـنُ بِضُرٍّ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ»، وقبل نهاية السورة يأتي ذكر هذه القضية من جديد، قال – تعالى-: «وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ آلِهَةً لَّعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ».
 

رابعًا:- تركّز سورة يس على مسألة البعث والنشور، حيث ترد في أكثر من موضع في ذات السورة، ففي بدايات السورة يقول –سبحانه-: «إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ»، ثمّ يأتي ذكرها في قصة أصحاب القرية، وفي وسط السورة تنقل مشهدًا متكاملًا من مشاهد اليوم الآخر، وفي ختام السورة يقول – تعالى-: « وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَن يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ، قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ».
 

 

قراءة سورة يس

دلالات من سورة يس 
تضمنّت سورة يس العديد من المقاصد والدلالات، وأبرزها:
 

أولًا:- بدأت السور ببيان إعجاز القرآن الكريم، والتحدي في الإتيان بمثله بالحروف المقطعة في البداية، وأقسم الله -سبحانه- في السورة بالقرآن الكريم؛ تنويهًا لمكانته ولفتًا للأنظار.
 

ثانيًا:- حقّقت السورة قاعدةً متينةً للعقيدة، فبيّنت طبيعة الوحي، وصدق الرسالة وإنكار الشرك، وترسيخ معنى الربوبية والوحدانية. 
 

ثالثًا:- لفتت الأنظار إلى إبداع الله -سبحانه- في خلق الكون، والآيات التي بثّها التي تدلّ على وحدانية الله، وتدعو إلى التفكّر بتلك الآيات.

فوائد قراءة القرآن الكريم

 - تشفي الإنسان من الحيرة التي تصيبه، كما أنّ قراءته تبعد عن اليأس والإحباط.
- يبين المساواة بين الرجل والمرأة في التكليف، والتشريف، والمسؤولية.
- يبعد الإنسان عن الخوف، والخرافات، والأوهام.
- يقدم تفسيرًا دقيقًا للحياة، والكون، والإنسان.
- يبعد الإنسان عن جميع انواع الشبهات.
- يلقي في قلب القارئ الطمأنينة والسكينة. 
 

- كثرة الهمّ والحزن في الحياة، فالحياة مليئة بالمشاكل والهموم، ومن فقد نور القرآن لن يتمكن من الوقوف في وجه هموم الحياة.
- إظلام النفس، ووحشة القلب، حيث يشعر المسلم الهاجر لكتاب الله بظلمة في نفسه، تنعكس على سلوكه اليومي، وعلى مزاجه العام.
- قلَّة بركة الرزق، فيشعر أنَّ الرزق رغم وفرته باستمرار لا بركة فيه أبدًا، وأنَّه لا يكفي حتى معاشه اليومي.
- نفور في العلاقات الاجتماعيَّة.
- اضطراب النفس، والشعور بالتوتر.- حرمان العبد من فضل التلاوة والتعبد بها: فقد فوت العبد على نفسه بهجرانه للقرآن أجرًا عظيمًا، وفضلًا كبيرًا.- الحرمان من شفاعته له يوم القيامة: فقد جاء في الحديث: «اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه»- تغلب الشيطان وأعوانه من شياطين الجن والإنس: فذكر الله تعالى خير حافظ للعبد، فالله خير حافظًا وهو أرحم الراحمين.
 

أسباب هجر القرآن الكريم:


أولًا: الانشغال بغير القرآن عن القرآن: فقد أصبح جل اهتمامنا وشغلنا بغير القرآن الكريم مما أدى إلى التشاغل عنه وهجره.

ثانيًا: عدم التهيئة الذهنية والقلبية عند قراءة القرآن الكريم: فعند قراءتنا للقرآن الكريم لا نختار المكان الهادئ، البعيد عن الضوضاء، إذ إن المكان الهادئ يعين على التركيز وحسن الفهم وسرعة التجاوب مع القراءة، ويسمح لنا كذلك بالتعبير عن مشاعرنا إذا ما استُثيرت بالبكاء والدعاء، وعدم لقائنا بالقرآن في وقت النشاط والتركيز بل في وقت التعب والرغبة في النوم.

ثالثًا: عدم القراءة المتأنية والتركيز معها: فعلينا ونحن نقرأ القرآن أن تكون قراءتُنا متأنيةً، هادئةً، مرسلةً، وهذا يستدعي منا سلامة النطق وحسن الترتيل، كما قال تعالى: «وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا».

رابعًا: عدم التجاوب مع القراءة: فالقراءة خطاب مباشر من الله عز وجل لجميع البشر، وهو خطاب يشمل أسئلةً وإجاباتٍ ووعدًا ووعيدًا، وأوامرَ ونواهي، فالتجاوب مع تلك العناصر يساعدنا على زيادة التركيز عند القراءة وعدم السرحان.
 

فضل قراءة القرآن الكريم وسورة يس يوميا


- صفاء الذهن، حيث يسترسل المسلم بشكل يومي مع القرآن الكريم، فيتتبع آياته وأحكامه، وعظمة الله في خلقه.
- قوَّة الذاكرة؛ فخير ما تنتظم به ذاكرة المسلم هو آيات القرآن الكريم، تأملًا، وحفظًا، وتدبرًا.
- طمأنينة القلب، حيث يعيش من يحافظ على تلاوة القرآن الكريم وحفظ آياته بطمأنينة عجيبة، يقوى من خلالها على مواجهة الصعاب التي تواجهه، فقد قال– تعالى-:«الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ»، ( سورة الرعد: الآية 28).
- الشعور بالفرح والسعادة، وهي ثمرة أصيلة لتعلُّق قلب المسلم بخالقه، بترديده لآياته وتعظيمه له.
- الشعور بالشجاعة وقوَّة النفس، والتخلُّص من الخوف والحزن والتوتر والقلق.
- قراءة القران الكريم قوة في اللغة، فالذي يعيش مع آيات القرآن، وما فيها من بلاغة محكمة، وبيان عذب، ولغة قوية، تقوى بذلك لغته، وتثرى مفرداته، ولا سيَّما متى عاش مع القرآن متدبرًا لمعانيه.
- انتظام علاقات قارئ القرآن الاجتماعيَّة مع النَّاس من حوله، حيث ينعكس نور القرآن على سلوكه، قولًا وعملًا فيحبب الناس به ويشجعهم على بناء علاقات تواصليَّة معه، فيألف بهم، ويألفون به.
- التخلُّص من الأمراض المزمنة، حيث ثبت علميًا أنَّ المحافظة على تلاوة القرآن الكريم والاستماع لآياته، يقوي المناعة لدى الإنسان بما يمكِّنه من مواجهة الكثير من الأمراض المزمنة.
- رفع القدرة الإنسان الإدراكيَّة في مجال الفهم والاستيعاب، فالمسلم المنتظم بعلاقته مع كتاب الله دائم البحث والتدبر في معانيه، مقلبًا لكتب التفسير يتعلم كل ما هو جديد من معاني القرآن العظيمة.
- نيل رضى الله وتوفيقه له في شؤون الدنيا، يجده بركة في الرزق، ونجاة من المكروه.
- الفوز بالجنَّة يوم القيامة، حيث يأتي القرآن الكريم يوم القيامة يحاجّ عن صاحبه الذي كان يقرؤه، شفيعًا له.

أخبار متعلقة :