بوابة المساء الإخباري

تسخين الأجواء بين الكوريتين.. حرب الـجي بي إس تهدد استقرار المنطقة

 

شهدت العلاقات بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية توترًا متصاعدًا في الآونة الأخيرة، حيث اشتدت المواجهات على عدة جبهات، أبرزها الهجمات المتبادلة باستخدام "الجي بي إس" (نظام تحديد المواقع العالمي)، في أحدث حلقة من الصراع المستمر بين الجارين.

ففي الأيام الماضية، نفذت كوريا الشمالية سلسلة من عمليات التشويش على النظام، ما أدى إلى اضطرابات في حركة السفن والطائرات المدنية في كوريا الجنوبية.

هذه التحركات تأتي في سياق تدهور مستمر للعلاقات بين البلدين، التي وصلت إلى مستويات غير مسبوقة من التوتر في ظل تهديدات واتهامات متبادلة.

ففي الساعات الأخيرة من يومي الجمعة والسبت، أعلنت هيئة الأركان المشتركة للجيش الكوري الجنوبي عن تعرض نظام الـ "جي بي إس" في كوريا الجنوبية لهجمات تشويش نفذتها كوريا الشمالية.

وقد تم تنفيذ الهجمات في منطقتين رئيسيتين، هما هايجو وكايسونغ، مما أدى إلى اضطرابات كبيرة في عمليات النقل الجوي والبحري في المنطقة، وتسببت الهجمات في تعطيل تشغيل عدة سفن وطائرات مدنية كانت تعبر الأجواء والمياه الجنوبية.

من جانبه، وصف الجيش الكوري الجنوبي هذه الحوادث بأنها "استفزازات" تهدد استقرار الأوضاع في المنطقة، وأكد أن كوريا الشمالية تسعى لتصعيد الأمور بشكل خطير.

وكان لهذه الهجمات تداعيات مباشرة على الملاحة الجوية والبحرية، وهو ما يشير إلى تعمق الأزمة بين البلدين.

وتتسلسل هذه الهجمات ضمن سلسلة من التوترات التي بلغت ذروتها الشهر الماضي، عندما تصاعدت المناوشات بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية بشأن استخدام الطائرات المسيرة (المسيّرات) في عمليات استخباراتية عبر الحدود.

وكان آخرها في 16 أكتوبر، حين أعلنت كوريا الشمالية عن تطوع أكثر من مليون شاب للانضمام إلى الجيش بعد اتهامها لجارتها الجنوبية بإرسال مسيّرات إلى مجالها الجوي.

وهذه التطورات جاءت بعد تفجير بعض الطرقات ذات الرمزية التاريخية، وإغلاق محطات قطارات حيوية بين البلدين، مما دفع بيونغ يانغ لإصدار تهديدات خطيرة باستهداف أي تحليق للمسيّرات باعتباره "إعلان حرب".

كما شهدت العلاقات بين الجارين توترًا إضافيًا في أغسطس، حيث أطلقت كوريا الشمالية بالونات محمّلة بالقُمامة عبر الحدود إلى الجنوب في حادثة وصفها العديد من المراقبين بأنها "حرب نفايات".

إضافة إلى ذلك، عادت كوريا الجنوبية لإجراء تدريبات عسكرية بالقرب من المنطقة المنزوعة السلاح، وهو ما يزيد من تعقيد الوضع الأمني.

وفي ظل تصاعد هذه الهجمات والتهديدات المتبادلة، تبقى منطقة شبه الجزيرة الكورية على شفير أزمة أمنية قد تتطور إلى صراع أوسع.

وتشير المؤشرات إلى أن كلا البلدين يسيران نحو مزيد من التصعيد، وهو ما يثير القلق على المستوى الإقليمي والدولي.

وتبقى الجهود الدبلوماسية محدودة في تهدئة هذا التوتر، خاصة في ظل غياب اتفاق سلام رسمي بعد الحرب الكورية (1950-1953)، مما يجعل الوضع هشًا وقابلًا للانفجار في أي لحظة.

أخبار متعلقة :