لاشك أن هل من صلى ركعة من العصر قبل أذان المغرب وأكمل صلاته بعده حاضر أم قضاء ينبغي أن يعرف مصير صلاته خاصة وأن من صلى ركعة من العصر قبل المغرب وأكمل صلاته بعد الأذان يعد حال كثيرين ممن تلهيهم مشاغل الدنيا وفتنها الكثيرة والمتعددة ، وهذا ما يطرح السؤال عن هل من صلى ركعة من العصر قبل أذان المغرب وأكمل صلاته بعده .. حاضرا أم قضاء؟، بل يجعله من المسائل المهمة لأن صلاة العصر هي الصلاة الوسطى كما أنها من صلوات الفريضة اليومية التي لا ينبغي التفريط فيها بأي حال من الأحوال، لذا فإن من يؤخرون صلاة العصر أو تضطرهم الظروف لصلاتها في آخر وقتها، خاصة أولئك الذين يدركون فضل صلاة العصر العظيم ، التي ورد الحث على المحافظة عليها في نصوص القرآن الكريم والسُنة النبوية الشريفة، كما ورد في الكتاب العزيز بقوله تعالى : « حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ » الآية 238 من سورة البقرة، من هنا تأتي أهمية معرفة هل من صلى ركعة من العصر قبل أذان المغرب وأكمل صلاته بعده .. حاضرا أم قضاء؟.
هل من صلى ركعة من العصر قبل أذان المغرب
ورد في مسألة هل من صلى ركعة من العصر قبل أذان المغرب وأكمل صلاته بعده .. حاضرا أم قضاء؟، أنه قد حدد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأن وقت صلاة العصر يبدأ حين يصير ظل كل شيء مثل طوله والذي زالت الشمس عليه، ويمتدّ وقتها إلى أن تصفرّ الشمس، أما عن متى ينتهي وقت صلاة العصر فإن انتهاءه يقسم إلى ثلاثة أوقات، أولهما وقت اختيار ويكون فيه طول ظل الشيء مثليّ طوله الحقيقي، ووقت الجواز وهو إلى أن يستحال لون الشمس أصفر، أما وقت الاضطرار فهو وقت غروب الشمس.
و ورد عن أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : «من أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر»، رواه الجماعة، ورواه أبو بكر البيهقي بلفظ : «من صلى من العصر ركعة قبل أن تغرب الشمس ثم صلى ما تبقى بعد غروب الشمس لم يفته العصر»، وينتهي وقت الفضيلة والاختيار باصفرار الشمس، وعلى هذا يحمل حديث جابر وحديث عبد الله بن عمر والمتقدمين.
وقت صلاة العصر
فقد ورد أن أول وقتها الزيادة على ظل المثل، وآخر وقتها غروب الشمس. وبين هذين سبعة أوقات ، أولها وقت فضيلة : ويبدأ بأول الوقت وبمقدار الاستعداد والصلاة كما في الظهر تمامًا، وثانيها وقت اختيار : ويدخل بأول الوقت ويستمر إلى وقت ظل المثلين، وثالثها: وقت جواز بلا كراهة : ويبدأ بأول الوقت ويمتد إلى الاصفرار، ورابعها وقت جواز بكراهة : ويبدأ بالاصفرار ويستمر حتى يبقى من الوقت ما يسعها، وخامسها وقت حرمة : وهو آخر الوقت بحيث يبقى منه مالا يسعها، وسادسها وقت ضرورة : وهو آخر الوقت إذا زالت الموانع ، وسابعها وقت عذر : وهو وقت الظهر لمن يجمع جمع تقديم.
حكم من يؤخر صلاة العصر
قال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية ، إن من يؤخر صلاة العصر إلى ما قبل المغرب يخالف السُنة ، منوهًا بأن ذلك من الأعمال المنكرة المخالفة لسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، التي يأثم فاعلها، لذا فإن على من قام بذلك لغير سبب أو علة شرعية المبادرة في طلب المغفرة والعفو من الله تعالى، مع المداومة على أداء صلاة العصر في وقتها بعد ذلك، وقد ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله».
وأوضح في مسألة من يؤخر صلاة العصر إلى ما قبل المغرب ، أنه إذا أذن المغرب فيكون عليه أن يصلي العصر قضاءً قبل أداء صلاة المغرب إلا إذا وجد صلاة الجماعة للمغرب قائمة فإنه يجوز له أن يدخل معهم في صلاة المغرب ثم يصلي العصر بعد الفراغ من المغرب.
ويستحب تعجيل صلاة العصر اقتداءً برسول الله -صلى الله عليه وسلم- فعن أنس قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصلي العصر والشمس حيةٌ فيذهب الذاهب إلى العوالي فَيأْتِيهم والشمس مرتفعةٌ».
تأخير صلاة العصر
فقد ورد فيها أنه يحرم تأخير صلاة العصر إلى ما بعد غروب الشمس إلا من عذر شرعي كالنوم والنسيان، وينبغي على من فاتته صلاة العصر بعذر صلاها النائم إذا استيقظ والناس إذا تذكر، فإن كان الفوت بغير عذر شرعي كان آثمًا وعليه القضاء والتوبة من ذنب تضييع وقت الصلاة، وتكون التوبة بالندم والعزم على عدم تأخير الصلاة عن وقتها.
صلاة العصر كم ركعة
جاء أن صلاة العصر أربع ركعاتٍ سريةٍ بدون سُننٍ قبليةٍ أو بعديةٍ وقد تُصلّى قبلها أربع ركعات سُنة قبلية، إلا أن ركعات السُنة قبل العصر ، هي سُنّة غير مؤكدة، و صلاة العصر إحدى الصلوات المفروضة، ووقتها حين يصير ظلّ كل شيءٍ مثليه أي ضعفيه، وقد أقسم الله سبحانه وتعالى بوقت العصر في كتابه العزيز: «وَالْعَصْرِ » وسُمّيت سورةٌ في القرآن باسم العصر للدلالة على عظيم هذا الوقت عند الله سبحانه، وصلاة العصر تُعرف باسم الصلاة الوُسطى، ففيما رواه أحمد والترمذي، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «الصلاة الوسطى صلاة العصر».
ويستحب تعجيل صلاة العصر اقتداءً برسول الله -صلى الله عليه وسلم- فعن أنس قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصلي العصر والشمس حيةٌ فيذهب الذاهب إلى العوالي فَيأْتِيهم والشمس مرتفعةٌ».
كيفية صلاة العصر
تؤدّى صلاة العصر بالطريقة الاعتياديّة للصلاة من دون زيادة أو نقصان؛ حيث يبدأ المصلي بالتكبير، ثم بقراءة دعاء الاستفتاح، فسورة الفاتحة، فما تيسر من كتاب الله، ثم يركع، ثم يقوم، ثم يسجد مرتين، ثم يقوم لأداء الركعة الثانية بالطريقة نفسها، وبعد انتهائه من السجدة الثانية من الركعة الثانية يجلس ويقرأ التشهد، ثم يقوم ويأتي بركعتين أخريين، دون قراءة شيء من القرآن الكريم بعد الفاتحة، وبعد أن ينتهي من السجدة الثانية من الركعة الرابعة، يجلس، ويقرأ التشهد، فالصلاة الإبراهيميّة، ثم يُسلِّم معلنًا انتهاء صلاته.
فضل صلاة العصر في وقتها
- من يُصلي الفجر والعصر حاضرًا لن يدخل النار.
- سيدخل الجنة مباشرة دون سابقة عذاب ولا عقاب، ففي صحيح مسلم عن عُمَارَةَ بْنِ رُؤَيْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَقَبْلَ غُرُوبِهَا» - يَعْنِي الْفَجْرَ وَالْعَصْرَ .
- صلاة العصر هي الصلاة الوسطى ، التى قال تعالى: « حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ » الآية 238 من سورة البقرة ، لأن الناس إذا شُغلوا عن الفجر بنومهم ، شُغلوا عن العصر بمعاشهم.
- من صلى العصر في جماعة كتبته الملائكة من الساجدين الراكعين المُصلين القائمين الخاشعين، وصعدت إلى الله تعالى تقول: يارب عبدك فلان جئناه وأتيناه وهو يُصلي، وتركناه وهو يُصلي، حيث تتناوب الملائكة في هذين الوقتين، في صلاة العصر والفجر.
- صلاة العصر تجعل الملائكة تشهد لك عن الله سبحانه وتعالى.
- والدعاء بعد صلاة العصر مستجاب، حيث إن الدعاء بعد الصلوات المكتوبة مستجاب ، وصلاة العصر أوسطها.
أخبار متعلقة :