لاشك أن ما يطرح السؤال عن هل يجوز للزوجة الامتناع عن فراش زوجها بسبب خيانته ؟، هو صعوبة تخطي مسألة الخيانة الزوجية والتجاوز عنها من قبل الزوجة ، ومع تشديد الشرع وتحذيره من امتناع الزوجة عن الفراش ، من هنا ينبغي الوقوف على حكم وحقيقة هل يجوز للزوجة الامتناع عن فراش زوجها بسبب خيانته ؟، حيث يضعها هذا قاب قوسين أو أدني ، فالأمر ليس بالهين ، ومسألة هل يجوز للزوجة الامتناع عن فراش زوجها بسبب خيانته ؟، ليست مجرد خطأ عابر أو يسير يمكن لها غض الطرف عنه.
هل يجوز للزوجة الامتناع عن فراش زوجها
قال الشيخ محمود الطحان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن التجسس والتفتيش على شريك الحياة يتسبب في كثير من المشاكل، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: 'لا تحسسوا ولا تجسسوا'".
وأوضح " الطحان " في إجابته عن سؤال: هل يجوز للزوجة الامتناع عن فراش زوجها بسبب خيانته ، فأنا متزوجة منذ 15 عامًا، وزوجي على علاقة بأخرى وعندما واجهته بذلك، حلف بالطلاق ألا يتحدثا في هذا الموضوع مجددًا، وبعدها قررت أن "أمنع نفسي" عن زوجي في محاولة للتعامل مع هذا الموقف، فما حكم الشرع ؟، أن أول نصيحة هي أنه من الأفضل ألا تفتشي وراء زوجك.
ونبه إلى أن التطفل والبحث عن أشياء قد تكون لا تُرضي المرأة قد يؤدي إلى نتائج سلبية مثل زيادة المشاكل بين الزوجين، مضيفاً: "إذا كنتِ تبحثين عن شيء قد لا تجده، أو حتى إذا وجدته قد يكون له تفسير آخر، فذلك قد يخلق مشاكل غير ضرورية".
وأشار أما بالنسبة لقرار “منع الزوجة نفسها عن زوجها” ، فهذا التصرف قد يكون ثقيلًا في البداية، لكن في النهاية هو ليس الحل الأمثل.. إذا لجأتِ إلى منع نفسك عن زوجك بسبب شكوكك أو تخوفك، فإن ذلك قد يثير المزيد من النزاع والمشاكل في العلاقة بينكما.
الحل الأمثل لخيانة الزوجة
ولفت إلى أنه أحيانًا عندما تحاول المرأة أن تبتعد عن زوجها بهذه الطريقة، قد يكون ذلك سببًا لزيادة المشاعر السلبية بين الطرفين، وقد يخلق نوعًا من القطيعة والفتور، منوهًا بأن الحل الأمثل هو أن تتوكلي على الله وتجعلي هذه الأمور بينك وبين الله.
ونصح ، قائلاً: اعتمدي على الدعاء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بشكل دائم، فكثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تزيل الهم والغم، وتساعد في تهدئة النفس، صلّي على النبي صلى الله عليه وسلم بنية أن يهدي الله زوجك وأن يثبت بينكما المحبة والسكينة".
أما بالنسبة للزوج، فقد قدم نصيحة له قائلاً: "أنت كزوج يجب أن تكون حريصًا على عدم الحلف بالطلاق في كل مشكلة، فالحلف بالطلاق حرام.. لا يجوز لك أن تجعل الطلاق حلاً لأي مشكلة.. بدلاً من ذلك، عليك أن تحاول إصلاح الأمور مع زوجتك برفق وحكمة وعليك أن تتقي الله في زوجتك، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديثه: 'اتقوا الله في النساء'، وذكر أن النساء 'خلقن من ضلع أعوج'، فيجب معاملتهن بالرفق والرحمة، وإياك أن تكسر خاطر زوجتك، بل عاملها بالمعروف وأحسن إليها، وإن شاء الله سيصلح الله بينكما ويبارك في حياتكما.. ومن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره".
التوبة من الخيانة الزوجية
وأفاد الدكتور على فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، بأن الخيانة الزوجية تعتبر معصية كبيرة في حق الله سبحانه وتعالى، مشيرًا إلى أنها لا تقتصر على مجرد خيانة الثقة بين الزوجين، بل تمتد لتشمل الذنوب التي يتحملها المخطئ في حق الله عز وجل .
وبين “ فخر” في إجابته عن سؤال: هل الخيانة الزوجية تغتفر ؟، أن الخيانة تكون أشد خطورة عندما يتم استغلال الثقة بين الزوجين، مما يزيد من صعوبة الأمر، مؤكدًا على أهمية التوبة والندم عند الشخص الذي ارتكب المعصية.
وأضاف أن التوبة الصادقة تحتاج إلى نية صادقة في الرجوع إلى الله وعدم العودة إلى الذنب، مشيرًا إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "عسى أن يتوب فيتوب الله عليه"، داعيًا للزوج في هذه الحالة أن يتحلى بالصبر ويطلب الأجر من الله.
ولفت إلى أن الزوجة تواجه خيارين: إما أن تصبر وتحتسب وتحاول إصلاح العلاقة من أجل أطفالها، أو أن تختار الطلاق إذا لم تتمكن من الاستمرار، وأن الحقوق المادية بين الزوجين يجب أن تُحسم بالاتفاق بين الطرفين، مشددًا على ضرورة معالجة هذه القضايا بروح من التعاون والاحترام المتبادل.
أخبار متعلقة :